*ان اصرار ایران على دعوة "محمد مرسی" الرئیس المصری الاسلامی الجدید ضمن انه امر واضح یمکن ادراکه لکنه فی ذات الوقت یستلزم التعاطی معه من باب الحیطة والحذر. بالطبع لم تظهر القاهرة حتى الان بشکل رسمی وعلنی عن ای رد فعل جید وحار ازاء دعوة ایران. اولا من الممکن ان لن یأتی محمد مرسی الى طهران وستقوم القاهرة بارسال احد الشخصیات فی الحکومة الجدیدة الى ایران. ثانیا ان مجیئه الى ایران لن یبرهن امورا عدة. وان وسائل الاعلام والشخصیات الایرانیة لا تکترث کثیرا بسیاسة وتوجهات الاخوان المسلمین.
*ان توجهات وافکار الاسلامیین فی مصر اکثر من قربها من توجهات الاصولیین فی ایران ، هی اقرب الى الاراء والنظرة الوطنیة، للمتدینیین والاصلاحیین. وبطبیعة الحال، من الطبیعی ان الاسرائیلیین والامیرکیین یفضلون تواجد "حسنی مبارک" فی مسند السلطة بدلا من محمد مرسی، فیما اعلن الاخوان رسمیا انهم سیلتزمون بالاتفاقیات الموقعة من قبل الحکومات السابقة.
*ان الحکومة المصریة الجدیدة لا تعتزم الغاء الاتفاقیات والمعاهدات السابقة من جانب واحد. وهو ما یتضمن معاهدة "کامب دیفید". لم یصرح الاخوان حتى الان عن عدم موافقتهم لکامب دیفید، بل ان کافة انتقاداتهم واعتراضاتهم ازاء کامب دیفید هی بسبب ان الاجزاء والبنود فی تلک الاتفاقیة المتعلقة بانشاء دولة فلسطین لم یتم تطبیقها من جانب اسرائیل.
*لقد اعلن الاخوان رسمیا انهم سیشکلون حکومة من کافة التیارات السیاسیة من اللیبرالیین، العلمانیین وحتى الاقباط المسیحیین تم توجیه الدعوة للتعاون معهم. کما اعلن الاخوان انه لم یتم بعد وضع التطبیق السریع لاحکام الشریعة فی مصر على جدول اعمالهم وانهم لن یفرضوا ارتداء الحجاب. ربما انه من الافضل وبدلا عن اصرار مسؤولینا على اقامة علاقات واسعة مع الاخوان التمعن بعض الشئ والتریث واجتناب العجلة. من الافضل ان یقوم مسؤولینا هذه المرة باتخاذ موقف تجاه الاسلامیین المصریین بحیث انه وفی حال اتخاذ مرسی بعض المواقف المحتملة التی تتعارض مع التوقعات، یکونوا قد جنبوا انفسهم موقف المساءلة والاستجواب من قبل الرأی العام.
30449