على ايران أن تنسج علاقة فريدة مع الصين والمحور الشرقي

أكد الكاتب و المحلل السياسي اللبناني "محمد عبيد" ان امریکا هی مسؤولة عن حصول التصعيد في المواقف تجاه ايران وعليها أن تصحح الخطأ الذي ارتكبته.

واضاف عبيد في مقابلة اجرتها معه مراسلة ارنا : ان تصعيد المواقف الامريكية تجاه ايران ادى الى شكل من المناوشات العسكرية لان هي كانت البادئة في الخروج اولا من الاتفاق النووي ومن ثم فرض العقوبات الاقتصاديه والمالية على الشعب الايراني وعلى الجمهورية الاسلامية، بالتالي من بدأ هذه الازمة هو الذي عليه ان يبحث عن الحل.

من جانبه قال الخبير السياسي اللبناني سالم زهران في الحوار مع مراسلة ارنا، ان الجمهورية الاسلامية تستطيع ان تحرر من العقوبات الامريكية اذا استطاعت ان تنسج علاقة خاصة وفريدة مع الصين ومع المحور الشرقي.

وفيما يلي نص الحوار الكامل مع الخبيرين اللبنانيين:

اكد محمد عبيد ان حل الازمة بين امريكا وايران يكون اولا باسقاط هذه العقوبات والعودة بالوضع الى ما كان عليه قبل توقيع الرئيس الامريكي دونالد ترامب قرار اعادة العقوبات ومن ثم البحث في كيفية العودة الى العمل بالاتفاق النووي لان لا يمكن لايران أن تبدأ بالبحث عن توقيع اتفاق جديد لان هذا الاتفاق اخذ الكثير من الوقت لسنوات طويلة من الجهد والمثابرة والعمل المشترك مع جميع الاطراف التي وقعته.

الامر هو في يد الادارة الامريكية ان تصحح الخطأ الذي ارتكبته، علىنا الانتظار حتى يتبين اذا كانت هذه الادارة ستعود الی رشدها الوسطاء يعملون من هنا وهناك لكن هذا لن يغير شيئا.

واضاف عبيد ان الامر الثاني الذي تحاول الولايات المتحدة الامريكية تجاوزه هو مسؤولية الجمهورية الاسلامية وتحديدا الحرس الثوري الايراني عن امن الملاحة في مضيق هرمز وفي بحر عمان وهي مسؤولية ليست بجديدة هي من مسؤولية تاريخية في الخليج الفارسي ولم تصبح هي من مسؤولية ايران بعد انتصار الثورة حتى في ايام نظام شاه المخلوع هذه المنطقة هي كانت من مسؤولية ايران لذلك يحاولون ان يتجاوزوا الوقائع الجغرافية والتاريخية وهو امر لن يحصل لان سيؤدي الى صراعات كبيرة في المنطقة.

وشدد بالقول ان الخيار العسكري ليس مطروحا بشكل فعلى لدی دوائر القرار الامريكي ولا الاوروبي الحليف لامريكا وتحديدا بريطانيا لذلك ليس لديها سوى طريق واحد لممارسة الضغط على ايران وهو تعزيز العقوبات وتكثيفها على اساس ان هذه الادارة تعتقد انه يمكن من خلال هذه العقوبات أن تدفع بايران الى طاولة المفاوضات بالشروط الامريكية وهو امر اعتقد انه مستحيل مهما كانت هذه العقوبات قاسيه ولا خيار امام الشعب الايراني سوى الصمود والانتقال الى العمل وهو بدأ عمليا حسبما اعلنت الجمهورية الاسلامية وبدأت العمل لصيغة الاقتصاد المقاوم التي اطلقها سماحة قائد الثورة الاسلامية.

من جانبه اكد "سالم زهران" الخبير السياسي اللبناني في حديث مع مراسلة ارنا، ان العقوبات الامريكية على ايران هي دليل مباشر على أنه  لن يحصل مواجهة عسكرية، الامريكيون يعملون انهم سوف يخسرون في المواجهة العسكرية لذلك يلجأون الى سيف العقوبات كبديل الزامي على الخيار العسكري.

في الحقيقة لم تذهب الولايات الامريكية بعيدا عن خيار العقوبات الا اذا ما شعرت ان خيار الحرب العسكرية هو واقع لا محال و هناك حديث الامام علي عليه السلام "إِذَا هِبْتَ أَمْراً فَقَعْ فِيهِ" تقديري الشخصي ان الايرانيون ادركوا ذلك جيدا لذلك اسقطوا الطائره الامريكيه.

اما لتقريب المسافة بين الولايات الامريكية وايران اولا يجب ان يكون للامم المتحدة سلطتها، أنا ارى اليوم ان الامم المتحدة مخطوفة من قبل الادارة الامريكية ولا يلعب المجتمع الدولي دوره كما يجب وبخاصة الكتلة الاوروبية داخل مجلس الامن لتحقيق القانون الدولي العادل لكي تستقيم العلاقة بين امريكا وايران يجب ان يكون القانون الدولي له كلمة عليا وهذا ما لا يحصل الان.

الامر الثاني مرده ان الاسرائيليين هم الاساس لتحريض الادارة الامريكية وليس سرا ان  جزء من الادارة الامريكية كان يميل لعقد الاتفاق مع الجمهورية الاسلامية في ايران وقد حصل بالفعل الاتفاق النووي بعد جهود طويلة من قبل شركاء في الحكومة الايرانية والادارة الامريكية لكن الاسرائيليون واللوبي الصهيوني هو الذي يحرض على فك هذا الاتفاق مع ايران.

في الخلاصة يبدو ان علينا أن ننتظر الادارة الجديدة وليست ادارة ترامب من اجل التوقيع على الاتفاق ومن يعتقد ان الايرانيين سوف يذهبون إلى اتفاق جديد مع  الادارة الامريكية فهم مخطئون، ان ايران التي اعزها الله بالقوه لن تقوم بأي اتفاق فيه ذل مع الادارة الامريكية وامريكا هذه اللحظة لاتريد شركاء بل تريد عملاء وهذا لن يحصل.

واكد زهران في جانب اخر من الحوار ان محمد بن سلمان هو الحلقة الاضعف في كل الدائرة وتريد منه الامريكيون ان يرقص وأن يدفع الاموال؛ هو لا يقدم ولا يوخر ولا يؤثر في السياسة الامريكية وتقديري الشخصي اننا نبالغ حين نقول ان السعوديين يؤثرون في الادارة الامريكية فهولاء لا يستطيعون أن يغيروا شيئا في القرار الامريكي.

هناك ادارة واحدة تستخدم ادوات عدة، جون بولتون هو اداة هو ليس غاية وليس هدفا اما بن سلمان هو اصغر حتى ان يكون اداة.اما جون بولتون و صقور الادارة الامريكية يمكن القول ان ترامب يريد الصفقة مع ايران لكنه يريد الصفقة لصالح الامريكيين. في نهاية المطاف هناك ادارة واحدة تستخدم ادوات عدة، جون بولتون هو اداة هو ليس غاية وليس هدفا اما بن سلمان هو اصغر حتى ان يكون اداة.

الحقيقة ان ترامب يريد عقد اتفاق مع ايران لكن هذا الاتفاق يريد ان يكون اتفاقا ذليلا على شاكلة ما اعتاد على العرب وهذا لن يحصل. سوف ننتظر ربما الى انتهاء ولاية ترامب ليبدا الحديث من جديد.

واضاف زهران ان كلفة مواجهة الامريكيين قد تبدو اقل من كلفة صداقتهم، الحل هو تعزيز الصداقة مع الصين وروسيا والذهاب الى بعض الشركاء الاوربيين كبديل عن الادارة الامريكية وكبديل عن هذه العقوبات. الجمهورية الاسلامية في ايران لن تستطيع ان تحرر من هذه العقوبات الا اذا استطاعت ان تنسج علاقة خاصة وفريدة مع الصين ومع المحور الشرقي.

رمز الخبر 189951

تعليقك

You are replying to: .
3 + 1 =