٠ Persons
٢١ مايو ٢٠١٢ - ١٨:٠٢

خبرأونلاین-إسراء أحمد فؤاد

فتحت ثورة 25 يناير بابًا كان موصدًا أمام العلاقات المصرية الإيرانية على المستوى الشعبى فخلال العام الذى أعقب الثورة استضافت إيران وفود مصرية كثيرة تنوعت ما بين مثقفين وأساتذة جامعات واعلاميين وفانيين وصحفيين ونشطاء سياسيين ورجال دين ومنشدين ومقرايين وممثلين ومنتقدين سينمائيين ورجال أعمال ومحاميين.
زيارات أراها ذات أهمية كبيرة على المستوى الشعبى، أن تروح وتغدو وفود شعبية من مختلف الأطياف والنخب لتتعرف على إيران بشكل سليم بعد أن ظلت هذه البلد صورة رسمها الإعلام فى أذهان المصريين وغالبا ما يرسم الإعلام صوراً مغايرة للواقع ويتبع أهداف سياسية معينة، ما تلمسته خلال زياراتى لإيران أن الإيرانيون أرادوا أن يعرضون صورة مجتمعهم وبلدهم على الشعب المصرى فى ظل سنوات من انقطاع العلاقات والتى كانت قد قطعت بأمر من الإمام الخمينى مؤسس الجمهورية الإسلامية 1979م، فالشعب الذى عاش 30 عاما من الديكتاتورية والتبعية للغرب والتضليل الإعلامى لا يعرف عن إيران سوى ما تنشره وسائل إعلام النظام السابق وما كان يركزه الاعلام على التشويه لصورتها فهذا.
خلال زياراتى المتعددة كان هناك إهتماما بالغاً بالمصريين، وحينما كنت اسير فى شوارع إيران وكان يعلم الناس اننى مصرية كان أول حديثهم يبدأ بالتهنئة بثورتنا العظيمة، ثم يسألونك كيف حال مصر؟ ثم يحملونك أمانة ويقول " سلامى الحار لى لشعبكم العزيز"، ورأيت إهتماما كبير بأى مصرى حينما كنت فى جامعة طهران من قِبل أساتذة الجامعات دونه عن باقى طلاب الدول الأخرى.
لمست من خلال الإشارات المتعددة فى حديث المسئولين الإيرانيين الذين التقيت بهم استعدادهم التام لإعادة العلاقات، وقالوها صراحة أكثر من مرة إننا نمد إليكم يد التعاون والإنفتاح ملوحين موجود ضغوط تمارس على الحكومة فى ذلك الوقت لتعرقل عودة العلاقات.
فى الحالة المصرية الإيرانية فإن تحريك العلاقات على المستوى الشعبى على الأقل فى الوقت الحالى له تأثير كبير كى تتعرف النخب على المجتمع الإيرانى وتنقل صورته الصحيحة للشعب المصرى، ولقاءات المسئولين للنخب دالة على أهمية سفر تلك الوفود فوزير الخارجية على أكبر صالحى دأب على أن يلتقى بأغلب الوفود المصرية ويرحب بها بنفسه، والدكتور على أكبر ولايتى الذى كان يحرص على لقاء المصريين، وكذلك الرئيس أحمدى نجاد الذى إلتقى الوفود المصرية بابتسامتة فيها اشتياق لعودة العلاقات وخطبته التى قال فيها "سوف ألبى أى دعوة رسمية مصرية للسفر وأنه يكون فى أسعد حالاته عندما تمر طيارته داخل المجال المصرى"، وكان المرشد الأعلى بنفسه وهو أكبر مرجعية هناك حينما كان يعلم بوجود وفد مصرى كان يلقى بنفسه خطبة الجمعة باللغة العربية ويرحب بالمصريين المتواجدين بالصلاة فى مصلى جامعة طهران.
وتميز المسئولين الإيرانيين بسعة صدرهم فى الإستماع لحديث الوفود و آراءهم المختلفة وكانوا مستمعين لكل الأطياف وإن اختلفوا معهم فى الرأى، إلا أن الود والتفاهم كان السائد، والكل كان يجتمع على شئ واحد وهو عودة العلاقات على كافة مستوياتها.
وجدت خلال زياراتى رغبة المسئولين الإيرانيين وكذلك رئيس الجمهورية أحمدى نجاد خلال خطبهم التى كانوا يلقونها على الوفود المصرية، رغبتهم ليس فقط لعودة العلاقات بل للتحالف مع مصر، فهم يؤمنون أن مصر وإيران قوة استراتيجية لا يستهان بها فى المنطقة ولو اتحدوا ستكون فرصة كبيرة للنهوض بالعالم الإسلامى من جديد وهى حقيقة لا ينكرها أحد هناك وتأكيداتهم كانت أنه لا شروط من الجانب الإيرانى لعودة العلاقات وهم دائما فى انتظار الرد المصرى، وخلال لقائى بأية اللة تسخيرى رئيس مجمع التقريب بين المذاهب عبر لى عن مكانة مصر بين العالم الإسلامى ورأى أن مصر عادة إلى مكانتها بعد الثورة المصرية النبيلة على حد تعبيره.وأخيراً حُفر فى ذاكرتى ذلك الشعب العريق، الشعب الإيرانى الذى رأيته شعباً جميلاً، عاشقاً، مثقفاً، حالما بالحرية، وذو ثقافة أصيلة وتاريخ عريق يتميز به كل شبر فى إيران مثلما قرأت عنه فمنذ سنوات وأنا أقرأ الكثير عن هذا الشعب وهذه البلد التى تؤثرنى بحبها وكلما قرأت تاريخ هذا الشعب يزداد إعجابى به وببطولاته وتاريخه.

*إسراء أحمد فؤاد صحفية ومترجمة لغة فارسية وباحثة

4949

رمز الخبر 182317