أكد وزير الخارجية "عباس عراقجي"، أنه في ظل الظروف التي يستمر فيها العدوان الصهيوني على ايران فإن الامريكيين يريدون المفاوضات؛ واضاف : لقد قلنا بوضوح أنه لا مجال للحوار حتى يتوقف العدوان الصهيوني على إيران وليس لدينا أي مفاوضات مع الولايات المتحدة كشريك في هذه الجريمة.

وفي حوار مع هيئة الإذاعة والتلفزيون الايرانية، قدم عراقجي شرحا حول الاجراءات المتخذة من قبل الخارجية الايرانية بعد غزو الكيان الصهيوني، قائلا : إنه منذ بداية العدوان الكيان الصهيوني، اتخذت وزارة الخارجية إلى جانب القوات المسلحة الإيرانية، التي جسدت المقاومة في الدفاع الشامل عن البلاد، الخارجية ايضا اتخذت هكذا اجراء في مجال السياسة الخارجية.

ولفت الى أنه أجرى إتصالات متكررة مع وزراء خارجية نحو 30 دولة، كما أجرى الرئيس بزشكيان اتصالا هاتفيا مع عدد من رؤساء الدول.

وتابع قائلا : لقد تحدثت مع الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيريش" وطلبت عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن وكتب إليه رسالة من ان هذا الاجتماع كان قد عقد الأسبوع الماضي، وسيعقد هذا الاسبوع بناء على طلب الصين وروسيا وباكستان والجزائر، وعدد من أعضاء مجلس الأمن.

ليس من المتوقع أن يتخذ مجلس الأمن أي إجراء على الكيان الصهيوني
وأشار وزير الخارجية إلى، "إننا راسلنا الوكالة الدولية للطاقة الذرية وطلبنا عقد اجتماع طارئ لمجلس المحافظين، قائلا : لقد عقد اجتماع طارئ لمؤتمر نزع السلاح يوم الثلاثاء الماضي، وسيعقد اجتماع طارئ، أو اجتماع متعلق بالهجوم على إيران، يوم السبت الجاري في اطار اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي.

واضاف عراقجي : كان من المفترض أن يعقد هذا الاجتماع وفقا لإجراءاته وجدول أعماله، ولكن بناء على طلبنا، فقد خصص اجتماع خاص بهذا العدوان ايضا.

ولفت، بأنه من الطبيعي أن لا يتوقع من مجلس الأمن ومجلس المحافظين والمنظمات من هذا القبيل التي يشكل الغربيون أغلبية فيها، أن تتخذ هذه الجهات إجراءات على حساب الكيان الصهيوني، كما لم نتوقع أي إجراء منها، ولكننا أردنا أن نظهر ونثبت ذلك للعالم.

وقال عراقجي : لقد كانت موجة الإدانات قوية جدا من قبل الدول العربية ودول المنطقة، ولم اجد أي دولة في المنطقة لم تصدر هكذا إدانة؛ لافتا على سبيل المثال مواقف الادانة التي صدرت عن : مجلس التعاون لدول الخليج الفارسي، وجامعة الدول العربية، كما أعدت دول اقليمية بلدان اخرى بيانا مشتركا ووقعت عليه دول عربية و إسلامية في ادانة الهجوم العسكري الصهيوني على ايران.

وتابع : في مجلس المحافظين، عندما لم يسمح الغربيون بتمرير هذا العمل، بادرت 11 دولة الى اصدار بيان مشترك أدانت فيه العدوان الصهيوني على المنشآت النووية في إيران.

فيما يتعلق بالقانون الدولي والضمير الإنساني، فإننا لدينا اليد العليا على الأعداء

وقال وزير الخارجية : إنه بفضل السياسات التي اعتمدناها فإننا لدينا اليد العليا على الأعداء فيما يتصل بالقانون الدولي والضمير الإنساني؛ مضيفا : ليس لدى الغربيين ما يقولونه عندما يسمعون حجتنا، نحن كنا نتفاوض ونطبق الدبلوماسية، وفجأة نفذ الكيان الصهيوني هذا الهجوم العدواني؛ متسائلا : فما هو المبرر والمشروع لديهم في عدم إدانة هذا العدوان؟!

وقال، في إشارة إلى بعض الدول التي تدعو وتقول، من باب حسن النية انه "ينبغي لنا بأن نخفف من حدة التوترات ونعود إلى الدبلوماسية"، : ان ردي عليهم، هو أننا كنا في مسار الدبلوماسية، فإلى ماذا يجب أن نعود؟!

واضاف موضحا : مع هجوم الكيان الصهيوني على المنشآت النووية، لا أحد يستطيع تفسير عدم سماح الغرب بإدانة هذا العدوان، فهم أنفسهم لا يستطيعون تفسيره، بل يتهربون من الإجابة، ويتلقون دعما غير مبرر.

ولفت الى انه بحسب القانون الدولي فإن مهاجمة المنشآت النووية جريمة لا تغتفر، وقد تمت مناقشتها عدة مرات في اجتماعات المنظمات الدولية، وهي واضحة تماما، ولكن الغربيين انفسهم يتجنبون ادانة هذه الجرائم رغم أنهم يعرفون الاحكام المترتبة على ذلك بوضوح.

إثبات حضور امريكا ومشاركتها لا يحتاج إلى أدلة أو براهين

وأشار عراقجي إلى القول : إننا نعتبر أمريكا حليفة "إسرائيل" في عدوانها على إيران، وقال : في إطار العدوان المستمر على الكيان الصهيوني فإن الأمريكيين يريدون المفاوضات وأرسلوا رسائل عدة مرات لكننا قلنا بوضوح أنه لا مجال للحوار ولا معنى له حتى يتوقف العدوان الصهيوني على إيران.

وأوضح : هناك مؤشرات عديدة على أن القوات الأمريكية في المنطقة متواطئة مع الكيان الصهيوني، لكن الأهم من كل هذا هو المنشورات والمقابلات التي يدلي بها الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، حيث يستخدم صراحة كلمة "نحن" ويقول "لقد فعلنا هذا"، عليه فإن تواجد أمريكا ومشاركتها لا يحتاجان إلى أي دليل أو برهان.

واضاف وزير الخارجية : إن المشاركة الحماسية لقواتنا المسلحة تكشف تدريجيا بأن الفكرة التي كانت لديهم من أنهم قادرين على اركاع الشعب الإيراني بضربة مباغتة هي فكرة وهمية وغير مجدية، ولذلك أعتقد بأنه نتيجة لهذه المقاومة فإننا سنشهد تدريجيا ناي الدول بانفسها عن العدوان الذي يمارسه الكيان الصهيوني.

ونوه إلى، أن المطالبة (بإنهاء) هذه الحرب التي بدأت بالفعل ستزداد، وهذا يظهر مدى فعالية مقاومة الشعب الإيراني.

وتعليقا على الاجواء التي تثيرها وسائل اعلام غربية حول المفاوضات بين ايران وامريكا، قال : يبدو أن هؤلاء يلوحون بهذه المحاولات الى رغبتهم في اجراء المفاوضات والدبلوماسية، ولكن يجب التنويه الى امر مهم بهذا الشان، وهو انه في ظل الظروف الراهنة، واستمرار عدوان الكيان الصهيوني على إيران، نحن لا نريد التفاوض مع اي شخص.

وتابع عراقجي : نحن نقوم بالدفاع المشروع عن أنفسنا، وهذا الدفاع لا يمكن أن يتوقف تحت أي ظرف من الظروف؛ وقد قامت بعض الدول بدور الوسيط وقدمت اقتراحات عبر المكالمات الهاتفية، لكن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم يكن لديها أي اتصال أو حوار مع الأمريكيين.

وصرح وزير الخارجية : الأمريكيون انفسهم طلبوا التفاوض معنا، وقد وجّهوا رسائل جدية للغاية عدة مرات، لكن إيران صرّحت بوضوح أنه ما لم يتوقف هذا العدوان، فلن يكون هناك مجال للحوار والدبلوماسية.

وتابع : لكن إذا طلب الآخرون الحوار (رغم ان الحوار لا معنى له حاليا ونحن في مرحلة الحوار بالفعل)، لكن لا مانع لدى إيران في ذلك؛ وقد طلبت ثلاث دول أوروبية والممثل الأعلى للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي حوارًا رباعيًا، حيث سيُعقد في جنيف.

لن نفوت أي فرصة أو مشهد يمكننا من خلاله الدفاع عن حقوق الشعب الإيراني

وأشار عراقجي إلى، أننا سنواصل على الدوام المباحثات مع الأوروبيين حول مختلف القضايا، وقال : حتى الآن، إذا كان لديهم شيء ليقولوه، سنستمع اليهم، ولن نخجل من أي قضية في مسار الدفاع عن حقوق الشعب الإيراني، كما لن نهرب من أحد، وسنكون حاضرين في كل الساحات، إذا كانت مصالحنا تتطلب ذلك.

وأضاف : نحن أجرينا بالفعل مفاوضات مع الأوروبيين حول حل دبلوماسي للبرنامج النووي الإيراني، وستستمر هذه المفاوضات، وسألتقي بهم في جنيف للاستماع إلى موقفهم؛ لن نفوت أي فرصة أو مشهد يمكننا من خلاله الدفاع عن حقوق الشعب الإيراني.

واستطرد وزير الخارجية : لقد كانت المفاوضات غير مباشرة بين ايران والولايات المتحدة تقتصر على القضايا النووية، اما مع أوروبا فكنا عادة نجري مفاوضات حول أي قضية، لكن هذا الحدث لا يعني أي التزام تجاه أحد، وانما يعني الاستماع إلى وجهات نظر بعضنا البعض والدفاع عن المواقف المشروعة للجمهورية الإسلامية ومصالح المواطنيين الإيرانيين، وهذا ما سنفعله.

إيران لا تجري مفاوضات بشأن القضايا الصاروخية مع أحد
وشدد وزير الخارجية بأن موضوع المفاوضات في جنيف يقتصر على القضايا النووية والإقليمية، وقال: إن إيران ليس لديها مفاوضات مع أحد بشأن قضايا الصواريخ، وإذا كان لدى أحد شكوك في هذا الصدد، فلم يعد هناك شك الآن في أن القدرة الصاروخية للجمهورية الإسلامية الإيرانية هي قدرة دفاعية غير عادية للبلاد.

وفيما يتعلق بادعاء الكيان الصهيوني حول مهاجمة إيران مستشفى في الأراضي المحتلة، قال عراقجي : في هذا الصدد، يجب مراعاة مسألتين؛ أولا، استهدفت القوات المسلحة الإيرانية المقتدرة في البداية أهدافا ومراكز عسكرية في الأراضي المحتلة فقط، وبعد أن هاجم الكيان الصهيوني المراكز الاقتصادية الإيرانية، زادت إيران أيضا هجماتها على هذه المراكز.

واكد وزير الخارجية بأن المناطق السكنية، والمواطنين، والمباني العادية، وخاصة المستشفيات، ليست من أهدافنا إطلاقا، ونحن حريضون جدا على ذلك؛ وانني أدرك بأن الهجمات الصاروخية مخطط لها بعناية فائقة، وتتوافق مع المعايير الأخلاقية والقانون الدولي الخاص بالحروب.

رمز الخبر 198153

تعليقك

You are replying to: .
2 + 4 =