٠ Persons
٨ أبريل ٢٠١٢ - ٢٢:٠٣

خبراونلاین – تحدث حسین رویوران فی حوار مع خبراونلاین قائلا: ان موضوع طارق الهاشمی والعراق اختلط مع عدد من الخلافات الاقلیمیة واختلاف وجهات نظر العرب مع المالکی بحیث کانت لهذه الزیارة اصداء مختلفة.



ان موضوع سفر طارق الهاشمی، نائب الرئیس العراقی الى بلدان الخلیج الفارسی لا یزال محل اهتمام وسائل الاعلام المختلفة. فهو ومنذ عدة اشهر واجه تهمة الضلوع فی هجمات ارهابیة ، هرب على اثرها الى کردستان ومن ثم الى قطر ومنها الى السعودیة. وبغض النظر عن کافة الاتهامات الموجهة الیه وصلته بالمجموعات الارهابیة، فان فرش السجاد الاحمر من قبل شیوخ الخلیج الفارسی الیه یعکس لعب ملوک العرب القلقین بورقة الهاشمی لتشدید الضغوط على المالکی جراء ازمة سوریا. وبما ان المالکی اتخذ سیاسة تتعارض مع سیاسة الملوک العرب ازاء سوریا یبدو ان العرب یعکفون على تدبیر الانتقام من المالکی ویرمون من خلال استقبال نائب رئیس الجمهوریة الهارب الى الضغط على رئیس الوزراء العراقی. من هنا اجرى موقع خبراونلاین حوارا مع حسن رویوران خبیر الشرق الاوسط لتسلیط الضوء على ابعاد وخفایا زیارة طارق الهاشمی لبلدان المنطقة الیکم تفاصلیه:

ترى ما هی اسباب زیارة طارق الهاشمی لقطر والسعودیة؟ هل هرب حقا او حسب زعمه ، یقوم بجولة خارجیة؟
ان طارق الهاشمی، کان على علم بانه سیتم ابلاغه وافهامه موضوع الاتهامات الموجهة الیه فیما یخص علاقته ببعض العملیات الارهابیة. لقد کان على اطلاع بهذا الامر ومن ثم غادر على وجه السرعة الى کردستان وعبر استغلال بعض الخلافات القائمة بین اقلیم کردستان والحکومة المرکزیة تمکن من النجاح فی البقاء هناک لفترة وفی الواقع البقاء بعیدا عن الملاحقة القضائیة. ولم تصل المفاوضات بین الحکومة المرکزیة واقلیم کردستان فیما یتعلق بتسلیم الهاشمی للسلطة القضائیة الى نتیجة وبقی هناک. لکن زیارة الهاشمی الحالیة لقطر ومن ثم الى السعودیة تعتبر نوعا من المناورة من قبل الهاشمی نفسه ومن جانب قطر والسعودیة ایضا. فی حین ان زیارته لقطر رافقها مطالبة بتسلیمه من قبل الحکومة العراقیة وامتناع قطر عن هذا الامر والزعم بانه یتمتع بالحصانة ولم یتم اقالته من منصبه. اقدمت قطر على طرح هذه المزاعم فیما کررتها السعودیة، وتظهر هذه الادعاءات ان هذین البلدین اتخذا مکانة الحرس امام الحکومة العراقیة وامام نوری المالکی شخصیا ویسعیان الى تصعید المواجهة والنزاع مع الحکومة العراقیة. خاصة اثر بروز اختلاف فی وجهات النظر خلال اجتماع القمة العربیة الاخیر بین نوری المالکی ودول الخلیج الفارسی فیما یخص الشان السوری ما تسبب بانعکاسها على هذا الموضوع. المالکی یعتقد ان موقف واجراءات البلدان العربیة فی تسلیح المعارضة السوریة موضوع فی غایة الخطورة ، وان التدخل فی الشان السوری لن یسهم فی التوصل الى نتیجة ومن جهة اخرى فان الحکومة السوریة لن تسقط عبر هذه الاجراءات بل ان نتیجة ذلک ستکون العنف وما سیعقبه من ارتفاع عدد الضحایا. لذلک یعتبر موضوع طارق الهاشمی والعراق امرا مواکبا لسلسلة من القضایا والاختلافات الاقلیمیة ما تسبب عنه بروز اصداء مختلفة.

یقال ان طریق الهاشمی اقدم على دعم الرغبة القائمة فی المحافظات السنیة مثل الانبار وصلاح الدین ودیالى وطالب بتطبیق قانون الفدرالیة. حسنا او لم یتم الاشارة فی الدستور العراقی الى تطبیق نظام الفدرالیة السیاسیة عقب استتباب الامن فی العراق؟

نعم، لقد تم الاشارة فی الدستور العراقی الى الفدرالیة وان مجالس المحافظات یمکنها طرح هذه القضیة وبالطبع یتعین الحصول ایضا على موافقة الحکومة، لذلک لم یکن هناک ای مخالفة قانونیة. الامر الثانی هو ان المالکی برر عدم موافقة الحکومة فیما یخص موضوع الاکراد والاوضاع والظروف التی کانت سائدة، خاصة ان موضوع الفدرالیة فی العراق انما هو تحصیل حاصل. فمنذ اعلان امیرکا لمنطقة کردستان عام 1991 منطقة محظورة الطیران، اصبحت هذه المنطقة من الناحیة العملیة ذات طابع فدرالی وعقب سقوط صدام ایضا القى القانون على ذلک وجه الصحة. لکن اذا ما تقرر ادارة کل محافظة فی العراق عن طریق الفدرالیة فان امکانیة انهیار البلاد ستکون مرتفعة. خاصة انه ینبغی وجود اسباب خاصة للفدرالیة. فی منطقة کردستان هناک موضوع القومیة، اما فی دیالى مثلا وبالنسبة لصلاح الدین ما هی القضیة القومیة المطروحة التی ترمی من ورائها للانفصال وترى لماذا وفجأة اصبحت المحافظات السنیة تمیل نحو هذا الامر. ان هذا النوع من السلوک من وجهة نظر المالکی تحومه الشکوک والشبهات التی تهدد وحدة العراق الوطنیة وترمی لتشدید وتفاقم النزعات الطائفیة فی البلاد، لذلک نجد الحکومة لم توافق على ای من هذه الامور.
الا یستطیع المالکی وعبر خلق مساحة اکبر للسنة، ایجاد المزید من التسامح بین الاحزاب السنیة وبعبارة اخرى کسب الثقة المضاعفة؟ مثلا من خلال تخصیص مقاعد وزاریة اکثر لهم؟
یعود هذا الامر اکثر الى الدول العربیة. ان الدول العربیة تشعر ان السنة مظلومون فی العراق وان المالکی یعکف الیوم على الانتقام من السنة وانه تسبب فی عزلتهم فی حین ان حقیقة الامر هی امر غیر ذلک. فالمالکی وبالرغم من من کسب حزبه ل 91 مقعدا من 325 مقعدا ویعتبر اکبر اقلیة انتخابیة لکنه عدا منصب رئاسة الوزراء لم یقم بتقدیم ای وزیر لتولی ای وزارة. انه یتعامل بزهد بالنسبة للائتلاف، لقد منح العدید من الوزارات للسنة ، ومن جهة اخرى فان الوزارات الراهنة التی تفتقد لوزیر لیست بالوزارت التی یمکن منحها للسنة، فهی وزارات سیادیة ینبغی تقسیمها. وان وزارة واحدة منها تصل للسنة وهذا یظهر ان الحکومة لیس لها سلوک یبتنی على العداء التاریخی. ان تعاطی المالکی وطنی
تماما، فهو یسعى لوحدة السنة والشیعة وقام خلال هذه الفترة على منح اقصى درجة ممکنة من الامتیازات لقائمة العراقیة لکن هناک اشخاص لهم مشاکل شخصیة مثل طارق الهاشمی التی یجب معالجتها. ان مدراء مکتب الهاشمی وحراسه اعترفوا کلهم امام الکامیرات بوجود مهام انیطت الیهم من قبل الهاشمی وضلوعهم فی العملیات الارهابیة.
ومن الظریف ان زیارة طارق الهاشمی الى قطر والسعودیة واجهت فی البدایة ردود افعال من قبل قائمة العراقیة نفسها. العدید من رفاق الهاشمی فی جبهة العراقیة اعلنوا ان طارق الهاشمی لا یعتبر ممثلا للسنة وعلیه المثول امام القضاء. فی الحقیقة ان الهاشمی لا یعتبر ملاحقا من قبل الحکومة بل من قبل السلطة القضائیة. وان المسؤولین الامنیین والاستخباراتیین قدموا ادلة ووثائق للقضاء العراقی لان وظیفتهم تحتم علیهم ذلک ولیس الحکومة هی من قدم ذلک. ان السلطة القضائیة هی سلطة مستقلة وعلیها القیام بوظائفها واتمامها والتاکد من صحة المعلومات من خلال اجراء محاکمة عادلة. ان ردود الافعال التی اظهرها السنة فی جبهة العراقیة ازاء الهاشمی هی لیست قضیة سنة وشیعة بینما یروج البعض لهذا الامر مثل السعودیة وقطر والعدید من بلدان المنطقة، ان الحقیقة هی شان آخر.
ان هذه الدول التی جئتم على ذکرها ترى ما هو المخطط الذی تسعى له فیما یخص موضوع طارق الهاشمی؟ هل یمکنها الامتناع والتنصل عن تسلیم الهاشمی للحکومة العراقیة؟
نعم. ان طارق الهاشمی یمکنه الخروج من العراق وفی نهایة المطاف البقاء بعیدا عن المحاکمة. لکن وفی ذات الوقت سیتم تخلیه عن منصبه ومکانته. فهو لدیه عدة خیارات: عدم التواجد فی العراق وفقدان منصبه ومکانته. ثانیا العودة الى بغداد والاجابة على التهم الموجهة الیه او رفضها وفی الاساس المثول امام محکمة عادلة.
الخیار الثالث وهو ما یبدو ان طارق الهاشمی قد اختاره، وهو عدم محاکمته والبقاء فی منصبه فی العراق واستغلال الاختلافات القائمة بین الحکومة المرکزیة واقلیم کردستان ، لسوق الاجواء الداخلیة فی العراق نحو التصعید والتوتر. ان تواجد الهاشمی فی کردستان یوتر الاجواء وهو یظهر ان طارق الهاشمی لیس على استعداد للاجابة على الاتهامات الموجهة الیه والتخلی عن منصبه وهی حالة لا یمکن القبول بها.
30349

رمز الخبر 182044