وفی کلمة له فی إحتفال إحیاءً لذکرى الشهداء القادة (الشیخ راغب حرب، السید عباس الموسوی والحاج عماد مغنیة) فی مجمع سید الشهداء "ع" فی الضاحیة الجنوبیة لبیروت، رأى السید نصرالله أن القادة الشهداء کانوا من أبرز عناوین المقاومة وقادتها واضاف : نحن نحتاج أن نرجع إلیهم کقدوة واسوة لنا ونحتاج ان نتعلم منهم الزهد عندما تقدم الدنیا علینا بجاهها ومالها وترفها ونتعلم منهم الذل عندما نصبح اغنیاء ونتعلم منهم الشجاعة عندما نواجه الاعاصیر ونتعلم الحکمة عندما نواجه الفتن.
وقال السید نصر الله إنه ومنذ 33 عاماً والى الیوم تقدم جیل من الشباب من علماء ومجاهدین ورجال ونساء وحملوا المسؤولیة ومنهم من استشهد ومنهم من کان له باع طویل فی میادین الجهاد وتحمل الجراح وتوفاهم الله ومنهم الحاج مصطفى شحادة ومنهم من جرح ومازال یکابد جراحه ومنهم ما زال یواصل الطریق ویحمل دمه على کفه.
وتقدم الامین العام لحزب الله من عائلة الرئیس الاسبق رفیق الحریری ومحبیه وتیاره وانصاره بمشاعر المواساة بسبب هذه الحادثة الالیمة التی هوت لبنان وکذلک عوائل جمیع الشهداء الرجال والنساء الذین قضوا فی تلک الحادثة المؤلمة والخطیرة جداً، وأعلن عن تأییده لوضع إستراتیجیة وطنیة لمکافحة الإرهاب.
وفی موضوع الخطة الأمنیة فی البقاع، دعا السید نصرالله إلى تواصلها وتفعیلها، من منطلق ان منطقة البقاع عانت من اللصوص والمجرمین ومن الذین یخطفون الناس معربا عن امله بأن تکون هذه المرحلة قد انتهت.
وجدد تأییده لهذه الخطة الأمنیة وقال : یجب علینا جمیعا ان ندعم ونساند ونقف وراء الجیش والقوى الأمینة، منوها الى انه وإلى جانب الخطة الأمنیة فی البقاع نحن نحتاج إلى أمرین: الخطة الانمائیة للبقاع إلى جانب الخطة الأمنیة خصوصا بعلبک الهرمل وعکار ایضا، والأمر الثانی حل مشکلة عشرات الآلاف من المطلوبین باستنابات قضائیة تافهة ولأسباب بسیطة جدا.
على الحکومة ان تحزم امرها کیف ستتعامل مع خطر "داعش" و"النصرة"
ولفت السید نصرالله إلى أنه الیوم على السلسلة الشرقیة فی الجهة المقابلة هناک "داعش" و"النصرة"، وعندما یذوب الثلج هناک استحقاق وعلى الدولة ان تحزم أمرها کیف ستتعامل مع هذا الخطر الموجود على التلال والجبال، هذا الأمر یحتاج إلى قرار ویجب ان نجدد التحیة لضباط الجیش اللبنانی والقوى الأمینة ورجال المقاومة.
وفی شأن العلاقة مع التیار الوطنی الحر، دعا السید نصرالله إلى تعمیق العلاقة بین حزب الله و"التیار" وعقد تفاهمات مشابهة على مستوى الوطن، مشیراً إلى أن أهمیة هذا التفاهم مع التیار تتکشف تباعا.
أما بالنسبة للاستحقاق الرئاسی، حث السید نصر الله على معاودة الجهد الداخلی، وتوجه لکل الحریصین على منع الفراغ بالقول: "لا تنتظروا المتغیرات فی المنطقة والخارج، لأن المنطقة متجهة إلى مزید من المواجهات والازمات. لنعاود الجهد الداخلی لانهاء هذه المسألة".
حزب الله مع دعم الحکومة ومواصلة عملها لأن البدیل هو الفراغ
وفی الموضوع الحکومی شدد على أن حزب الله مع دعم الحکومة ومواصلة عملها لأن البدیل عنها هو الفراغ ولا أعتقد ان أحدا یناسبه هذا البدیل، ورأى أن موضوع آلیة اتخاذ القرار سیتم التعاطى معها بإیجابیة داعیا جمیع الفرقاء للتعامل بإیجابیة أیضاً.
وأکد الامین العام لحزب الله أن الحزب سیواصل الحوار مع تیار المستقبل الذی أنتج بعض الأمور الإیجابیة التی کانت ضمن التوقعاتنا معربا عن امله بان یتم التوصل إلى نهایة إیجابیة، مجددا التشجیع والتأیید لأی حوار بین المکونات اللبنانیة کافة.
مصیر العالم الیوم یصنع فی المنطقة
واشار السید نصرالله إلى أنه "ومنذ عقود وإلى الیوم هناک منطقین فی لبنان منطق یقول أننا نرید لبنان بمعزل عن أحداث المنطقة والنأی بالنفس عن کل ما یجری فی المنطقة، واصفا هذا الکلام بانه جمیل، ولکن غیر واقعی واضاف : لا یمکن ان نقول ان لبنان لا یتأثر بما یحصل فی المنطقة، لا یمکن ان نقول اننا لا نرید ان نتأثر بانعکاسات أحداث المنطقة. بالعکس الیوم لبنان متأثر بما یجری فی المنطقة أکثر من أی وقت مضى. مصیر سوریا ولبنان والعراق والاردن وغیرها من البلدان یصنع فی المنطقة. من یغیب عن مصیر المنطقة یقول للآخرین اصنعوا مصیرنا نحن لا نستطیع ان نفعل شیئا. مصیر العالم الیوم یصنع فی المنطقة، هناک مصیر شعبنا وبلدنا وکرامتنا ومستقبل أجیالنا".
لا یحق لمن یتدخل فی سوریا أن ینتقد موقفنا بشأن الحراک السلمی فی البحرین
وحول مواقف حزب الله الأخیرة من الحکومة البحرینیة، قال الأمین العام لحزب الله سماحة السید حسن نصرالله إن "من ینتقد موقفنا ویعتبر انه یسیء إلى علاقات لبنان مع دولة شقیقة، علیه عدم التدخل فی سیاسة بلد آخر ولا سیما سوریا. موقفنا من البحرین یجب ان یشکره کل حریص على بلد عربی ولا یحق لمن یتدخل فی سوریا عسکریا وسیاسیا أن ینتقد موقفنا السلمی بشأن الحراک فی البحرین".
وحدها "اسرائیل" لا تعتبر "داعش" تهدیدا للعالم والمنطقة
وعن وضع المنطقة، أضاف السید نصرالله أنه "فی السابق قلنا ان تهدید التیار التکفیری لیس تهدیدا لبعض الأنظمة بل لکل البلاد وکل الشعوب بل هذا تهدید للاسلام کدین ورسالة. کل الوقائع التی حصلت تؤکد هذا الفهم. الیوم کل العالم سلّم أن هذا التیار التکفیری "داعش" یشکل تهدیدا للعالم والمنطقة، فقط "اسرائیل" لا تعتبره خطرا وتهدیدا".
فتشوا عن الموساد والمخابرات الامریکیة والبریطانیة فی اهداف "داعش"
وأضاف السید نصرالله: "سمعت الیوم ان أبو بکر البغدادی عین أمیرا لمکة والمدینة، إذا فهدف داعش هی مکة ولیس بیت المقدس. فتشوا عن الموساد الاسرائیلی والمخابرات الأمیرکیة والبریطانیة فی أهداف داعش".
وتابع: "أمام هذا الواقع الذی لیس فیه تضخیم، ندعو شعوب وحکومات المنطقة إلى العمل سویة لمواجهة هذا الخطر الارهابی وجمیعنا قادرون على الحاق الضرر به ومن یقف ورائه. أی سلوک یبادر إلیه انسان مسلم یدعی الاسلام إذا کان یتناقظ مع الفکرة الانسانیة لا یمکن ان یکون أبدا مسلما".
التصدی الفکری والسیاسی والمیدانی للارهاب دفاع عن الاسلام
وشدد الامین العام لحزب الله على أنه "یجب اعتبار المواجهة الفکریة والسیاسیة والمیدانیة ضد الارهاب دفاعا عن الاسلام. وأنا أقول لکم أننا نعتبر أنفسنا ندافع عن الاسلام بکامله. کل المسلمین مدعوون إلى ان یدافعوا عن دینهم. أبشع تشویه فی تاریخ البشریة هو ما تفعله داعش".
لا یمکن للاردن ان یواجه "داعش" بالعراق ویدعم "النصرة" بسوریا
وتابع السید نصرالله أنه یجب ان یقول العالم الذی یشعر بهذا التهدید للدول الاقلیمیة التی ما زالت تدعم "داعش" ان اللعبة انتهت. ویجب ان لا نخدع أنفسنا فی التفریق بین "داعش" و"النصرة" فهما جوهر واحد وفکر واحد وثقافة واحدة والمحصلة هی محصلة واحدة. فالاردن مثلا لا یستطیع ان یواجه "داعش" فی العراق ویدعم "النصرة" فی سوریا.
الثورة فی الیمن هی التی تقف امام تمدد "القاعدة"
وتابع أن الدول الخلیجیة مقاربة ملفات المنطقة بطریقة أخرى لأن التهدید یطال الجمیع، ویجب على حکومات المنطقة أن تعمل على تجمید الصراعات القائمة فی المنطقة. الثورة فی الیمن هی التی تقف فی وجه "القاعدة" التی تخطط للسیطرة على سوریا وصولا إلى السعودیة.
النظام السوری جاهز للدخول فی تسویة مع المعارضة المعتدلة
وحول الأوضاع فی سوریا، اعتبر السید نصرالله أنه یجب فتح باب الحل السیاسی فی سوریا واضاف : ان النظام جاهز لأن یدخل فی تسویة مع المعارضة المعتدلة ولیس الارهابیة.
امریکا تدمر المنطقة لمصلحة هیمنتها قوة "اسرائیل"
ورأى سماحته ان "على شعوب المنطقة ألا تنتظر استراتیجیات دولیة، ویجب ان تبادر کما بادرنا بالفعل فی سوریا والعراق، وقال: یجب ان نبادر لمواجهة هذا التیار وعدم السماح له بالتمدید. أمیرکا تستنزفنا وتؤسس من خلال داعش لأحقاد وعداوات لن تنتهی قریبا، وتدمر المنطقة لمصلحة هیمنتها وقوة اسرائیل".
من یراهن على الامریکیین یراهن على سراب
وتابع السید نصرالله أن "من یراهن على الأمیرکیین یراهن على سراب وعلى من یتآمر علیه. یجب أن لا ننتظر أی استراتیجیة دولیة یجب ان نبادر کما فعلت المقاومة اللبنانیة والاسلامیة ولم تنتظر ای استراتیجیة وانتصرت".
وتوجه السید نصرالله لمن یدعو حزب الله للانسحاب من سوریا بالقول: "أدعوکم لنذهب سویة إلى سوریا وتعالوا لنذهب إلى العراق وتعالوا لنذهب إلى أی مکان نواجه فیه هذا التهدید الذی یهدد أمتنا".
ودعا السید نصرالله إلى التنسیق بین الجیش اللبنانی والجیش السوری لمواجهة الارهابیین فی الجرود، وإلى التنسیق بین الحکومتین اللبنانیة والسوریة فی ملف النازحین السوریین وفی الملف الأمنی.