واعترف الحریری فی حدیث أجرته معه قناة 'تلفزیون الجدید' اللبنانیة من باریس اللیلة الماضی بأنه وافق علی بنود ورقة 'السین السین ' التی تم انجازها عبر المساعی السوریة السعودیة، وقال فی هذا السیاق: 'أنا کنت مستعداً للتضحیة وان أعض علی الجرح الشخصی من أجل اللبنانیین وکنت مستعداً للمصالحة والمسامحة، لکن فی قرارة نفسی کنت مقتنعا بأن حزب الله وحلفاءه یناورون لأن هدفهم هو إسقاط سعد الحریری و14 آذار فقط.'
ونفی الحریری ما کان یروج له فریقه فی قوی '14 آذار'، بأن غیابه المستمر عن لبنان منذ سقوط حکومته وتکلیف الرئیس نجیب میقاتی برئاسة الحکومة الجدیدة، سببه 'دواع أمنیة'، مؤکداً أنه سیعود إلی لبنان بأسرع وقت.
وإذ اتهم حزب الله بممارسة التضلیل فی موضوع المحکمة الدولیة الخاصة بقضیة اغتیال والده رفق الحریری، أکد أن أحداً لن یستطیع أن یغیر حرفا واحدا فی القرار الاتهامی الصادر عن هذه المحکمة (فی إشارة واضحة إلی القرار المسبق بزج حزب الله فی هذه القضیة)، وقال: 'إن المحکمة قائمة ولن یستطیع أحد أن «یزیحها» ولو عقد السید حسن نصر الله 300 مؤتمر صحافی، فلن یستطیعوا أن یغیروا شیئا فی القرار الاتهامی الذی صدر، وهناک متهمون وهؤلاء یجب أن یمثلوا أمام المحکمة'.
وفی عبارة تستبطن تهدیداً واضحاً بإثارة الفوضی واستهداف الاستقرار فی لبنان دعا الحریری حزب الله للتعاون مع هذه المحکمة وقال: 'إذا هم لم یتعاونوا، فأعتقد أن لبنان سیدفع الثمن'. معتبراً أن 'مشکلة لبنان الرئیسیة هی سلاح حزب الله'.
واتهم الحریری الرئیس السوری بشار الأسد والسید نصر الله بالإطاحة بحکومته، وحمل بعنف علی الحکومة الجدیدة برئاسة نجیب میقاتی ووصفها بأنها 'حکومة حزب الله التی جاءت بانقلاب بقوة السلاح'، ووصف رئیسها بأنه 'وکیل حزب الله' واتهمه مع الوزیر محمد الصفدی بأنهما هما من غدر به، وتوقع أن لا تعیش هذه الحکومة حتی العام 2013،'لأننا سنکون معارضة شدیدة'، مستذکرا کیف أن المعارضة کانت أقلیة فی البرلمان فی العام 2005 وأسقطت حکومة الرئیس عمر کرامی، آملا أن تتکرر الفرصة الیوم.
وبالرغم من أنه هو من کان یتنکر لما یتفق علیه مع السید نصر الله (ورقة 'س.س' و القرار الاتهامی وشهود الزور)، فقد أعلن رداً عن سؤال استعداده للحوار مجدداً مع السید نصر الله، وقال: 'أنا لست ضد الحوار لمصلحة لبنان، لکن إذا أردت أن أتحاور أرید أن یکون معی شهود کی لا ینسب لی أی کلام وکی لا ینسب للسید حسن أی کلام'.
ودعا الحریری الرئیس نبیه بری لـ 'ان یکون شریکا فی الوطن ولیس شریکا فی إخفاء المتهمین'، واتهم رئیس الجمهوریة میشال سلیمان بأنه تخلی عن 'خطاب القسم'، ووصف رئیس تکتل الاصلاح والتغییر العماد میشال عون بانه 'ضابط صف ثان لدی حزب الله'. مبدیاً قلقه من أن تقرر الحکومة اللبنانیة وقف تمویل المحکمة الدولیة.
وأعلن الحریری 'تفاعله' مع الشعب السوری فی مواجهة ما وصفه بـ'الجرائم التی ترتکب بحقه'، وتوجه إلی الرئیس الأسد قائلا: 'لا احد اکبر من بلده'، نافیاً أن تکون لتیار المستقبل الذی یرأسه أی علاقة بما یجری داخل سوریا.
وقال الحریری: 'کمواطن عربی أری ما یجری فی سوریا وبالتالی لا یمکن إلا أن أتفاعل. فما یحصل هو جریمة وظلم علی الصعید الإنسانی، وتیار المستقبل یتعاطف بشکل کبیر مع الشعب السوری'. متهماً الرئیس الأسد بأنه لم ینفذ الإصلاحات التی أعلنها، وقال: 'الشعب السوری أدری بما یریده، وهو یقول کلمته'.
أقر رئیس الحکومة اللبنانیة السابق سعد الحریری بوجود الورقة التی کشف عنها الأمین العام لحزب الله السید حسن نصر الله والتی یتنازل بموجبها الحریری عن المحکمة مقابل عودته إلی السلطة، واصفاً هذه الورقة التی کان أنکرها وفریقه فی السابق بأنها 'ورقة نوایا'.
رمز الخبر 162430