خبراونلاین – اعتبر البروفسور نادر انتصار رئیس کلیة العلوم السیاسیة فی جامعة الاباما جنوبی امیرکا فی حوار مع خبر اونلاین ، مشروع الاتحاد السعودی – البحرینی تهدیدا ضد مصالح ایران الوطنیة.


لقد بحث زعماء مجلس تعاون الخلیج الفارسی کیفیة اتحاد البحرین والسعودیة کمقدمة لتشکیل اتحاد اکبر یشمل کافة الدول الاعضاء فی مجلس التعاون. هذا الاقتراح تم طرحه من قبل الملک عبد الله ملک العربیة السعودیة خلال الاجتماع السابق للمجلس حیث طالب باقی اعضاء مجلس التعاون بالانضمام لهذا الاتحاد. فی اول خطوة اصر الملک السعودی على تشکیل هذا الاتحاد من خلال انضمام البحرین للسعودیة. الاتحاد الذی یرمی الیه هو اقرب بالشبه باتحاد الامارات العربیة المتحدة حیث قررت الامارات السبع اوائل عقد السبعینات تشکیل اتحاد فیما بینها. اما احدى النقاط التی ینبغی الالتفات لها هنا هی الشرط المسبق للمواکبة السیاسیة. المواکبة والتقارب السیاسی والامنی له متطلباته التی لا یمکن تحقیقها بسهولة. وتم بحث هذا الموضوع مع الاستاذ نادر انتصار رئیس کلیة العلوم السیاسیة فی جامعة الاباما الامیرکیة واستاذ العلوم السیاسیة والعلاقات الدولیة فی هذه الجامعة.
هل ان التقارب الذی تسعى الیه السعودیة والذی یستهدف البحرین فی اولى خطواته فی اطار الاتحاد السعودی – البحرینی موضوع یمکن تحقیقه؟
على الرغم من عدم تحدید وتعیین تفاصیل الاتحاد السعودی البحرینی لکن الامر الذی لا یقبل الجدل والواضح هنا هو ان السعودیة  ترمی الى جعل مصالح البحرین فی مؤخرة جدول اعمالها الاقلیمیة الواسعة. وبعبارة اخرى السعودیة تسعى الى جعل البحرین تجری وراء تحصیل المصالح السعودیة فی المنطقة وضمان مصالحها التوسعیة. السعودیة تهدف من وراء هذا المشروع الى بسط سیطرة سیاستها المضادة لایران مع غالبیة الدول العربیة فی الخلیج الفارسی وجعلها تسیر تحت غطاء واحد.
یبدو فی غضون ذلک ان حکام البحرین وخلافا لباقی شیوخ منطقة الخلیج الفارسی لدیهم رغبة شدیدة لهذا الاتحاد.
یبدو ان عائلة آل خلیفة فی البحرین تتسم بمرونة کبیرة من بین الاسر الحاکمة فی الدول العربیة فی الخلیج الفارسی التی تتقبل مشاریع الهیمنة والتفوق السعودی فی المنطقة. تعتبر الاسرة الحاکمة فی البحرین، السعودیة، الحامی والحارس لدیکتاتوریتها. کما تنظر البحرین الى السعودیة باعتبارها بلدا له سیاسات مناهضة للشیعة تتماشى مع سیاسة هذا البلد. بالاضافة الى هذا واثر وقوع "الربیع العربی" والانفتاح والتوسع السیاسی فی الشرق الاوسط تجری الانظمة العربیة فی الخلیج الفارسی التی تفتقد للرؤیة المستقبلیة وراء سبل وسیاسات تمکنها من صیانة نفسها امام امواج هذه الثورات والحیلولة دون تغلغلها داخل بلادها.
هل تستطیع السعودیة ان تحمل دول منطقة الخلیج على مماشاتها؟
ان المشروع والمخطط الاخیر للسعودیة تحت مسمى الاتحاد السعودی – البحرینی یرمی الى جعل الانظمة الدکتاتوریة فی منطقة الخلیج الفارسی تخضع لسیطرة التفوق السعودی وتقویته وبالمقابل العمل على تعزیز هذه البلدان. بالطبع ینبغی الالتفات هنا الى انه من الصعب على السعودیة السیطرة الکاملة والشاملة على باقی دول المنطقة مثل قطر وعمان وحتى الیمن. هنا یجب الاشارة ان هذه البلدان ومنذ الماضی کانت لدیها مشاکل وقضایا عالقة مع المملکة السعودیة.
وما علاقة هذا المشروع بالامن القومی الایرانی؟
ان السعودیة والتیارات التی تحظى بدعم السعودیة تمضی الیوم نحو التحول الى تهدید لمصالح ایران الامنیة. فالتحیز والتشدد ازاء الشیعة الذی تظهره السعودیة بالاضافة الى مماشاة واصطفاف هذا البلد الى جانب البلدان التی تتخذ سیاسات معادیة لایران اسهمت فی جعل السعودیة تتحول الى تهدید ضد مصالح ایران القومیة والامنیة.
ترى کیف ینبغی ان یکون رد الفعل الایرانی ازاء هذا الموضوع؟
على ایران ارسال رسالة واضحة وصریحة للسعودیة ازاء مشاریع هیمنتها وتفوقها التی لا یمکن تقبلها فی الخلیج الفارسی. کما ینبغی على ایران ارسال رسائل الى البحرین والامارات تؤکد فیها من جدید ان طهران تطمح الى ایجاد علاقات صداقة مع کافة بلدان المنطقة وحکوماتها شریطة الاعتراف رسمیا بالخطوط الحمراء لایران.

30349

 

 

 

رمز الخبر 182318