٢ Persons
٢٧ نوفمبر ٢٠١٩ - ١٨:١٥
مبادرة هرمز للسلام.. هل تجد آذانا صاغية لدى الخليجيين؟

في ظل استمرار المشاورات بشأن "مبادرة هرمز للسلام" التي أطلقتها ايران لتأمين حركة الملاحة البحرية في الخليج الفارسي بمشاركة دول المنطقة، يقال ان الرد النهائي من قبل الدول الخليجية وعلى رأسها السعودية على هذه المبادرة سوف يأتي خلال الشهر القادم، فيما يشكك بعض اصحاب الرأي بامكانية حدوث ذلك ويرون ان سلطات آل سعود وآل نهيان وآل خليفة لا يمتلكون ارادة مستقلة وحقيقية للرد عليها.

"مبادرة هرمز للسلام"، التي قدمها الرئيس الايراني حسن روحاني أول مرة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، تهدف إلى "تحقيق التقدم والرخاء، وتأسيس علاقات ودية، وإطلاق عمل جماعي لتأمين إمدادات الطاقة وحرية الملاحة".

صحيفة "الجريدة" الكويتية، نقلت الثلاثاء عن مصدر مسؤول في الخارجية الكويتية قوله، إن "المشاورات لا تزال قائمة، ولم يتبلور موقف محدد من هذه المبادرة"، مرجحا الرد النهائي عليها في القمة الخليجية التي تستضيفها الرياض في شهر ديسمبر/كانون الاول المقبل.

وفي سياق متصل، فقد اعلن المتحدث باسم الخارجية الايرانية عباس موسوي، أن "ثلاث دول خليجية رحبت بالمبادرة، وردت برسائل مكتوبة على دعوة روحاني".

وكانت الصحيفة الكويتية، قد كشفت ان قطر اعربت لايران الاسبوع الماضي عن موافقتها، ومن المقرر ان يتوجه وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي، الاسبوع القادم الى طهران ليعلن الى المسؤولين الايرانيين عن موافقة بلاده على هذا المشروع.

اما في الجهة المقابلة، فيعرب البعض عن تشكيكهم حيال هذا الامر، ويعتقدون ان الرد الخليجي على المبادرة الايرانية قد يطول، ويستندون في كلامهم بأن ال سعود وال نهيان وال خليفة الذين نصبهم الاستعمار البريطاني على الجزيرة العربية والامارات والبحرين، لا يمتلكون ارادة التحكم في قرارهم.

وبحسب اصحاب هذا الراي، فكل الفسحة التي تركتها بريطانيا ومن ثم امريكا لهذه العوائل الحاكمة للتحرك في نطاقها، هي فسحة تنفيذ الاوامر الصادرة من لندن وواشنطن، وهي اوامر تأتي دائما على النقيض من مصلحة المنطقة وشعوبها.

مبادرة "سلام هرمز" الايرانية، هي بالتاكيد مبادرة تصب في صالح دول المنطقة وشعوبها لاستجلاب الامن والاستقرار بعدما عانت المنطقة من ويلات الحرب والقتل والدمار بسبب التدخل االاجنبي، الا ان هذه المبادرة لن تصب في صالح الكيان الاسرائيلي ومصالح امريكا القائمة على نشر الفوضى والصراعات والفتن، فلذلك يتوقع اصحاب هذا الرأي ايضا، الا توافق تلك الاسر الحاكمة بأمر امريكا وانظمتها الوظيفية، على مبادرة لا تصب في صالح اسيادهم، ومن يعتقد غير ذلك عليه ان ينتظر الرد.

اصحاب هذا الراي يستشهدون بما عانته مصر من هذه الانظمة ابان حكم الرئيس المصري جمال عبد الناصر، حيث كان على الشعب المصري ان يتصدي للعدوان والحروب التي كانت تشن على مصر من قبل امريكا وفرنسا والكيان الاسرائيلي، وكان عليه في الوقت نفسه ان يتجنب الطعنات المسمومة التي كان ال سعود يسددونها اليه من الخلف.

دور ال سعود في المؤامرات التي حاكتها بريطانيا وامريكا ضد مصر ابان حكم الزعيم المصري جمال عبد الناصر، يتصاغر امامه حتى دور الكيان الاسرائيلي، رغم ان جميع تلك المؤامرات كانت لصالح هذا الكيان، والسبب ان ال سعود لا يملكون من دور اخر الا دورهم الوظيفي في حماية مصالح الاسياد الذين نصبوهم على البلاد والعباد.

رمز الخبر 190372

تعليقك

You are replying to: .
1 + 10 =