تاريخ النشر: ٢ أكتوبر ٢٠١٢ - ١٠:١٩

حسن هانی زادة

 

 

خبراونلاین – خالد مشعل رئیس المکتب السیاسی لحرکة حماس وخلال زیارته لانقرة وصف خلال کلمته امام المؤتمر الرابع لحزب العدالة والتنمیة الترکی، رجب طیب اردوغان رئیس الوزراء الترکی بانه زعیم العالم الاسلامی.

 

وتابع خالد مشعل معتبرا ان حزب العدالة والتنمیة انموذج ناجح للاسلام الحدیث الوسطی وقال: اننی اهنئ من صمیم قلبی وقلب حماس، وباسم الشعب الفلسطینی ، هذا النجاح الکبیر. "ایها الشعب الترکی علیکم الفخر بحزب العدالة والتنمیة الذی هو انموذج کبیر للنجاح".

 

على الرغم من خطاب رئیس مکتب حماس الذی کان غالبیته ذو طابع انشائی وعاطفی وشخصیة خالد الخطابیة المقتدرة لکن رئیس مکتب حماس انتهج نهج مدح الشعراء الامویین بهذا الصدد.

 

یقال ان الولید بن عبد الملک حاکم الشام حینها خلال عهد الامویین کان له القدرة والمکر فی استخدام  الشعراء من ضعاف النفوس مثل الاخطل وجریر والفرزدق.

 

حتى ان خلق المنافسة بین هؤلاء الشعراء الثلاثة ، بغرض کسب العلاقة اسهم فی القاء جریر لقصیدة خاطب بها الولید بن عبد الملک بن مروان وصفه فیها انه خلیفة الله على الارض:

 

انت لرب العالمین خلیفة

ولی العهد الله بالحق عارف

 

وایضا نرى خالد مشعل یصف خلال خطابه فی المؤتمر الرابع لحزب العدالة والتنمیة دون الالتفات لمکانة وشأن اردوغان الحقیقیة بانه زعیم العالم الاسلامی.

 

للاسف احدى المشاکل التی عانت منها فلسطین على مر 65 عاما الماضیة هو تذبذب قادتها من الناحیة الاخلاقیة ومسایرتهم للموجة القائمة.

 

الراحل یاسر عرفات الزعیم الفلسطینی السابق ودون الالتفات الى ان الجمهوریة الاسلامیة هی اول بلد اقام سفارة لفلسطین ورفع علم فلسطین فوق سفارة الکیان الصهیونی السابقة، اتخذ مواقف خلال الحرب المفروضة منحازة الى دیکتاتور العراق المعدوم.

 

وخلال زیارة یاسر عرفات الى خوزستان فی 1979 تبرعت النساء الاهوازیات خلال مراسم فی ملعب تختی بمدینة اهواز وبالرغم من عدم استطاعتهن المالیة بما کان لدیهن من الذهب لدعم الشعب الفلسطینی وقدمنه الى الرئیس السابق لحرکة فتح.

 

وعقب مرور عام فقط وبالتزامن مع بدء الحرب المفروضة من قبل العراق ضد ایران وخلال زیارته لبغداد اعتبر یاسر عرفات الدیکتاتور صدام حسین بانه شقیق له.

 

العام الماضی وخلال کلمة رئیس الجمهوریة الاسلامیة فی ایران فی الجمعیة العامة للامم المتحدة ترک الوفد الفلسطینی برئاسة محمود عباس رئیس السلطة الفلسطینیة القاعة قبل الوفد الاسرائیلی.

 

ان الشعب الایرانی وخلال السنوات ال 33 الماضیة وبسبب مساعدة شعب فلسطین ودعمه تعرض لاشد الضغوط الاقتصادیة، السیاسیة والمالیة لکنه لم یتنازل یوما عن دعم الشعب الفلسطینی.

 

ان کل ما تحمله الشعب الایرانی خلال العقود الثلاث المنصرمة على الصعید العسکری والحظر الاقتصادی، فقط وفقط بسبب دعم النضال الفلسطینی والا ، لا مشکلة للشعب الایرانی مع المجتمع الدولی.

 

الیوم لو تخلت الجمهوریة الاسلامیة فی ایران عن الدعم المعلن للشعب الفلسطینی لتم تسویة کافة مشاکل ایران السیاسیة والاقتصادیة.

 

لکن وللاسف نرى ان قادة فلسطین اثبتوا على الدوام انهم متى ما وجدوا اصدقاء جدد نسوا اصدقاءهم ورفاقهم القدامى الحقیقیین.

 

ان تخلی حماس عن نظام بشار الاسد، وتغییر مسارها نحو ترکیا التی هی العامل الرئیسی فی زعزعة استقرار سوریا یظهر ان بوصلة سیاسة قادة حماس تشیر دائما الى الاتجاه الخاطئ.

 

لکن وفی المقابل، لا یستذکر الشعب الفلسطینی ابدا ایثار وتضحیات الشعب الایرانی خلال السنوات ال 33 الماضیة ومثال ذلک المدیح والاطراء الذی لا حصر ولا حد له من قبل خالد مشعل لرجب طیب اردوغان.

 

هنا یتبادر الى الاذهان هذا السؤال وهو یا ترى ما الذی قدمته ترکیا التی تتمتع بعلاقات وثیقة واستراتیجیة مع الکیان الصهیونی من خدمات للشعب الفلسطینی بحیث نرى الیوم خالد مشعل یصف اردوغان على انه زعیم العالم الاسلامی؟.

 

ربما بسبب "نکران الجمیل" هذا نرى الیوم مصیر الفلسطینیین على هذا النحو بحیث انه ومع وجود 300 ملیون عربی فی الشرق الاوسط وشمال افریقیا لکنهم لا یزالون یقبعون تحت وطأة الصهاینة.

 

لقد قال الباری عز وجل فی سورة الرعد آیة 11 "ان الله لا یغیر ما بقوم حتی یغیروا ما بانفسهم" وبالطبع فان هذه الآیة تعتبر مصداقا للنهج السیاسی لقادة فلسطین لانه طالما لم یغیر قادة فلسطین انفسهم بشکل حقیقی فلن یقع ای جدید وواقعة هامة تصب فی صالح الشعب الفلسطینی.

 

للاسف ان التجربة الاخیرة اظهرت ان قادة فلسطین، لیسوا اصدقاء اوفیاء یمکن الوثوق بهم ولذا ینبغی على صناع القرار فی الجمهوریة الاسلامیة اعادة النظر فی سیاستهم ازاء قادة حماس "لا الشعب والقضیة الفلسطینیة" وتغییر تعاطیهم السیاسی مع هؤلاء.

 

فی الحقیقة ان السید خالد مشعل ومن خلال خطابه الاخیر خلال مؤتمر حزب العدالة والتنمیة فی ترکیا عمل على اطفاء "مشعل" الشعب الفلسطینی المضاء، لا اقل لدى ضمیر واذهان الشعب الایرانی الطامح لاحقاق الحق، وذلک الى الابد.