تاريخ النشر: ٩ سبتمبر ٢٠١٢ - ٠٩:٠٠

حسن هانی زادة

 

خبراونلاین- یعتبر مقتل ابو محمد الشامی العبسی قائد الجبهة الاسلامیة المعروفة باسم "نصرة اهل الشام" على ید عبد الرزاق طلاس قائد کتائب الفاروق، بدایة حرب الاحزاب فی سوریا.

 یعد عبدالرزاق طلاس ابن اخ العقید مصطفى طلاس وزیر الدفاع السوری الاسبق وابن عم اللواء  مناف طلاس قائد الوحدة 105 فی الحرس الجمهوری السوری والذی انشق مؤخرا عن نظام بشار الاسد وانضم الى معارضی الحکومة السوریة.

عملیة القتل هذه انما تظهر ان نظام بشار الاسد عمل بصورة ناجحة تماما على ایجاد فجوة بین الجماعات الارهابیة المسلحة لان الخیار الوحید المتبقی للحکومة السوریة، هو تعزیز الخلافات بین قادة الجماعات المعارضة المسلحة.

ان دراسة الاوضاع المیداینة فی سوریا یشیر الى ان 30 مجموعة مسلحة من 28 بلدا ومن دون تنسیق منظم وعملی فیما بینها دخلت سوریا للاطاحة بالحکومة "العلویة العلمانیة" فی هذا البلد.

کتائب الحق، احرار الشام ، اخوان المسلمین، نصرة اهل الشام، الفاروق، خالد بن الولید، عبیدة بن الجراح، عمرو بن العاص، شموخ الاسلام، جیش الامة، المنارة البیضاء، مجلس الدولة الاسلامیة، القاعدة، الجیش الحر، مجلس الجیش الثوری وانصار المجاهدین هم کلهم من ضمن الجماعات المسلحة التی تحارب عملیا ضد النظام السوری.

هذه الجماعات التی دخل غالبیتها الى سوریا من دول عربیة، آسیا الوسطى، افریقیا ، ترکیا وحتى بعض الدول الغربیة لدیها وجهات نظر مختلفة عن القوات المسلحة الداخلیة سواء من الناحیة السیاسیة او المذهبیة.

فجبهة نصرة اهل الشام المتطرفة التی تستقر فی مدینة حلب على صراع مع کتائب الفاروق بقیادة عبد الرزاق طلاس ومع جماعة الاخوان المسلمین بقیادة ریاض الشقفة ما اسفر عن اغتیال ابو محمد الشامی العبسی.

من جهتها وبغرض الانتقام لابومحمد الشامی استدعت عشیرة العبسی قواتها من دیر الزور وادلب الى حلب حیث وقعت اشتباکات بینها وبین کتائب الفاروق ما ادى الى مقتل عدد من اتباع الجانبین.

کما ان الخلافات السیاسیة بین "هیئة التنسیق" التی تعتبر مجموعة معارضة داخلیة غیر مسلحة مع المجلس الانتقالی السوری بقیادة عبد الباسط سیدا، اسفرت عن استقالة عدد من اعضاء التیارین السیاسیین.

من ناحیة اخرى اقدم عدد من الجماعات المسلحة من ذوی التوجهات السلفیة الوهابیة وبتحفیز من السعودیة على عملیات قتل عشوائیة ضد الشیعة، العلویین، الدروز، الاسماعلیین والمسیحیین فی مدن حمص، حلب، درعا وریف دمشق ما اثار حفیظة کافة الجماعات المسلحة الداخلیة السوریة واعتراضها على ذلک.
ان عملیات قتل الاقلیات الدینیة والقومیة فی سوریا من قبل الجماعات السلفیة تسبب فی وقوف هذه الاقلیات على الرغم من امکانیاتها ومواردها المحدودة وبکل ما اوتیت من قوة الى جانب نظام بشار الاسد.

وهناک الان قلق بین الجماعات الوطنیة والاحزاب الیساریة السوریة من خشیة الاطاحة بنظام بشار الاسد وتسلم الجماعات السلفیة زمام السلطة وقیامها حینذاک بعملیات قتل واسعة النطاق ضد الاقلیات الدینیة والمذهبیة فی سوریا.

هذه الاختلافات ستتضح معالمها بشکل اکبر على الامد البعید لان المجموعات المسلحة الداخلیة ایضا تواجه الخلافات فیما بینها بحیث وقعت اشتباکات بین الجیش السوری الحر بقیادة ریاض الاسعد ومجلس الجیش الثوری السوری بقیادة مصطفى الشیخ فی منطقة "اعزاز" على الحدود السوریة.

حیث یرى مجلس الجیش الثوری، ان العقید ریاض الاسعد قائد الجیش الحر قام بنقل 3 ملیارات دولار من المساعدات السعودیة والقطریة خلال الاشهر ال 17 على انطلاق الازمة فی سوریا الى حسابه الشخصی فی بلغاریا.

بالمقابل ، یرى الجیش السوری الحر ان العمید مصطفى الشیخ هو عنصر نفوذی لنظام بشار الاسد وان مهمته هی ایجاد فجوة بین القوات المسلحة المعارضة للحکومة السوریة والعمل على تدمیر الجیش السوری الحر.

من جهة اخرى یسعى نظام بشار الاسد ومن خلال ایجاد الخلافات بین کافة الاطیاف السیاسیة المعارضة للحکومة والجماعات المسلحة الخروج من الازمة الراهنة خاصة حتى فترة انتهاء الانتخابات الرئاسیة الامیرکیة.

کما ان الرئیس باراک اوباما یسعى من خلال الاطاحة بنظام بشار الاسد الى امساک بورقة رابحة لتوظیفها للانتخابات الرئاسیة، لکن مما لا شک فیه ان اطالة امد عملیة الاطاحة بالنظام السوری لن تصب فی صالح الحزب الدیمقراطی.