ايران لها اليد الطولى في توظيف القطاع السككي لخدمة الازدهار الاقتصادي

قطاع الشحن والنقل يعد اليوم من اهم القطاعات التي تدر الارباح والعائدات وتضمن الازدهار والنمو الاقتصادي في دول العالم؛ وانطلاقا من ذلك تجدر الاشارة الى موقع ايران الستراتيجي الذي يربط بين شرق اسيا  والدول المستقلة ذات المصالح المشتركة  (CIS) واوروبا وافريقيا، والذي يتيح لها ان تصبح قوة عالمية في مجال النقل ولاسيما الترانزيت السككي.

وان ما يميّز طاقات ايران السككية، هو ان 3 طرق عالمية للسكك الحديدية من بين 4، تمر عبر الاراضي الايرانية؛ السكة العالمية الاولى تشق طريقها من اوروبا الغربية صوب روسيا وكازاخستان والصين، والطريق السككي الثاني يبدا من اوروبا مرورا بتركيا وايران وجنوب اسيا وصولا الى الصين ومنطقة جنوب شرق اسيا، والطريق الثالث يربط تركيا بايران واسيا الوسطى والصين، والطريق السككي الرابع يعبر من شمال اوروبا متجها الى روسيا ومرورا بمنطقة اسيا الوسطى ليصل الى الخليج الفارسي.

ويؤكد الخبراء المتابعون لهذا الشأن، ان المسؤولين الايرانيين وفي اطار سياسات البلاد لاجهاض نتائج الحظر النفطي والازمات المترتبة على النقد الاجنبي، دابوا على توظيف الطاقات المتاحة في مجال تجارة الترانزيت؛ وبحسب التقديرات سيتضاعف هذا التركيز مستقبلا ولاسيما في عهد حكومة "اية الله رئيسي".

وفي الصعيد نفسه، قطع المسؤولون الايرانيون اشواطا كبيرة لتطوير التعاون السككي بين الجمهورية الاسلامية وعدد من بلدان اسيا، بما فيها طاجيكستان وافغانستان وباكستان وكازاخستان والصين. 

حكومة رئيسي التي وضعت نصب اعمالها تعزيز العلاقات مع دول الجوار والاستدارة نحو الشرق، لم تغفل دور هذا القطاع في تحقيق الازدهار والنمو الاقتصادي واجتياز الازمات الناجمة عن الحظر النفطي، بل دابت على توقيع اتفاقات للتعاون المشترك في مجالات الترانزيت السككي والبري والبحري مع العديد من البلدان.

وفي هذا السياق، دشّن الرئيس الايراني "اية الله رئيسي" مع نظيره الكازاخستاني "قاسم جومارت توكاييف" بطهران في 19 حزيران / يونيو الجاري، اول قطار نقل حاويات الترانزيت الذي يربط بين كازاخستان وتركمانستان وايران وصولا الى تركيا ودول اوروبا.

وقد جرى خلال هذه المراسم توقيع اتفاق بين طهران ونورسلطان، ينص على توسيع التعاون السككي الثنائي وتحديد التعريفة التفضيلية بهدف تحقيق زيادة ملفتة في ترانزيت السلع عبر الاراضي الايرانية.

وبهذا الاتفاق ايضا، سيتم استبدال جزء من عمليات الترانزيت عبر السكة التي تربط بين الصين وروسيا واوروبا، بالطريق السككي الذي يبدا من الصين مرورا  بجمهورية كازاخستان وايران وصولا الى الدول الاوروبية.

وبعد مرور 3 ايام فقط على تدشين هذا المشروع، اعلنت الصحف الصينية في 22 حزيران / يونيو، عن انطلاق اول قطار حاويات من هذا البلد ليشق طريقه الجديد بمسافة 8500 كلم، وصولا الى ميناء انزلي شمال ايران، وذك في غضون 20 يوما؛ ومنها سيغادر الى دول اخرى في منطقة الشرق الاوسط.

كما تجدر الاشارة في هذا الاطار الى استئناف حركة قطار الحاويات "ايكو" في 21 ديسمبر 2021 بين اسلام اباد وطهران واسطنبول، وتم على اثره انطلاق اول قطار من باكستان بحضور وزراء الخارجية والتجارة والسكك الحديدية الباكستانيين وايضا السفير الايراني لدى هذا البلد "سيد محمد علي حسيني". 

وفي 14 حزيران الحالي ايضا، جرت مباحثات بين المدير التنفيذي لشركة السكك الحديدية الايرانية "سيد ميعاد صالحي"، ورئيس هيئة السكك الحديدية الافغانية "بخت الرحمان شرافت"، بهدف استئناف عمليات صيانة واستكمال المرحلة الثالثة من مشروع خواف (شمال شرق ايران)– هرات السككي وتجهيز هذا الطريق لعبور قطارات النقل بين البلدين.

رمز الخبر 192587

سمات

تعليقك

You are replying to: .
6 + 5 =