خبراونلاین – کتب حسین شریعتمداری فی المقالة الافتتاحیة لصحیفة کیهان تحت عنوان "من الذی یصرخ؟" قال فیه:

ان رد الفعل السریع "FAST FEEDBACK" یعتبر احد آلیات العملیات النفسیة الذی یتم الافادة منه على نطاق واسع فی الحرب الناعمة. وعلى الرغم من المفعول السریع لهذه الآلیة لکن تأثیرها عادة ما یکون قصیر الامد ومن هنا تعرف بین خبراء العملیات النفسیة بحیلة "الفقاعة-BLOB" . تستخدم هذه الحیلة لاثارة وبث اللهیب فی معسکر الخصم وتطبق عندما یتمتع نظام حکومی "مجتمع الخصم" بقاعدة عریضة و واسعة وذات قبول شعبی ، ولذلک لا یمکن اشاعة الاوهام بینها على الامد الطویل.
ان اهم استخدام لهذه الآلیة والحیلة، هو تعزیز تهدیدات العدو. مع الاشارة الى انه عندما یواجه العدو الفشل فی المواجهة المباشرة على الساحة العملیة ویفقد القدرة على توجیه الضربات الفاعلة والمؤثرة یتجه نحو التهدید. ومن الطبیعی ان هکذا تهدیدات وضجیج من قبل الاعداء الذین لهم سجل حافل بعشرات المصادیق الدالة على فشلهم ، لا یمکن حملها محمل الجد والاخذ بها ، وفی ظل هذه الظروف یقوم الطابور الخامس وبغرض اضفاء الاهمیة على مثل هذه التهدیدات وتسلیط الضوء علیها بخطوات عملیة، ومن ضمن ذلک الافادة من آلیة "رد الفعل السریع" او "الفقاعة".
ان الارتفاع المطرد للدولار وبعض العملات الاوروبیة والتی انفجرت فقاعتها امس وشهدت انخفاضا ملحوظا ولیس مستبعد ایضا ان تتشکل هذه الفقاعة من جدید، انما تأتی فی سیاق الامور التی یسعى الطابور الخامس للعدو للافادة منها. حیث شهدنا الارتفاع المفاجئ لسعر الدولار خلال بضع ساعات من التوقیع على قانون حظر المصرف المرکزی الایرانی من قبل الرئیس الامیرکی باراک اوباما. هذا الارتفاع المفاجئ حدث فی وقت اعتبر فیه اوباما والعدید من قادة اوروبا والخبراء الاقتصادیین الغربیین، ان حظر المصرف المرکزی للجمهوریة الاسلامیة الایرانیة لن  یسفر عن جدوى وهو لیس الا مجرد تهدید لا غیر.
وهنا نواجه سؤالین ذا اهمیة بالغة تمثل الاجابة عنهما صورة واضحة لبعض التحرکات التی یشهدها الداخل.
اولا: ان مشروع حظر المصرف المرکزی الایرانی وعلى ذلک النحو الذی تم الاشارة الیه واکدت علیه صحیفة یو اس ای تودی الامیرکیة عبر تقدیم وثائق هامة، وقبل ان یکون له جانب تنفیذی عملی ، هو مجرد تهدید، بالاضافة الى ان فترة تفعیله ارجأت الى ما بعد ستة اشهر، وتمثل مدة الستة اشهر هذه وباقرار من قبل بعض خبراء الاقتصاد الامیرکی والاوروبی - ووفقا لتحلیلات نیویورکر، دی میل، واشنطن بوست و.... غیرها التی یمکن مراجعتها – بانها مدة تم تعیینها بسبب عدم امکانیة تفعیل هذا القانون وان فترة ستة اشهر جاءت للعثور على خطط بدیلة لهذا المشروع. لذا یتبادر الى الاذهان السؤال الآتی وهو : انه فی الوقت الذی یتحدث فیه الامیرکیون بشکل ضمنی قریب من تصریح عن ان هذا المشروع لیس الا مجرد تهدید ولا یمکن العمل به على ارض الواقع ، من هم الاشخاص فی داخل البلاد الذین هرعوا لمساعدة امیرکا عبر الارتفاع المفاجئ للدولار، وسعوا الى التسویق لفاعلیة الحظر الامیرکی وتصویر اهمیته ومن منطلق سذاجتهم سعوا لبث الخوف فی قلوب ابناء الشعب؟. ان الواجب الرئیسی یحتم على مسؤولی الامن والاستخبارات فی البلاد الکشف عن خیوط هذه الحادثة والتعاطی بحزم مع الطابور الخامس للعدو لیجبره على الندم على فعلته والتعریف عنه وفضحه امام الشعب. ان متابعة هذه القضیة لیست بالامر الصعب وان خیوط ملابساتها یمکن الکشف عنها بسهولة.
ثانیا: اما السؤال الثانی الذی نتطرق هنا فقط الى طرحه ونرجئ الاجابة علیه الى وقت آخر فهو، ان اوباما وفریقه الاقتصادی واستنادا للادلة والاسباب التی تم الاشارة الیها عارضوا موضوع التوقیع على مشروع قرار مجلس النواب فیما یخص حظر المصرف المرکزی الایرانی وان الرئیس الامیرکی وعقب الضغوط المتواصلة للوبی الصهیونی - آیبک – تعهد فی نهایة المطاف ارجاء اتخاذ القرار النهائی حول توقیع هذا القرار الى ما بعد عطلة رأس السنة المیلادیة لکنه وفجأة وفی آخر ساعات 2011 وقبیل بدء العطلة وعندما کان مشنغلا بامضاء العطلة فی جزیرة هاوای، قام بالتوقیع على هذا القرار. وهنا یطرح هذا السؤال نفسه ، ترى ما الذی حدث خلال هذه الاثناء ما جعل اوباما یذهب الى التوقیع وعلى عجل على قرار حظر المصرف المرکزی الایرانی؟. اذا کنتم لن توجهوا اصابع الاتهام لصحیفة کیهان وتصفونها بالتشاؤم فیبدو ان امیرکا عقدت آمالا کبیرة عبر هذا المخطط على الداخل الایرانی لاخذ خطوات عملیة، لکن وخلال تلک الفترة حدث شئ اعمى اعین العدو الجشعة. ترى ما هو هذا الحدث الذی یشیر الى اقتدار ووعی ایران الاسلامیة؟ وای من آمال العدو احترقت وباتت دخانا تصاعد الى الهواء؟. 

إذا کان الکون لا یبدو أن یکون المتهم من السخریة أن أمیرکا کانت الآمال للانتقال الى ایران ، ولکن فی الوقت نفسه ، فإن العدو هو الجشع أعمى عین ما حدث. هذا یشیر إلى أن السلطة والوعی لما کانت مثالیة فی إیران؟ وترسل ما رغبة العدو فی التدخین والهواء؟

30349

 

رمز الخبر 181507