وبحسب تقریر لوکالة الجمهوریة الإسلامیة للأنباء- إرنا من غزة، فمصانع العصائر والألبان وشرکة الباطون فی قطاع غزة حالها کحال الکثیر من الشرکات التی دمرت بشکل کامل لیصل عدد المصانع التی دمرت خلال الحرب الی 134مصنعا وشرکة.
المهندس إبراهیم الشریف مدیر مصنع العصائر قال لوکالة ˈإرناˈ: إن الاحتلال الصهیونی فی عدوانه الیوم علی قطاع غزة دمر الشرکة ومصانعها بشکل کاملˈ.
ورأی الشریف أن ˈهذا التدمیر متعمد ومقصود، والهدف منه تدمیر الاقتصاد الفلسطینیˈ. مضیفًا: ˈإن «شرکة فلسطین للصناعات الغذائیة» هی الوحیدة فی فلسطین المنتجة فی مجال العصائر والمربی بکافة أنواعهاˈ.
وأوضح الشریف أن ˈحجم الخسائر التی تکبدتها الشرکة تقدر ب 10 ملیون دولار، حیت أن المصنع لا یمکن استعادته أو العمل فیه فی الوقت الحالی، فالتدمیر طال کافة مصانعهˈ، مضیفا إن ˈالاحتلال قصد تدمیر الاقتصاد الفلسطینی ویعتبرنا مزرعة تزوده بالمواد الخام و حتی نبقی بحاجة إلیهˈ.
وأشار الشریف إلی أن مصنعه یستوعب کل الإنتاج الزراعی والفائض منه فی غزة، وهذا یعود بالنفع علی المزارعین، أما الآن فقد أدی التدمیر إلی تقلیص البقعة الزراعیة ما أثر علی المزارعین وعلی السوق والاقتصاد بشکل عامˈ.
بدوره أکد المهندس عبدالله مشتهی مدیر مصنع الباطون فی غزة أن الاحتلال دمر المصنع بشکل کامل، موضحًا أن ˈهذا التدمیر مقصود للشرکة حتی لا تبقی لنا إمکانیة من إعادة إعمار ما دمره فی غزةˈ. مقدرًا حجم الخسائر فی المصنع بـ 4 ملایین دولار کتقدیر أولی للخسائر التی طالت المصنع.
من ناحیته رأی المحلل الاقتصادی ˈمحسن أبو رمضانˈ أن استهداف العدو للبنی التحتیة والمصانع والشرکات هو استهداف متعمد والغایة منه تدمیر اقتصاد غزة، مقدرًا خسائر الاقتصاد الفلسطینی الیومیة جراء العدوان الصهیونی بما بین 150و250 ملیون دولار، وشهریًا بما بین 5 و 7.5 ملیارات دولار، مشیرًا إلی أن هذه التقدیرات تشمل کافة القطاعات.
وأوضح أن الاحتلال یهدف إلی إفقار الشعب الفلسطینی و اعتباره حالة تابعة تعتمد علی المساعدات الإغاثیة التی تقدمها وکالة غوث اللاجئین ˈالأونرواˈ وغیرها من وکالات التنمیة الدولیة .
وأکد أبو رمضان أن الکیان الصهیونی یحاول باستمرار تعطیل التنمیة والإنتاج فی قطاع غزة، ویرید أن یکون المجتمع الفلسطینی مجتمعًا استهلاکیًا وسوقًا للاقتصاد الصهیونی ومنتجاته، مشیرا إلی أن ˈالکیان الصهیونی یرید أن یکون المجتمع الفلسطینی إغاثیا إنسانیا ولیس تنمویًا إنتاجیًاˈ.
وقال: ˈالکیان الصهیونی کعادته یحاول تدمیر کل شیء فیما الفلسطینی یحاول الاعتماد علی نفسه دون حاجة إلی غیره، فأهل غزة یحاولون أن یکون لهم اقتصاد مستقل وإنتاج محلی ینافسون به الکیان الصهیونی الذی تقوم طائراته ومدفعیته بهدم کل شیء أمام أعینهمˈ.
وکان رئیس اتحاد الصناعات الغذائیة فی قطاع غزة تیسیر الصفدی أعلن خلال زیارة تفقدیة للمصانع المدمرة أن الاحتلال تعمد ضرب البنیة التحتیة للاقتصاد الوطنی بشکل کامل، وضرب أکبر المصانع الغذائیة بهدف أن نصبح سوقًا مستهلکًا ولیس منتجًا، ونشر البطالة والقضاء علی فرص العمل، فی وقت تشغل تلک المصانع أکثر من 12 ألف عاملˈ.
ولفت الصفدی إلی أن المصانع المدمرة بحاجة إلی أکثر من عام لإعادة بنائها، مشیرًا إلی أن ذلک سیؤدی إلی تسریح آلاف العمال من تلک المصانع وبالتالی سیؤدی ذلک إلی ارتفاع نسبة البطالة المرتفعة أصلاً.
وکانت وزارة الزراعة فی غزة قد اعلنت أن خسائر القطاع الزراعی وصلت إلی ما یقارب الـ200 ملیون دولار جراء العدوان الصهیونی ضد قطاع غزة.
وأوضح فایز الشیخ خلیل مدیر العلاقات العامة والإعلام فی وزارة الزراعة أن خسائر القطاع النباتی والتربة بلغت 150 ملیون دولار، و40 ملیون دولار فی الإنتاج الحیوانی، و10 ملایین دولار فی قطاع الصید البحری، فی حین توقع أن تفوق الخسائر غیر المباشرة فی القطاع الزراعی الـ 300 ملیون دولار.
وسبق أن دمر الکیان الصهیونی خلال الحربین السابقین علی قطاع غزة (2008 و 2012)، عددًا ضخمًا من المصانع والمنشآت الحیویة زاد عن 1700 مصنع ومنشأة صناعیة واقتصادیة، فضلاً عن الدمار فی البنی التحتیة والأبنیة السکنیة التی قدرت خسائرها بأکثر من ثلاث ملیار دولار.