٠ Persons
٩ أكتوبر ٢٠١٢ - ١٤:١٠

خبرأونلاین-تعیش 57 دولة اسلامیة العضوة فی منظمة المؤتمر الاسلامی التی تحوّل اسمها الى التعاون الاسلامی منذ جوان 2011، فی تشکیلة متنوعة من الأزمات والثورات، وشعوب الدول العربیة والاسلامیة لا تزال تنظر لقمم الجامعة العربیة، وتعوّل على هذه الاخیرة منظمات وحکومات أجنبیة لتمریر القرارات التی تراها فی صالحها، ملهمة غیرها انها فی صالح صیانة کرامة الشعوب وحقوق الانسان.

 
 

 

من الاهداف التی بنیت على أسسها المنظمة هی دعم حقـــوق الشعوب الإسلامیة فأین هی من ذلک؟ ألم یحن موعد تفعــــیل نشاطاتها، واسماع صوتها للرأی العام الاسلامی والعالمی، لاسیما ونحن فی فترة حرب باردة من تشکلیة جدیدة، أو ما اطلق علیه من طرف کتاب اصبحوا مشاهیر العالم الغربی، ومن خلال الدعایة التی روجت لأفکارهم عبر وسائل الاعلام التقلیدیة والحدیثة، بالصراع الحضاری، أم لا زلنا لا نؤمن بوجود هذا الصراع، الذی تحوّل الى حرب باردة.
بالنظر الى خصائص الحرب الباردة التی نوجزها فی استعمال الدعایة، واستعراض أنواع السّلاح، والاقتتال والحروب فی ساحات بعیدة عن مراکز أو مقرات المتصارعین، فهی متوفرة کـالدعایة لهذا الصراع، إذ قامت قائمتها منذ العقد الأخیر من القرن المنصرم ولازالت مستمرة بأحدث الوسائل الإعلامیة عن طریق التخویف والتهویل للشعوب الغربیة من بعبع اسمه الإسلامیین المجسد بصفة خاصة فی تنظیم القاعدة. والرجوع الى الوثائق الرسمیة وخطب بعض الرؤساء واضحة بجلاء. وقبل ایام قلائل من شهر رمضان المعظم حملة امریکیة کبیرة تحذر الرعایا الامریکان من أی خطر اسلامی فی امریکا او من خارجها، والتذکیر بما بالثلاثاء الاسود 11 سبتمبر2001،الذی تزامن ذکراه بیوم عرضت على بعض القنوات الغربیة وعلى الیوتوب فیلم یجسد صورة الرسول محمد علیه افضل الصلوات وازکاها، فی مظهر غیر لائق بسید الخلق، وهم غافلون ان الرسل والأنبیاء لا یمکن مسهم بسوء، ولا یمکن ان تزعزع قلوب المسلمین وتنقلب على رسولها الأحمدی، ناهیک عن استعراض السّلاح والمعدات الحربیة والتهافت على شراء الأحدث منها دلیل آخر على التأهب للحرب أو الخوف من مباغثة قریبة. أما عن الحروب بما فیها الأهلیة، فقد هزت النطاقین العربی والإسلامی على السواء، نذکر منها الحرب على أفغانستان 2001 والعراق2003، الحرب الاسرائیلیة - اللبنانیة صیف 2006، الحروب الاهلیة فی السودان وما یحدث فی لیبیا وسوریة، وما قد یصیب مسلمو بورما.
انها الحرب الاعلامیة النفسیة بدایة حرب باردة جدیدة التی سیشهدها القرن الحالی، ودور المنظمة الاسلامیة سیکون قیادیا فهی مضطرة للدخول کطرف فعّال فی هذه الحرب، الذی سیعمل الطرف الآخر غیر المسلم على زعزعة استقرار الدول التی تدین شعوبها بالإسلام، بطرق مختلفة بإثارة الأزمات والنزاعات بین طوائفها کما هو الشأن فی سوریة بین السنی والشیعی وهو حال العراق والبحرین وعدد من دول القارتین الافریقیة والإسلامیة این تنتشر الامة المحمدیة وقد حدث وان بدأت الحرب النفسیة حول ذلک اثناء الحرب اللبنانیة الاسرائیلیة التی حاولت وسائل اعلامیة اعلان بدایة مشروع الهلال الفارسی، وان السلاح المعتمد علیه من طرف حزب الله هو سلاح ایرانی لاخافة قوى اخرى فی الخلیج الفارسی واقحامها فی حرب فتضعف بذلک المسلمین مادیا ومعنویا، وتثقل کاهلها بالدیون ثم تستولی علیها من جدید ویعید التاریخ نفسه، وتجد دول الامیة الاسلامیة نفسها مجددا تحت الوصایة وتعود للجهاد ضد العدو، ونبقى فی دوامة من الحروب وما ینجر عنها من خراب للدیار والعباد.
فان کان ابناء الغرب یتنکرون لأصولهم فإن الحرب فی دارهم آتیة اذ قال 'انتونی هوبکنز' الممثل البریطانی الأمریکی 'اسرائیل تعنی الدمار والحرب، ونحن الامریکان وراء هذه الحرب، أخجل اننی أمریکی'، ولنا اعترافات کثیرة لمشاهیر الکتاب الامریکان تنعل اصلها وتعترف ان امریکا وحلفائها سبب فی النزاعات الکبرى التی تخرب الاستقرار والسلام العالمیین.

الدکتورة نبیلة بن یوسف ( استاذة الحقوق السیاسیة فی جامعة الجزائر)

رمز الخبر 183370