قال الأمین العام لحزب الله السید حسن نصر الله، إننا الیوم نواجه حرباً من نوع آخر تتمثل بما یسمیه قائد الثورة الاسلامیة ایة الله السید علی خامنئی بالحرب الناعمة وتدیرها الادارة الامیرکیة والعدو الاسرائیلی مجرد مقاتل فیها.

 

وأضاف  السید نصر الله خلال حفل التخرج السنوی الثالث لأبناء شهداء المقاومة الإسلامیة تحت عنوان جیل الشهید علی أحمد عنیسی إن من یدیر الحرب الناعمة ذهب لیبحث عن سر القوة لدینا لذلک هم یعلمون انهم عاجزون عن اجتیاح ارضنا لذلک ذهبوا لیجتاحوا عقولنا وافکارنا وثقافتنا کی لا یکون عندنا رجال کعلی واحمد عنیسی.

وتابع امین عام حزب الله الیوم نسمع کیف ان الاعداء ینبهون من وصول الاسلحة الکیماویة وغیرها الى حزب الله لماذا؟ هل لان القضیة لها علاقة بالعتاد؟"

وقال السید نصر الله إنهم یخافون من منظومتنا الفکریة ولذلک هم یعملون للقضاء على هذه المنظومة لانه اذا ذهبت قیمنا فلا نفع بعد ذلک لا بسلاح ولا بالعتاد.

وأشار امین عام جزب الله إلى أن هناک وسائل إعلام وفضائیات تعمل للاستخفاف وتشویه قیم المقاومة والشهادة وکل قیمنا فقط  للقضاء على منظومتنا الفکریة والمقدسات التی نؤمن بها.

ورأى أن المطلوب الیوم هو ان نشتم على الفضائیات وکذلک یعملون للدخول الى بیئتنا لافقار مجتمعاتنا کی تبقى شعوبنا تعمل فقط للوصول الى لقمة عیشها فقط، کذلک هم یعملون لنشر المخدرات والافلاح الإباحیة للقضاء على قیمنا لانه اذا وجد والد یرید ان یقاتل العدو لا یجد ابنه معه کما حصل مع علی واحمد عنیسی، معتبرا أن  أنلبنان الآن رغم کل ما یحصل فیه هو آمن اکثر من واشنطن ونیویورک.

ولفت إلى أننا نحتاج الى مقاومة من نوع آخر مقاومة فکریة ثقافیة للحفاظ على قیمنا وایماننا لانه سبب قوتنا وانتصارنا.

وأضاف السید نصر الله لعل میزة کربلاء فی التاریخ انها خلال ساعات قلیلة تکثف هذه المشاهد حول الشهادة کمثال شهادة الاب والابن او الاخ واخیه او عدة اخوة یسشتهدون فی وقت واحد.

وتابع : ان اتباع الانبیاء کانوا جمیعهم هکذا یندفعون الى الشهادة، وأردف قائلا : السؤال حول هذا الاصرار الکبیر بالتوجه الى الشهادة یکبر ویطرح اکثر فی مثل مجتمعنا حیث تزداد العلاقات الاسریة ترابطا؟

وأشار إلى أنه بین ایدینا فی هذا الحفل نوع من العائلات الذین قدّموا کل فلذات اکبادهم فی هذا الطریق وهنا یطرح السؤال لماذا الاخ بعد الاخ یلتحق بقافلة الشهداء؟ ما سر ذلک؟

وأضاف: عندما نعود الى عائلة الشهید علی احمد عنیسی نتحدث عن اجیال فی المقاومة تقاتل کتفا الى کتف ویستشهدون فی نفس الزمان والمکان ولا نتحدث توارث الشهادة فیما بینهم.

ولفت السید نصر الله إلى أنه فی هذا الیوم نستذکر هؤلاء الشهداء الاباء ونستذکر انطلاقة المقاومة حیث کنا قلّة قلیلة غریبة ومتهمة بالجنون.

وتابع: هنا نسأل لماذا اختار هؤلاء الشهداء ورفاقهم هذا الطریق؟ بکل بساطة نجیب انه الایمان بالله ورسله وبوعده وبالیوم الآخر وبالکرامة الالهیة وایضا بالوعد الاخر فی شقه الدنیوی ان الجهاد والشهادة طریق عز والافتخار.

وأردف بالقول: هؤلاء الشهداء عرفوا ان تکلیفهم هو ان یقاتلوا العدو الاسرائیلی الذی احتل الارض واعتدى على الأهل وقد اقبلوا على أداء هذا التکلیف بصدق واخلاص وحماس ومنهم من ینتظر وما بدلوا تبدیلا.

وأکد السید نصر الله أن هذه الثقافة التی تربى علیها هؤلاء الشهداء کانت هی نفسها ثقافة عوائل الشهداء ولا زالت.

وتابع: هذا الرضى لعوائل الشهداء یأتی من الایمان بالله وبالرضى بقضاء الله وهنا یکمن سر المقاومة الاسلامیة وجوهرها وحقیقتها.

ولفت السید نصر الله إلى أنه الیوم هناک من یحلل ویقول إن حزب الله فی مأزق او وضعه حرج وانا اقول ان هؤلاء یفکرون على اساس احوالهم هم وتفکیرهم هم لان المقاومة منذ 30 عاما کانت تواجه الصعوبات وحرب تموز کانت خیر دلیل،خلال حرب تموز 2006 البعض افترض ان المقاومة تلفظ انفاسها الاخیرة بینما هی کانت تتحدث عن انتصار.

وأضاف السید نصر الله اقول  لکل الذین یواصلون الطریق ولکل الذین یعنیهم ما یجری لهم إن الایمان بالله یعطینا القدرة على الصبر والثبات ایا تکن التضحیات.

وأشار  إلى أن الإیمان بالله هو الذی یعطینا القدرة على التضحیة حتى ولو بکل عزیز هذا الایمان هو الذی یعطینا الامل بالفوز والنصر ولو کثر العدو وقلّة الناصر وهو الذی کان یعطینا وضوح الرؤیة وهو الذی کان یعطینا افق الفوز فی الدنیا والآخرة وهذا ما کان علیه احمد وعلی عنیسی وکل الشهداء الذین ما ارتجفوا لتهویل او لقصف الطائرات، لافتا إلى أن هذه القصص الواقعیة التی مرّت خلال حرب تموز کقصة احمد وعلی عنیسی التی یجب ان تروى للناس وهذه هی معجزاتهم الانسانیة.

وتمّ خلال الحفل عرض تقریر عن الشهیدین احمد وعلی عنیسی وکانت کلمة لمدیر عام "مؤسسة الشهید" السید جواد نور الدین ، کما سلّم رئیس المجلس التنفیذی فی حزب الله السید هاشم صفی الدین الطلاب المحتفى بهم شهادات التخرج والدروع التذکاریة.
30449