وقال مجید تفرشی ، خلال حوار مع خبراونلاین حول مستقبل الشرق الاوسط، النظرة المستقبلیة لحکومة الولایات المتحدة وسیاسة الاخوان المسلمین فی معرض رده على سؤال حول علاقة الاخوان بمملکات الخلیج الفارسی العربیة: ان کلا من الجماعات التی تنشط فی بلدان المنطقة تحت هذا الاسم، وضمن امتلاکها لقواسم مشترکة، لکن لکل منها طریقة ونهج خاص بها. وعلى سبیل المثال، فی المملکة السعودیة، نرى ان علاقة الاخوان المسلمین بالحکومة الوهابیة المالکة فی هذا البلد کانت خلال فترة زمنیة تتسم بطابع من التعاطی والتحمل کل للآخر ، وخلال فترة زمنیة اخرى اتسمت بالعداء والخصام والمواجهة. فمثلا وخلال اواسط عقد الثلاثینیات 1930 میلادی وابان فترة تأسیس الحکومة السعودیة، ذهب حسن البنا ، مؤسس جماعة الاخوان المسلمین فی مصر الى الحج ، حیث عمل حینها على اقامة علاقات قریبة و ودیة مع عبد العزیز مؤسس الحکومة السعودیة. لکن وعقب 12 عاما وعندما اغتال انصار الاخوان المسلمین فی الیمن الامام یحیى حمید الدین، تدهورت العلاقات بین الاخوان والسعودیة. ومنذ ذلک الحین وحتى یومنا هذا تعتبر الحکومة السعودیة حرکة الاخوان المسلمین تهدیدا خطیرا علیها.
واضاف تفرشی: خلال فترة حکومة العسکر لا سیما ابان عهد جمال عبد الناصر فی مصر ، اسهمت المنافسة بین القاهرة والریاض حول زعامة الامة العربیة فی تحسین علاقة الاخوان المسلمین والسعودیین باعتبارهما المنافسین والاعداء المشترکین لعبد الناصر. لکن وعقب وفاة عبد الناصر ، ومجئ انور السادات وتحسین العلاقات تدریجیا بین مصر والسعودیة، ابتعدت الریاض من جدید وبمرور الوقت عن الاخوان المسلمین.
ومع کل هذا ومنذ تلک الفترة وحتى الیوم ، کانت السعودیة على صلة وعلى الدوام مع بعض اعضاء الاخوان بصورة فردیة وشخصیة ، ولیس مع التنظیم ککل. من جهة اخرى ، یمکن القول انه وقرابة نصف القرن الاخیر من الزمن ، قام السعودیون وعدد آخر من حکام الممالک العربیة فی منطقة الخلیج الفارسی ، بشکل محدود وکلما سنحت الفرصة باستخدام اقتدار، تجربة ونفوذ الاخوان المسلمین لمواجهة واضعاف التحرکات الشعبیة العربیة، القومیة والشیوعیة فی بلدانها.