احتار المراقبون في تبرير الموقف السعودي الرافض للحوار مع ايران وتجنيب المنطقة ويلات الحرب ، فجميع بلدان العالم دون استثناء ، تدعو للحوار من اجل تسوية المشاكل والازمات التي تعصف في منطقة الشرق الاوسط ، والتي اختلقتها سياسة ترامب الخرقاء ، ولا استثناء في هذه القاعدة الا السعودية ، التي مازالت تفضل خيار الحرب.
الملفت ان اغلب الدول التي تدعو الى تجنب منطقة الشرق الاوسط ويلات الحرب ، بعيدة جدا عن المنطقة ، فيما السعودية التي تقع في قلب المنطقة ، لا تشعر بأي قلق من اندلاع الحرب ، بل على العكس تماما تطالب بوقوعها في اسرع وقت ممكن وتحرض امريكا والكيان الاسرائيلي على ذلك!!.
الملفت اكثر ان دولا في المنظمة الخليجية مثل الكويت وقطر وسلطنة عمان ، من المفترض ان تكون حلفاء للسعودية ، نراها تبذل كل ما في وسعها من اجل ترجيح خيار التفاوض على خير الحرب لتجنيب المنطقة ويلاتها.
حتى امريكا تراجعت عن خطابها الاستفزازي ، وجنحت للخطاب الهادىء ، بعد ان رات جدية ايران في الدفاع عن حقوقها وعدم تراجعها امام التهديدات والتحشيد العسكري في منطقة الخليج الفارسي.
السعودية تمد يدها حتى الى "اسرائيل" ، وتنسق معها ، وتدخل معها في الجهود المبذولة لتصفية القضية الفلسطينية ، وتتعامل بتبعية مرضية مع امريكا ، وتجعل من ترامب شريكها في عوائد نفطها ، بينما تتعامل بتكبر وغرور ، لا يليق بحكامها مع ايران.
مزاعم السعودية بشأن اتهام ايران بالتدخل في الشؤون العربية ، والتي عادة ما تتخذها ذريعة لرفض الحوار مع ايران ، هي الصق بالسعودية ، بل ان اسم السعودية بات عنوانا للتدخل في شؤون العديد من الدول العربية والاسلامية ، ولايمكن حصر عدد وحجم هذا التدخل في هذه السطور ، ويكفي القاء نظرة سريعة لما يحدث حولنا من كوارث انسانية ، حتى نقف على عبثية السياسة السعودية.
رغم كل ما قيل عن اسباب تخوف وتهرب السعودية من الحوار مع ايران ، الا ان السبب الاول والرئيسي وراء هذا التخوف ، يكمن في عدم امتلاك السعودية اي خطاب سياسي سيد ومستقل ، ازاء قضايا الامة ، يمكن ان ترفعه في وجه الخطاب الايراني ، فدورها بات لا يعدو دور التابع الذي ينفذ ما يؤمر به ، كما اتضح ذلك في قضية صفقة القرن ، فيما ايران تمتلك اقوى خطاب سياسي ، واقربه الى نبض الشارعين العربي والاسلامي ، بعد ان تحولت عقبة كأداء امام محاولات امريكا و"اسرائيل" ابتلاع منطقة الشرق الاوسط ، لذا لا تجد السعودية من وسيلة لستر عورتها هذه الا بالاختباء وراء مواقفها المتعنتة والرافضة للحوار مع ايران ، فالحوار بالنسبة للسعودية يعني انكشاف حقيقة سياستها ومواقفها ودورها ازاء كل ما يجري في المنطقة.
تعليقك