هل سيدفع العراقيون 'ثمن' موقف رئيسهم برهم صالح؟

محلل سياسي سعودي يعلنها وبدون تردد في قناة 24 السعودية، بعد موقف الرئيس العراقي برهم صالح في القمة العربية في مكة، ان "برهم صالح كان اختياره لافتا لانه كردي شيعي، ثبت ذلك لدينا يقينا انه شيعي، وهذه الفتره سيكون موقفا حاسما اما يكون العراق مع العرب او يرتمي في حضن إيران".

رغم اننا لا ننطلق في تقييمنا للناس، انطلاقا من دياناتهم ومذاهبهم، كما هو ديدن الوهابية، فهذه الخلفية الدينية والمذهبية لا علاقة لها بالمواقف السياسية والوطنية والقومية للاشخاص، الا اننا ومن اجل ان يكون تحليلنا للخبر اكثر موضوعية، مضطرين للتذكير بان الرئيس العراقي برهم صالح هو عراقي وطني كردي سني، اختارته جميع الكتل البرلمانية العراقية، وفي مقدمتها الكتل السنية، رئيسا للعراق.

الاعلام الموجه، له دور خطير في السعودية، فهذا الدور يقوم عادة بتمهيد الارضية للسياسة التي ستعتمدها السعودية لاحقا، فكما لاحظنا سابقا وقبل اعتقال علماء الدين والنشطاء السعوديين، بدأت حملة تحريض قام بها الاعلام السعودي ضد من اسماهم بشيوخ الفتنة، وفي الاخير تبين ان شيوخ الفتن لم يكونوا عتاة الوهابية التكفيرية، بل الاصوات المعتدلة التي كانت تنادي بالحقوق الدنيا للمواطنين.

اليوم واتساقا مع هذا الدور، بدات الآلة الاعلامية السعودية فور انتهاء قمة مكة، بتوجيه سهامها الى العراق من خلال استهداف الرئيس العراقي لموقفه المشرف في قمة مكة الاخيرة، عندما اكد ان العراق لم يشارك في صياغة البيان الختامي وأنه يسجل اعتراضه عليه.

"الكشف العظيم" الذي توصل اليه الاعلام السعودي، من ان برهم صالح "شيعي"، يكشف بدوره العقلية البدوية المتخلفة والطائفية الضاربة في اعماق الصحراء، التي تحكم السعودية، والتي تقف وراء كل المآسي والكوارث التي مرت وتمر بها الشعوب الاسلامية على مدى اكثر من 70 عاما.

واضح جدا حجم التهديدات التي استبطنتها تصريحات ومواقف الاعلاميين والصحفيين والمحللين السياسيين السعوديين، للعراق والعراقيين، عبر تاكيدهم على ان الفتره المقبلة ستكون حاسمة، فإما ان يكون العراق تابعا للسعودية وينفذ اجندتها دون اي اعتراض، وإما سيصبح، من وجهة نظر السعودية، عراقا "شيعيا" كرئيسه، وبذلك سيدفع ثمن هذه "الشيعية"!!.

الملفت ان الرئيس برهم صالح ليس الوحيد الذي اعترض في قمة مكة على البيان السعودي الجاهز والمعد سلفا، فهذا رئيس مجلس وزراء قطر ووزير داخليتها الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني الذي مثل بلاده في القمتين الخليجية والعربية، سجل اعتراضه هو ايضا عندما اعلن أن "بياني القمتين الخليجية والعربية كانا جاهزين مسبقا ولم يتم التشاور فيهما"، ترى هل "سيُتهم" الشيخ عبدالله بانه "شيعي" ، ام ان تهمته جاهزة ايضا وهي انه "تابع لايران"!!.

لا يمكننا ان نستهين بمخاوف وهواجس العراقيين، ازاء ما ستقوم به السعودية للانتقام منهم بسبب موقف رئيسهم في قمة مكة، الا اننا لا يمكننا كذلك ان نمر مرور الكرام من امام الحقيقة التي باتت يعرفها الجميع، وهي ان سياسة السعودية باتت مكشوفة، وهذا الانكشاف سيقلل كثيرا من تداعيات الاجراءات الانتقامية التي قد تلجأ اليها، وفي مقدمتها اثارة النعرات الطائفية والعنصرية واستغلال ضعاف النفوس والحاقدين والموتورين.

رمز الخبر 189626

تعليقك

You are replying to: .
7 + 8 =