کشف الخبیر السیاسی اللبنانی علی مراد ان هدف ولی العهد السعودی محمد بن سلمان من اجراء ما یسمى ب"الاصلاحات" و"مکافحة الفساد" لیس الا "احتکار الفساد" وحصر الاستفادة به للجناح السدیری.

 

قال الخبير السياسي اللبناني علي مراد في حديث لوكالة مهر للأنباء بخصوص اسباب وكواليس حملة اعتقالات التي اطلقتها السعودية بدعوى مكافحة الفساد أن اغلب التقديرات تشير الى ان تشكيل "هيئة مكافحة الفساد" كان الهدف منها فقط تمرير المرحلة الثانية من الانقلاب داخل الاسرة المالكة السعودية، حيث كان على محمد بن سلمان ان يزيح التهديد الثاني المتمثل بمتعب بن عبد الله الذي يتمتع بشعبية بسبب سيرة والده في الداخل السعودي.

واوضح مراد ان السعوديين يترحمون على عهد عبد الله عندما يتحدثون عن عهد سلمان، بالنظر الى الامتيازات التي كانوا قد حظيوا بها في عهد عبد الله بالاضافة الى ان الحرس الوطني يشكل خطراً عسكرياً على بن سلمان لاسيما وان تركيبته اغلبها من القبائل.

واضاف ان بن سلمان قام بإخراج حجة الفساد للاطاحة بمتعب وآخرين من الامراء المحسوبين عليه (بعضهم كانت علاقته جيدة بمحمد بن نايف) .. اذن بن سلمان يحضّر الظروف المناسبة لتنازل والده له واعتلائه العرش.

وبخصوص الوليد بن طلال مؤخراً راى ان بن سلمان كان يضيّق عليه ويمنعه من الحصول على العطاءات في المشاريع الاستثمارية لأن الوليد لديه مطامع بالسلطة اولاً ولأن مشادته مع ترامب عندما كان مرشحاً للانتخابات ما زالت ماثلة في الاذهان، امّا باقي رجال الاعمال والوزراء فالهدف من الاطاحة بهم هو استباق اي توظيف لأموالهم في خطط تقويض توجهه في المرحلة القادمة.

وعن احتمال نجاح عملية مكافحة الفساد في السعودية تحت حكم النظام القبلي السائد على السعودية قال مراد أن الفساد موجود منذ تأسيس النظام السعودي وكل الامراء فاسدون وكذلك الوزراء والحاشيات المحيطة بهم، وبن سلمان عملياً يسعى الى "احتكار الفساد"، اي يحصر الاستفادة به وبحاشيته حصراً.

وفي معرض رده على سؤال مراسل وكالة مهر للأنباء عن اسباب تعيين محمد بن سلمان مسؤولاً عن "مكافحة الفساد" اكد الخبير في الشؤون السعودية ان الفساد سوف يستمر وسيكون محتكَراً من قبل بن سلمان وازلامه، وابناء الامراء السديريين الذين خلت قائمة الفساد من اسمائهم بالمناسبة.

وتابع ان بن سلمان يسعى لانشاء تحالف مع بعض الأمراء بناء على اتفاق مع الاجنحة السديرية عشية اقصاء محمد بن نايف في ٢١ حزيران الماضي، عندما تم تعديل بند وراثة الحكم في "النظام الاساسي للحكم" بحيث لا يكون المُلك وولاية العهد في فرع واحد.

ورجح علي مراد ان بن سلمان سيعود للانقلاب على هذا الاتفاق بعد اعتلاء العرش ويعود لتعديل هذه المادة لاعطاء ولاية العهد لأحد اشقائه او ابنه مثلاً.

وفي اشارة الى مفاعيل و تداعيات اصلاحات محمد بن سلمان واقصاء الامراء السعوديين قال الخبير السياسي اللبناني: حكماً ما قام به سلمان وابنه سيكون له اثر كبير على مستقبل العائلة الحاكمة، القرارات والطريقة التي تعامل بها بن سلمان مع امراء لهم تاريخهم في مؤسسة الحكم سيكون لها مفاعيل وارتدادات.

وبين ان متعب لديه جمهوره وبن نايف كذلك له جمهوره لافتا الى تحركات للتمرد على بن سلمان بعد ان تمر العاصفة معتبرا: لكن هذا التحرك لن يُكتَب له النجاح اذا لم يأتِ بمباركة امراء اقوياء ولهم وجودهم كأحمد بن عبد العزيز، بالاضافة الى العامل الامريكي فمحمد بن سلمان يعتقد ان ترامب سيذهب معه الى الاخير في اتفاقهما ولكن من يعلم قد يعدّل الامريكي رأيه بعد ان يأخذ ما يريد.

رمز الخبر 188762