١ Persons
٢١ ديسمبر ٢٠٢٢ - ١٤:١٨
يلدا هي ليلة التعاطف الإيراني

ديسمبر- ليلة يلدا (شب يلدا) هي آخر أيام الخريف يحتفل بها الإيرانيون ضمن طقوس خاصة وحسب المعتقدات التي توارثوها من أسلافهم

والشعب الإيراني من الشعوب التي تكثر من الاحتفال بالمناسبات والأعياد الدينية والقومية وغيرها وإذا اطلعنا على أحد التقاويم التي تصدرها إيران وجدنا عددا كبيرا من هذه المناسبات والأعياد ومنذ القدم يحيون المناسبات بما فيها المفرحة ويزينون هذه الاحتفالات والطقوس بالضوء والنور ويعتبرون الشمس رمزاً للمحبة في احتفالاتهم وطقوسهم الدينية.

أما الأعياد القومية القديمة التي يتم الاحتفال بها فهي كثيرة ومتوارثة عند الإيرانيين ومنها يحتفل بليلة من ليالي السنة وهي التي تسمى في الفارسية "شب يلدا" أو "ليلة الميلاد".

يجمع الباحثون علي أن ليلة الميلاد أو "شب يلدا" أو "شب چله بزرگ" (ليلة الأربعين الكبري) والليلة الأخيرة من فصل الخريف وشهر آذر، هي أطول ليلة في السنة وفيها تتحول الشمس من برج القوس إلى برج الجدي ولهذا الاحتفال جذور تاريخية وعقائدية قديمة عند الإيرانيين ويحتفل به الإيرانيون في معظم أنحاء إيران.

ومن الضروريات التي تصحب هذا التجمّع الأسري هي مشاركة الأقارب وخاصة كبار السن، وذلك يرمز إلى شيخوخة الشمس في نهاية الخريف، فضلاً عن توفير أطعمة وفواكه عدة لقضاء هذه الليلة الطويلة منها البطيخ الأحمر الذي يعتبر سيد المائدة لأن عدداً كبيراً من الناس يعتقدون بأن تناول البطيخ ولو بكميات قليلة في هذه الليلة يزيل الأمراض من البدن ويمنحه الصحة والعافية ويبعد عن متناوله المرض طيلة فصل الشتاء ثم الرمان والعنب والكاكي والزعرور الجرماني والمكسرات وكل ما يميل لونه إلى الأحمر لون الشمس.

مع ظهور دين الإسلام وانضمام الاحتفالات الدينية إلى الاحتفالات الوطنية ، وكذلك تأكيد التعاليم الإسلامية على زيادة الحب بين الأقارب والأصدقاء والمعارف، ازداد استخدام عذر التآزر بين شعب إيران هذه الفرصة لقضاء أيام سعيدة.

ويطغى اللون الأحمر على المائدة كونه يرمز إلى بزوغ الفجر نهاية الليلة وإلى الفجر الجديد. ويتم تقطيع الفاكهة، وخصوصاً البطيخ، الذي يعد أساسياً بين الفاكهة الصيفية، بأشكال جميلة تزين المائدة. أما المكسرات والحلويات، فهي للتسلية وقضاء الليلة الأطول مع الأحباب.

كما أن من العادات والتقاليد التي مازال الإيرانيون يحتفون بها في ليلة يلدا هي أخذ الفأل من ديوان الشاعر حافظ الشيرازي، وهم يقرأون أبياتاً من أشعاره وقصائده، وذلك من أجل أن ينتابهم السرور والحظ السعيد في الحياة.

 وفي بعض أرجاء إيران، يقبل الناس على قراءة وإنشاء أشعار من كتاب الشاهنامة (أي سير الملوك) للشاعر الملحمي الإيراني أبي القاسم الفردوسي.

يعد ليلة يلدا أحد أكثر التعاليم التقليدية أصالة وقيمة في معتقدات الإيرانيين القدماء والذي يحمل تمثيلًا دقيقًا ودائمًا لثراء الثقافة والعادات الإيرانية. وكم سيكون من الجيد ترك يلدا بمفهومها الأصلي للأجيال القادمة والتقليل من التفكير في الألوان والتزجيج

إن الاحتفال بطقوس يلدا القديمة ككنز من عادات وتقاليد أسلاف قبائل هذه الأرض هو رمز للميلاد والنصر والتي على الرغم من آلاف السنين من عمرها لا تزال قائمة والكنوز مخبأة فيها لقد تم الحفاظ عليها بين القبائل المختلفة في إيران.

وتم تسجيل ليلة يلدا باعتبارها العنصر التاسع عشر من التراث الثقافي غير المادي لإيران في الاجتماع السابع عشر للجنة حماية التراث الثقافي غير المادي التابعة لليونسكو في ملف مشترك بين إيران وأفغانستان في 9 ديسمبر من هذا العام.

ومع بزوغ فجر اليوم الأول من الشتاء تنتهي أطول ليلة في السنة تسمى"جله" أو "شب يلدا" وبعد هذا الحدث تزداد طول الأيام تدريجياً ولذلك تسمى ليلة يلدا ليلة ولادة الشمس .

إن يلدا هو واحد من أربعة مهرجانات موسمية في إيران ويعرف بأنه أحد أقدم المهرجانات في البلاد. تم نقل هذا التراث الثقافي غير المادي إلى الأجيال الشابة بشكل رئيسي من خلال الأساليب الشفوية وغير الرسمية وهناك العديد من المعتقدات والتقاليد المحيطة بمراسم ليلة يلدا بين الناس.

رمز الخبر 193669

سمات

تعليقك

You are replying to: .
6 + 3 =