خبرأونلاین-الاهرام:اکد الدکتور سعید جلیلى الامین العام للمجلس الاعلى للأمن القومى الایرانى للاهرام ان بلاده على استعداد تام للتعاون العلمى والتقنى مع مصر فى مجال الانتاج السلمى للطاقة النوویة وتبادل الخبرات فى ذلک.

کما اکد على انه لاتوجد اى مشاکل امنیة حقیقیة بین مصر وایران تعوق اعادة العلاقات بین البلدین  مشددا على ان الثورات العربیة ستغیر المعادلات الاقلیمیة واضاف جلیلى بان الغرب لن یغیر موقفه من الملف النووى الایرانى کما ان ایران تصر على موقفها. جاء هذا فى الحوار الذى اختص به الاهرام والذى ناقشنا معه الکثیر من القضایا المهمة مع اکبر مسئول عن الامن القومى الایرانى فقلنا له:


لماذا توقفت جهود عودة العلاقات المصریة ـ الایرانیة برغم المحاولات الکثیرة ؟
ـ فى البدایة هناک العدید من القوى سواء الداخلیة او الخارجیة التى کانت تحول دون عودة العلاقات الطبیعیة ما بین مصر وایران لما یمثله هذا من تهدید لها، کما انه کانت هناک قوی من الداخل المصرى متمثلة فى جهات حکومیة لدی نظام مبارک واجهزته الامنیة وعلى رأسها عمر سلیمان رئیس جهاز المخابرات المصرى فى ذلک الوقت، کما ان النظام السابق فى مصر فى ذلک الوقت کان یؤید السیاسات الامریکیة المهیمنة على المنطقة والمساندة بشدة للنظام الصهیونى الغاصب فکان من الطبیعى ان تعتبر مصر تقاربها من ایران فى ذلک الوقت لیس لصالحها، بالاضافة الى بعض الذرائع التى کانت الدول الغربیة والکیان الصهیونى یحاولون ترویجها للوقیعة وشحن الاجواء ما بین البلدین مثل ملف دور مصر الاقلیمى وادعائهم ان الجانب الایرانى یرید الاستحواذ على هذا الدور .
> علمنا انه برغم القطیعة کان هناک تعاون امنى ما بین مصر وایران وان ایران قد قدمت لمصر معلومات امنیة جیدة ومفیدة ؟
ـ لم یصل التعاون بین البلدین خاصة فى القضایا الامنیة الى الشکل الطبیعى  فالنظام المصرى السابق کان ینتهج ساسات اخر بعیدة عن واقعنا وعن مصالح المنطقة بسبب علاقته مع النظام الصهیونى الغاصب و تأییده للسیاسات الامریکیة فى المنطقة مما یجعل سیاستنا الامنیة مختلفة فنحن هدفنا هو انهاء الهیمنة الامریکیة على المنطقة ، اما النظام المصرى السابق کان هدفه التنسیق والتطابق والتناغم مع الاتجاه العام للسیاسات الامریکیة بالمنطقة التى لاتتفق مع مصالح شعوب المنطقة وکذلک السعى لجرّ بلدان المنطقة، لتطبع علاقاتها مع النظام الصهیونى الغاصب، بالاضافة الى انه لم یکن هناک اى تصور واضح لاشکال التعاون ما بین مصر وایران فى تلک الفترة من اى نوع.
> باعتبارک مسئولا امنیا رفیع المستوى ومسئولا سیاسیا هل توجد هناک اى تحدیات او عقبات وخاصة امنیة تجاه عودة العلاقات؟
انا لا اعتقد انه توجد اى عقبات امام اعادة وتطبیع العلاقات الثنائیة وخاصةً ف الظرف الراهن الذى نشهد فیه انتصار ثورة عظمة للشعب المصرى تتشابه اهدافها مع اهداف الثورة الاسلامة ف ایران ولانه باعتقاد العقبات قد زالت بزوال النظام المصر السابق واضیف إلى ذلک بأنّ العلاقة ما بین الشعبین علاقة تاریخیة عریقة تسودها المودة والاخوّة ولو لاحظت معى ان الاطاحة بالشاه کانت فى 11 فبرایر وهو نفس الیوم الذى اطاح فیه الشعب المصرى بالرئیس المخلوع محمد حسنى مبارک وقد تلاقى  الشعبان المصرى والایرانى فى تاریخ انتصار ثورتیهما معا فى تاریخ واحد ، تاریخ الاطاحة بالطغاة  وکذلک مطالب الشعبین کانت متشابهة مثل اقرار العدل والمساواة ما بین ابناء الشعب الواحد فان  المطالب التى دعا الیها الامام الخمینى فى ثورة الشعب الایرانى المجیدة هى نفسها المطالب التى طالبت الثورة المصریة بتحقیقها والتى ستحققها بعزیمة شباب مصر واهلها
> هل فوجئتم بالثورة المصریة ام انکم توقعتمونها کمسئول امنى ؟
ـ فى تقییمى الشخصى کنت اتوقع هذا التغیر والتحوّل  بسبب حالة الاحباط التى اصیب بها الشارع المصرى وخاصة فیما یتعلق بموقف مصر من القضایا الاقلیمیة و اثناء الحرب على غزة، فلقد عمد النظام السابق الى حصار الشعب الفلسطینى ومساعدة اسرائیل على ذلک باغلاق معبر رفح المنفذ الوحید لاهل القطاع وهذا الموقف خیب آمال الکثیرین فى مصر والوطن العربى وهو ما انعکس بدوره على المواطن المصرى الذى وقف متحیراً وهو یرى اخاه یقتل ویذبح دون ان تحرک حکومته ساکنا ولکنه فى نفس الوقت رافض بشدة هذا النهج
> ما هى قراءتک للثورات العربیة ؟
جاءت الثورات العربیة لها کنتیجة طبیعیة للصحوة الاسلامیة التى شهدتها المنطقة وکذلک الرغبة فى الاستقلال ونحن نعتقد ان الاسلام یتطابق مع نظرة الانسان فى رغبته فى التحرر والعدل والمساواة والتقدم والتنمیة وسوف تکون هناک محاولات عدة من اجل النیل من تلک الثورات ولکن فى رایى لن یستطیع احد ان یقف فى وجه هذه الثورات والوضع قد تغیّر رغم جمیع محاولات الثورة المضادة والنموذج الایرانى الاسلامى خیردلیل لأنه تعرض لکثیر من الصعاب والتحدات والمخططات والحصار فى البدایة وحتى الآن الا انه صامد وسیظل صامدا بأذن الله.
> هل الثورات العربیة أسهمت فى تخفیف الضغط عنکم خاصة فیما یتعلق بالملف النووى وحوارکم مع 5+1 ؟
عداوة الغرب لنا لن تنتهى فهى عداوة سیاسیة مادمنا قد خالفنا مبدا اساسیاً یتعلق بالالتزام الغربى  بأمن اسرائیل وأوباما نفسه اکد امن اسرائیل والالتزام به من اولى مسئولیاته وکذلک هو الحال فى مبادیء السیاسة الخارجیة الخاصة بنا والتى تتعارض بشکل تام مع السیاسیة الخارجیة للغرب فبالنسبة لنا العدو الصهیونى غیر مشروع والکیان الاسرائیلى غیر مشروع اما الولایات المتحدة الامریکیة فهى تتبع اللوبى الصهیونى وهو الذى یحرکها اما فیما یتعلق بالملف النووى لقد اعلنا موقفنا مسبقا اما فى هذه المرحلة فقد احتفظنا بموقفنا ونعیش فى مرحلة جدیدة من الحریة والارادة للشعوب العربیة والاسلامیة فى منطقتن، ففى السابق اثناء حرب غزة الاخیرة وحرب لبنان الاخیرة کان للاسف بعض الانظمة فى البلدان العربیة تقف الى جانب عدونا الصهیونى و لکن الیوم بعد ربیع الثورات العربیة اصبح من الطبیعى ان تتحرر تلک الطاقات.
> هناک من یقول ان موقفکم  فى البحرین یوجد به نوع من التناقض  وخاصة لو قارناه بموقفکم فى  تعاملکم مع بعض القضایا الاخرى مثل سوریا ؟
ـ مواقفنا تجاه البحرین مثل مواقفنا تجاه تونس ولیبیا ومصر وهذا التناقض موجود لدیهم هم فى تعاملهم مع الشأن البحرینى فالوقت الذى نجد الولایات المتحدة الامریکیة تقف الى جانب لیبیا وتصدر قرارا ضد القذافى نجد تجاهلا تاما لما یحدث فى البحرین من قمع و قتل وتنکیل وحصار وهدم مساجد وفصل من العمل، وامریکا عندما تدعى مساعدة الحرکات الشعبیة نتساءل من کان یقف ویدعم کلا من بن على ومبارک؟ نجد انها امریکا وهى التى قامت بالانقلاب العسکرى ضد الشعب الایرانى وجاءوا بالشاه، فامریکا تترکز سیاستها على ثلاثة محاور هى: الخداع والضعف وادعاء الدیمقراطیة اما عن دعمنا لشعب البحرین فانما جاء من منطلق دعمنا للحریات، فلم نکن نستطیع ان نقف صامتین امام تدخل آلاف الجنود داخل البحرین من دول اخرى مجاورة لقمع شعب اعزل اما فیما یتعلق بالموقف السورى فلقد اصدرنا بیانات رسمیة واشرنا الى ان هناک ثمة مطالبات مشروعة فى سوریا وانه یجب التفاوض والتشاور حولها وسوریا وقفت الى جانب جبهة الممانعة والصمود التى کانت ومازالت تدافع عن القضیة الفلسطینیة وهى التى احتضنت حرکة المقاومة الاسلامیة حماس اثناء فترة الحرب وقبلها وبعدها ولقد ابلغنا الاصدقاء من الجانب السورى ان یتحاوروافى اطار مسیرة سلمیة مع الشعب یصلون من خلالها الى حل یکون فى صالح سوریا کلها
> هل هناک اتصالات مباشرة لعودة العلاقات المصریة ـ الایرانیة او یمکنا القول انه سیوجد تعاون ما بین مصر وایران ؟
ـ لقد اعلنا مراراَ و تکراراَ والآن ایضا نعلن باننا على اتم الاستعداد الى اعادة العلاقات الطبیعیة ما بین مصر وایران ولقد کانت تصریحات الوزیر نبیل العربى ایجابیة ومشجعة فیما یتعلق بهذا الشأن، فالبلدان یمتلکان الکثیر من الطاقات والقواسم المشترکة واواصر علاقات ثقافیة واجتماعیة واقتصادیة وتاریخیة والتى تؤهلهما لان یکونا تحالفا اقلیمیا قویاَ لصالح شعوب المنطقة وضد الهیمنة الامریکیة والغطرسة الصهیونیة وتغییر موازین القوى فى المنطقة لصالح الشعوب.
> فیما یتعلق بملف التعاون النووى هل یمکن ان تقدم ایران لمصر تعاونا فى هذا المجال ؟
ایران ومصر عضوان فى الوکالة الدولیة للطاقة الذریة واحدى النقاط المشترکة ما بین مصر وایران فیما یتعلق بالملف النووى هو الحصول على الطاقة النوویة ذات الاستخدام السلمى لتولید الطاقة وهما یعارضان فکرة اسلحة الدمار الشامل ونحن على اتم الاستعداد للتعاون السلمى وتبادل الخبرات والتجارب مع الجانب المصرى فى اطار الوکالة الدولیة للطاقة الذریة.
> لماذا لا نراهن على الشعب الامریکى ولو فى المستقبل وانه یمکن ان یغیر من سیاسات حکومته؟
ـ اعلنت ایران دائما ان العداء لامریکا یعود للسیاسات ولیس العداء بیننا وبین الشعب الامریکى، فالفطرة الانسانیة هى مشترکة عند جمیع البشر والشعب الامریکى ضحیة السیاسات الامریکیة والتى یجب ان یعمل الشعب الامریکى على ارضاخها لمطالبه ولا ان یبایع الرئیس الامریکى اللوبى الصهیونى وان یعمل على خدمته اکثر مما یخدم الشعب الامریکى .

رمز الخبر 160895