انطلقت مسیرات حاشدة فی العاصمة الایرانیة طهران ومختلف المحافظات الاخرى احیاء للذکرى الخامسة والثلاثین لانتصار الثورة الاسلامیة فی ایران.

واکد المشارکون تمسکهم بأهداف الثورة الاسلامیة ودعوا إلى الوحدة بین المسلمین والالتفات الى العدو الحقیقی، ورفعوا شعارات الحریة والاستقلال لایران والموت لأمیرکا وللاستعمار.

وفی العاصمة طهران تلتقی المسیرات فی میدان ازادی (الحریة) رمز الثورة حیث من المقرر ان یلقی الرئیس حسن روحانی کلمة بالمناسبة، ویشارک فی تغطیة الحدث نحو مئتی صحفی اجنبی.

الرئیس روحانی: استطعنا بعد الثورة تحقیق الانتصار اینما کنا یدا واحدة وصوتا واحدا

شارک الرئیس حسن روحانی اهالی مدینة طهران فی المسیرات التی انطلقت صباح الثلاثاء لاحیاء الذکری السنویة الخامسة والثلاثین لانتصار الثورة الإسلامیة فی ایران والتی اطاحت بحکم الشاه عام 1979 وأرست نظام الجمهوریة الإسلامیة.

وقال الرئیس روحانی فی اول کلمة یلقیها فی المشارکین بمسیرات 22 بهمن بعد تسلمه الحکم  فی اغسطس الماضی، ان هذا الیوم هو تجسید لانتصار حرکة الاعتدال الشعبیة فی جمیع انحاء الوطن، مضیفا، لقد استطعنا بعد الثورة ایضا تحقیق الانتصار اینما کنا یدا واحدة وصوتا واحدا.

واوضح قائلا: "وفی فترة الدفاع المقدس ایضا، استطعنا ان نکون یدا واحدة وندافع فی خندق واحد امام المعتدین".

المتظاهرون الایرانیون یسخرون من التهدیدات الامیرکیة

بشعار "متلهفون للخیارات المطروحة على الطاولة"، و"نحن مستعدون لمعرکة کبرى"، سخر المتظاهرون الایرانیون المشارکون فی مسیرات 11 شباط /فبرایر ذکرى انتصار الثورة الاسلامیة فی ایران والتی انطلقت صباح الیوم الثلاثاء، من التهدیدات الامیرکیة الاخیرة.

ویطلق المسؤولون الامیرکیون دوما تهدیدات ضد جمهوریة ایران الاسلامیة بان "جمیع الخیارات مطروحة على الطاولة ومن ضمنها الخیار العسکری".

متلهفون للخیارات المطروحة على الطاولة

وحمل المشارکون فی المسیرات الملیونیة الیوم فی الذکرى الخامسة والثلاثین لانتصار الثورة الاسلامیة، الاعلام  الایرانیة ویافطات تحمل مختلف العبارات فی الدفاع عن الثورة وتجدید العهد والبیعة مع قائد الثورة الاسلامیة والاهداف السامیة للامام الخمینی الراحل (رض) والثورة الاسلامیة.
ومن ضمن الشعارات المرفوعة من قبل المشارکین فی المسیرات؛ "لبیک یا خامنئی" و"الموت لامیرکا" "الموت لاسرائیل" و"نقاتل ونموت ولا نساوم".
ومن العبارات التی لفتت الانتباه فی هذه الیافطات المرفوعة "متلهفون للخیارات المطروحة على الطاولة"، و"نحن مستعدون لمعرکة کبرى"، ردا ساخرا من الشعب الایرانی  على التبجحات الاخیرة للمسؤولین الامیرکیین وتهدیداتهم التی یطلقونها بین الفینة والاخرى ضد جمهوریة ایران الاسلامیة  فی ما یتعلق ببرنامجها النووی للاغراض السلمیة.
وقد رد کبار المسؤولین الایرانیین على التهدیدات الامیرکیة ومن ضمنهم قادة الحرس الثوری الایرانی الذین اکدوا جهوزیة القوات المسلحة الایرانیة الکاملة للرد ردا ساحقا ومدمرا على ای عدوان وان الاعداء سیندمون على فعلتهم فیما لو ارتکبوا ای حماقة ضد ایران.

عشیة الذکرى

وعشیة حلول ذکرى انتصار الثورة اکد الرئیس الایرانی حسن روحانی تمسک الشعب بمبادئ ثورته، مشیراً الى ان حاکمیة الشعب لها کلمة الفصل فی النظام الاسلامی.

وأکد روحانی وخلال کلمته أمام السفراء الاجانب فی طهران، حرص بلاده على إقامة علاقات متینة مع دول العالم فی إطار الاحترام المتبادل، داعیاً الى ضرورة مکافحة الارهاب والتطرف للوصول الى عالم آمن، مشیراً الى ان الحروب فی بعض دول المنطقة تشکل خطراً على کل العالم، ودعا روحانی الى مساعدة الشعب السوری لیقرر مصیره بنفسه.

الثورة منذ انطلاقها

وقد واجهت الثورة منذ لحظات انتصارها مؤامرات شتى بهدف اجهاضها، وتنوعت المؤامرات بین محاولات الانقلاب والعملیة العسکریة والحرب النفسیة والاغتیالات وإثارة الفرقة والفتنة والحرب العراقیة وأخیراً الحصار الاقتصادی والحرب الناعمة.

ولا تزال هذه الثورة التی ستدخل عامها السادس والثلاثین وعلى الرغم من جمیع التقدیرات الخاطئة التی تصورت ان عمرها سیکون قصیرا، وفیة لمبادئها ولإمامها الراحل، وهی تزداد إقتدارا بتمسکها بالمفاهیم والتی روجتها التی قوبلت بترحیب الشعوب الاسلامیة والمستضعفین دون الأنظمة.

والمیزة البارزة للثورة الاسلامیة، مقدرتها على التعاطی مع الأزمات والصعوبات والتغلب علیها وعلى من یدبرها ضدها، فایران باتت الیوم حسب شهادة المراقبین أقوى دولة فی المنطقة وأکثرها إستقرارا فی محیطها المضطرب وقادرة على إلحاق الهزیمة بمن یحاول المساس بها.

سفارة فلسطین.. الاولى فی العالم

یشار الى ان أول خطوة سیاسیة قام بها الشعب الایرانی هی السیطرة على سفارة الکیان الاسرائیلی المحتل فی العاصمة طهران فی نفس یوم انتصار الثورة الاسلامیة 11 شباط /فبرایر 1979 وتقدیمها الى الشعب الفلسطینی کسفارة لفلسطین الى یومنا هذا.

وکان شاه ایران (قبل الثورة الاسلامیة) وخلافا لعقیدة ورأی الشعب الایرانی، قد اعترف بشرعیة الکیان الاسرائیلی ومهد الارضیة لتوغل عناصر هذا الکیان فی مفاصل البلاد ولکنه کان یتستر على هذا الامر خوفا من ابناء الشعب وعلماء الدین ولا یجاهر بها.

ولا یخفى ان احد الشعارات والتطلعات الرئیسة والمبدئیة للثورة الاسلامیة فی ایران منذ تبلورها عام 1963 وحتى انتصارها عام 1979 تمثل فی دعم الشعب الفلسطینی المظلوم ومقارعة الکیان الاسرائیلی المحتل. ولذلک فانه وبمجرد انتصار الثورة الاسلامیة وهروب الشاه هاجم ابناء الشعب سفارة الکیان الاسرائیلی فی طهران واستولوا علیها لیتم اغلاق هذه البؤرة الى الابد.