أکد رئیس لجنة الطاقة فی مجلس الشورى الإسلامی ووزیر النفط الإیرانی الأسبق مسعود میرکاظمی أن الحظر الغربی شکل فرصة لإیران دفعتها الى تفعیل صادراتها غیرالنفطیة والتحرک بسرعة نحو الأسواق العالمیة لتصبح قوة اقتصادیة واعدة.

 

 

حولنا تحدی الحظر إلی فرص
وفی حوار خاص مع قناة العالم الإخباریة لبرنامج "من طهران" مساء الیوم الأحد قال میرکاظمی: منذ ثلاثین عاماً ونحن معرضون للحقد الأمیرکی والأوروبی والصهیونی، ولکننا استطعنا من تحقیق نمو جید ضمن هذه القیود بالذات؛ وهذا یعنی أننا حولنا التحدیات إلی فرص.
وبین میرکاظمی أن: إحدی الأوراق الرابحة ضمن تطویرنا للتکنولوجیا هی أننا لم نصل إلی الاکتفاء الذاتی وحسب بل استطعنا کذلک من الحضور الفعال فی البلدان المستوردة لمنتوجاتنا غیرالنفطیة.
وصرح أن الحظر کان السبب الأساس فی هذه التطورات: حیث أکسبتنا الثقة بالذات؛ ومکننا من أن نصل إلی إنجازات ونجاحات کبیرة؛ لذلک اننا ننظر إلی الحظر والمقاطعات علی أنها تشکل لنا عاملاً إیجابیا، مبیناً: حیث نری الآن وضمن إطار التنمیة العلمیة أن نسبة الأمیة قد تضائلت فیما ارتفع مستوی الصحة ارتفاعا کثیراً؛ ونری أن مختلف التکنولوجیات تتکون بسرعة متجهة نحو التسویق؛ وبالطبع هذا ماسیجعل من إیران فی المستقبل قوة اقتصادیة یشار إلیها.
نسیر بسرعة صوب الأسواق العالمیة
وأضاف وزیر النفط الإیرانی الأسبق: لذلک فالمقاطعات لم تضع أمامنا عوائق فی هذا الجانب؛ ربما تکون قد زادت من مصاریفنا فی بعض الجوانب ولکنها لم توقف حرکتنا وسوف لن تفعل ذلک؛ وباتت إیران الیوم ومن حیث الاقتصاد والتکنولوجیا أکثر قدرة بکثیر مما کنا علیه فی بدایات الثورة الإسلامیة.
وأوضح قائلاً: کنا قبل الثورة نصدر النفط لنستورد بثمنه البضائع کما هو الحال الآن فی الکثیر من البلدان العربیة؛ حیث لا نری فیها أثراً للعلم والتکنولوجیات الحدیثة، ویقتصر فیها علی بناء الأبنیة والعمارات الحدیثة، کمؤشر علی التظاهر بالتحظر ولیس التحظر بالذات، مؤکداً أن إیران تسیر بسرعة صوب الأسواق العالمیة وتزداد سرعتها یوماً بعد یوم؛ فیما نری تباطؤ هذه الحرکة فی أوروبا وأمیرکا.
أسعار النفط لیست واقعیة بل إنها غیرمنصفة
وأوضح میرکاظمی أن إصدار السندات من دون رصید من قبل البلدان الأوروبیة والأمیرکیة قد أدی إلی الانکماش الاقتصادی الذی تعانی منه هذه البلدان والذی أدی إلی اختلال توازن العرض والطلب علی النفط فی الأسواق العالمیة؛ مؤکداً أن بعض البلدان المناهضة استغلت ذلک کساحة لإبراز عدائها لإیران.
وقال: نحن نرحب طبعاً بذلک إذ أن هذا جعلنا نسیر نحو الاعتماد علی الصادرات غیرالنفطیة؛ والذی یکون اعتمادنا فیه علی عائدات النفط بمقدار أقل؛ وهذا سیجعلنا أقل هشاشة کما أننا نعتقد أن أسعار النفط لیست واقعیة حالیاً بل حتی انها غیرمنصفة؛ لأن قدرة شراء البلدان المصدرة للنفط قد تضائلت کثیراً بفعل عدم توازن ارتفاع أسعار النفط مقارنة بارتفاع أسعار الذهب.
سوء ادخار دول الخلیج الفارسی لعائدات النفط
وقال میرکاظمی: النقطة التی أود لفت الانتباه إلیها وخاصة انتباه الدول العربیة أنها "ماذا صنعت بعائداتها من النفط؟" إنها إما اشترت بها أسهماً وبفعل انفجار فقاعة الأسهم فی أمیرکا وأوروبا فقدت البلدان العربیة قیمة أسهمها هذه؛ وإما کدست هذه العائدات بعملة الدولار وفقدت نصف ثرواتها بفعل سقوط قیمة الدولار فی السنوات الأخیرة إلی النصف؛ وبعد أن لم تسمح لها أمیرکا بتحویل هذه العائدات من الدولار إلی سائر العملات، مبیناً: لذلک لم تکن عائدات النفط منشأ خیر و برکة لهذه البلدان؛ کما أن هذه البلدان عندما تجتمع فی أوبک وللأسف تفکر فی إرضاء مجموعة العشرین بدل أن تفکر فی مصالحها الوطنیة وفی إرضاء أعضاء الأوبک.
زیادة الانتاج غیرالمبررة أدت إلی هبوط سعر النفط
ولفت رئیس لجنة الطاقة فی مجلس الشورى الإسلامی إلی أن بعض دول الخلیج الفارسی قد زادت علناً من انتاجها ضمن الأوبک وفی زمن لم یکن هناک طلب وداع للزیادة؛ وأضاف: نحن کنا نعلم أن زیادة الانتاج هذه ستؤدی إلی هبوط سعر النفط ولکنهم للأسف قاموا بذلک وکانت العربیة السعودیة علی رأس هؤلاء.
وتسائل میرکاظمی: "ولکن هل سیوافقون لوتم استخدام هذه الآلیة السیاسیة ضدهم؟ هل سیرضون لوفعلت إیران مثل مافعلوا؟ إیران لدیها القدرة علی استخدام الخلیج الفارسی ومضیق هرمز کآلیة سیاسیة؟ والا تتعرض آنذاک الشعوب الأوروبیة الرازحة تحت المشاکل الاقتصادیة حالیاً إلی مشاکل أکثر؟" مضیفاً: هذه أسئلة یتعین علی من بدأوا هذه اللعبة الخطرة الإجابة علیها!
وصرح قائلاً: کما قلت نحن نرحب بالمقاطعات ولکن إن أردنا رفع مستوی انتاجنا بهذه الأسعار سندخل آنذاک فی دوامة من دون نهایة للانتاج فی الأوبک ستکون مجحفة بحق شعبنا أولاً.
لتضمن "أوبک" مصالح البلدان المصدرة للنفط
وقال وزیر النفط الإیرانی الأسبق: برأیی یجب أن یجلس أعضاء منظمة أوبک ویبحثوا منطقیاً ضمان مصالح البلدان المصدرة للنفط؛ وهذا ما تنص علیه وتصرح به قوانین المنظمة... لکننا لانشهد الیوم ذلک وللأسف.
وأوضح میرکاظمی: عندما کنا نترأس المنظمة عام 2011 عملت مقارنة بهذا الشأن واکتشفت وللأسف أن قدرتنا الشرائیة لیست إلا 11 دولاراً و40 سنتاً إزاء کل برمیل نفط.
ولفت إلی أن مقارنة الوضع فی البلدان المصدرة للنفط تبین أنها أکثر رداءة من البلدان المستوردة والمستهلکة لهذا النفط: هذا فی حین أن الضرائب التی یدفعها المواطن الأوروبی للنفط ومشتقاته إلی حکوماته أکثر بکثیر من نفس عائدات النفط للبلدان المصدرة للنفط؛ وهذا یعنی أن هناک إشکالاً وهو أن فوائد هائلة ناتجة عن اختلاف سعر النفط فی أسواق استهلاک النفط مقارنة بأسواق التصدیر والبیع له تصب فی جیوب البلدان المستهلکة للنفط.
الإدارة السیاسیة تحول دون السعر المستحق للنفط
وأوضح میرکاظمی: ان البلدان المستوردة وبإدارة الاستهلاک استطاعت أن تستفید احسن استفادة من اختلاف الأسعار هذا بین المبدأ والمقصد؛ فی حین أن الإدارة السیاسیة فی بعض البلدان هی التی تحول دون أن یصل النفط إلی السعر الذی یستحقه.
وخلص إلی القول: لذلک فإن المنافسة فی زیادة الانتاج غیرمعقولة وغیرمنطقیة وذات دوافع سیاسیة بحتة؛ ویجب أن یتم تسعیر النفط وفق أسعار الذهب.
==================================================
اقتصاد الدول النفطیة مریض، ویجب اعادة النظر
واعتبر رئیس لجنة الطاقة فی مجلس الشورى الاسلامی فی ایران مسعود میر کاظمی ان الدول ذات الاقتصاد النفطی تعانی من مشاکلواعتبر ان الدول النفطیة سواء المستوردة او المصدرة تعانی من امراض اقتصادیة متشابهة، بسبب اعتمادها على هذه المادة، تتمثل فی الحرمان من التقنیات الحدیثة، وترکیز الصادرات حول النفط، والافتقار الى القدرة على المنافسة فی سائر المنتجات.
واضاف میر کاظمی ان على الدول المصدرة لنفط ان تعید النظر فی هیکلتها الاقتصادیة من اجل تحقیق النمو والازدهار، والارتقاء بمستوى الدخل العام لدیها، منوها الى انه ورغم ارتفاع اسعار النفط لم یرتفع مستوى دخل الفرد فی الدول النفطیة بشکل ملحوظ.
ایران عازمة على انهاء الاعتماد على النفط
واکد رئیس لجنة الطاقة فی مجلس الشورى الاسلامی فی ایران مسعود میر کاظمی ان ایران عازمة على الخروج من الاقتصاد النفطی، لان الارتقاء بمستوى معیشة المواطنین لا یعتمد على النفط، منتقدا سیاسات بعض الدول النفطیة المتساوقة مع الغرب رغم انها هی الخاسرة فی النهایة.
واکد میر کاظمی ان هذه الدول النفطیة سوف لن تحقق تطورا وتقدما وازدهارا، بل انها ستسجل تراجعا قیاسا بالدول الاخرى، خاصة من النواحی الاقتصادیة والزراعیة والتقنیة وغیر ذلک.
واکد ان ایران تتخذ من التهدیدات والحظر الاوروبی الامیرکی فرصة فی سبیل التقلیل من الاعتماد على ایرادات النفط، والتقدم فی المجالات والقطاعات الاقتصادیة الاخرى.
خطة لتقلیل الاعتماد على النفط الى النصف
واشار رئیس لجنة الطاقة فی مجلس الشورى الاسلامی فی ایران مسعود میر کاظمی الى ان لجنة الطاقة فی مجلس الشورى الاسلامی فی ایران التی یرأسها اقترحت ایجاد خطة للتقلیل من الاعتماد على موارد النفط بنسبة 50%، واعتبر ان ایران تملک الامکانیات والموارد اللازمة لتحقیق ذلک بسرعة.
واکد میر کاظمی ان النفط لم یحقق تقدما وتطورا حقیقیا للدول المصدرة، بل ادى الى تخلفها فی بعض القطاعات، منوها الى ان ایران ترکز على قطاعات الصناعة والانتاج والصادرات وتوظیف الرسامیل فی مختلف القطاعات، وبدعم من القطاع المصرفی النشط جدا فی ایران.
قطاع خاص قوی، ومستقبل مشرق
وشدد رئیس لجنة الطاقة فی مجلس الشورى الاسلامی فی ایران مسعود میر کاظمی على امتلاک القطاع الخاص فی ایران القدرة اللازمة خاصة من الناحیة المالیة للمساهمة فی هذا المجال، نافیا حاجة البلاد الى الاستعانة فی ذلک بالدول الخرى رغم الحظر الغربی.
واعتبر میر کاظمی ان خطة خفض الاعتماد على النفط فی الاقتصاد الایرانی تبشر بمستقبل مشرق من الناحیة الاقتصادیة والتقنیة فی ایران.
الاجیال القادمة لها حق من النفط
وحذر رئیس لجنة الطاقة فی مجلس الشورى الاسلامی فی ایران مسعود میر کاظمی من ان انتاج النفط سیصل الى ذروته فی مستقبل لیس ببعید، بحیث لا یمکن الانتاج اکثر، لکن الطلب سیبقى یرتفع، وعندها فان الاسعار لن تکون على ما هی علیه الیوم، وان کثیرا من الدول لن تتمکن من الانتاج، لکن ایران ستبقى محتفظة بذخائرها البالغة 155 ملیار برمیل حتى الان، الامر الذی یمکن الاجیال القادمة من التمتع بهذه الثورة والاستفادة منها.
واعرب میر کاظمی عن اسفه لعدم اهتمام الدول المصدرة للنفط بهذه القضیة وتضییع ذخائرها من النفط بثمن بخس، مشیرا الى ان سماحة قائد الثورة الاسلامیة ایة الله خامنئی بین الطریق بان الاقتصاد یجب ان یکون مقاوما ویملک قدرة على الصمود فی مواجهة التحدیات الدولیة، وهذا لن یتحقق الا بالتقلیل من الاعتماد على النفط وصولا الى اقتصاد غیر نفطی.
البرلنامج النووی ذریعة بید الغرب
وحول تشدید الغرب حظره على ایران بذریعة البرنامج النووی الایرانی، قال رئیس لجنة الطاقة فی مجلس الشورى الاسلامی فی ایران مسعود میر کاظمی ان البرنامج النووی لیس الا ذریعة، وان السبب الحقیقی للعداء الذی تبدیه الولایات المتحدة والدول الاوروبیة والکیان الاسرائیلی وبعض الدول الرجعیة فی المنطقة، هو ظهور نظام جدید فی العالم.
واشار میر کاظمی الى ان الثورات فی العالم اما کانت تابعة للغرب او الشرق، وان الثورة الاسلامیة فی ایران والجمهوریة الاسلامیة من بعد بقیادة الامام الخمینی رضوان الله علیه کانت الوحیدة التی تبنى سیاسة لا شرقیة ولا غربیة ومستقلة، واعلنت ان مبادئها مبنیة على السلام والحریة الاسلامیة التی تمثل ذروة وقمة الحریة فی العالم، وهذا ما لا یحتمله الغرب وحلفاءه وعملاءه.
واشار الى وقف ایران للتخصیب من قبل بشکل طوعی وفی اطار سیاسة بناء الثقة، موضحا : لکن ذلک لم لم یغیر من السیاسة الغربیة ازاء ایران شیئا، معتبرا ان التقنیة النوویة هی احد العلوم التی لا یمکن الوقوف بوجه انتشارها فی العالم.
واوضح میر کاظمی ان الدول الغربیة تعارض البرنامج النووی الایرانیة ظنا منها بامکانیة سعی ایران للحصول على  سلاح نووی، فی وقت تملک الکثیر من الدول الاسلامیة اسلحة نوویة دون ایة مشکلة، مؤکدا ان السلاح النووی لیس ورقة رابحة بید الدول التی تملکه وان ایران لا تحتاج الیه.
ایران البلد الوحید فی وجه سیاسات الغرب
واکد رئیس لجنة الطاقة فی مجلس الشورى الاسلامی فی ایران مسعود میر کاظمی ان المعسکر الشرقی سقط وان ایران هی البلد الوحید الذی یقف الیوم بوجه الغرب وسیاساته السلطویة، منوها الى ان ایران لو اوقفت برنامجها النووی لرفع الغرب ملفات اخرى علیها مثل حقوق الانسان وغیره.
واتهم میر کاظمی الدول الغربیة بمحاولة الاظهار بان النظام الاسلامی فی ایران ضعیف وغیر کفوء، مشددا على ان ایران لن تعود الى حقبة الهیمنة الامیرکیة على مقدراتها کما کانت فی عهد الشاه.
واشار الى خروج مصر من دائرة الهیمنة الامیرکیة بعد ثورة 25 ینایر التی اطاحت بحلیف الغرب والکیان الاسرائیلی الاول فی المنطقة حسنی مبارک، معتبرا ان الولایات المتحدة واوروبا ترید بسط سیطرتها من جدیدعلى دول المنطقة وجعلها تابعة لها.
ایران لیست تهدیدا، والنفط سلاح سیاسی بید الغرب
ونفى رئیس لجنة الطاقة فی مجلس الشورى الاسلامی فی ایران مسعود میر کاظمی ان تکون ایران فی یوم من الایام بمثابة تهدید للامن والاستقرار فی المنطقة، ورغم ما تعرضت له  من اعتداءات وعدوان مدعوم من الغرب ودول المنطقة، مؤکدا ان ایران حافظت دائما على امن واستقرار منطقة الخلیج الفارسی ومضیق هرمز.
وندد میر کاظمی باستخدام الدول الغربیة للنفط سلاحا سیاسیا، ومنع تورید حتى الدواء لایران، واعتبر ان هؤلاء یعادون استقلال وحریة وتطور ایران، محذرا من ان بامکان ایران ان تستخدم ذلک ضدهم.
ولفت الى مرور 17 ملیون برمیل من امدادات النفط عبر مضیق هرمز یومیا، وتسائل ماذا ستفعل هذه الدول لو واجه ذلک عرقلة ما، واکد ان اسعار النفط ستشهد قفزة وستواجه السوق العالمیة مشکلة، مشددا على ان ایران تأمل بالا تصل الامور الى هذا الحد.

رمز الخبر 183996