خبراونلاین – اعلن نبیل العربی، امین عام جامعة الدول العربیة انه لا یحق لای من اعضاء بعثة مراقبی الجامعة الادلاء بتصریحات شخصیة فیما یخص الشأن السوری ، وان تقریر جامعة الدول العربیة الذی من المقرر ان یصدر عقب عودة المراقبین هو الذی سیحمل صفة الشرعیة والمصداقیة.

محمد ایرانی
لا یزال اعضاء بعثة مراقبی الجامعة العربیة متواجدون فی سوریا ومستمرون فی القیام بجولات فی  عدد من مدن هذا البلد و اعداد تقاریر عنها. ووصل عددهم حتى الیوم الى 65 شخصا ومن المقرر ان یصل هذا العدد الى 150 مراقبا. ان مهمة هؤلاء المراقبین تستند الى قرار الـ 16 من نوفمبر للجامعة العربیة ، الذی تقرر من خلاله ارسال بعثة من 150 شخص من الخبراء فی مختلف المجالات الاداریة، الاعلامیة والعسکریة بغرض اعداد تقریر عن تطورات الاحداث الداخلیة التی تشهدها سوریا والتواجد فی مناطق النزاع بین الجیش السوری والشعب من جهة وایضا بین القوات المسلحة المعارضة من جهة اخرى وتقدیم تقاریر لاتخاذ قرارات بشأن الاوضاع هناک من قبل جامعة الدول العربیة.
لکن التحدیات التی تواجه بعثة مراقبی الجامعة العربیة والحکومة السوریة فی الوقت الراهن هی ان کلا الجانبین یرغب فی اعداد التقاریر وفقا لمصالحه. لذلک نرى انه ومنذ بدء وصول اعضاء البعثة واعداد اول تقاریرها شهدنا عدم ارتیاح من قبل المعارضة ازاء هذه التقاریر وازاء اظهار وجهات النظر التی تم طرحها. خاصة ان رئیس البعثة "مصطفى الدابی" اعلن فی تصریحاته عن استقرار الاوضاع فی مدینة حمص ما اسفر عن اثارة غضب واستیاء المجموعات المعارضة.
لذلک نجد الیوم وجود عدة تفسیرات وتعابیر مختلفة فیما یخص تاریخ وخلفیة بعض المراقبین. ومن ضمنها ان رئیس بعثة المراقبین کان له تاریخ وسجلات على صعید ارتکاب جرائم الحرب فی منطقة دارفور بالسودان. ان المعارضین وحتى المجتمع الدولی، الاتحاد الاوروبی والغرب کانوا یتوقعون وعقب تواجد المراقبین فی سوریا تقدیم تقاریر تدل على عدم تعاون الحکومة السوریة مع المراقبین، وقد اسهمت هذه التصورات والعقلیة من قبل الجمیع فی توجیه کم من التهم والافتراءات لرئیس بعثة المراقبین عقب الاعلان عن تصریحاته فیما یخص هدوء الاوضاع بمدینة حمص.
لکن وفی مجمل الاوضاع وفی الوقت الراهن من السابق لآوانه الحکم على تاریخ وخلفیة رئیس البعثة، وحتى یمکن القول ان کراهیة وسخط معارضی الحکومة السوریة بسبب تصریحات الدابی هی ما ادى الى ظهور جذور هذه القضیة. لانه من المستبعد ان ترتکب جامعة الدول العربیة مثل هذا الخطأ الجسیم فی انتخاب اعضاءها. ولا بد ان الجامعة العربیة قد اتخذت فی حسبانها انتخاب اشخاص محایدین ولیس اشخاصا لهم سجل جنائی فی ملفاتهم. لذا تم التوصیة بعدم تقییم الاوضاع من زاویة اثارة الاحاسیس والعواطف، وضرورة انتهاج الصبر والتریث من قبل الجمیع حتى اعداد التقریر النهائی لجامعة الدول العربیة.

ویبدو ان هذا النهج للمراقبین، الجامعة العربیة وخبراءها المحفوف بتحفظات على انعکاس تطورات الاحداث فی سوریا هو بسبب انهم یفضلون المضی بالظروف نحو خفض التوتر القائم والتوصل الى حل سلمی للازمة السوریة. والان لیس هو الوقت المناسب للحکم على الوضع فی سوریا وکیفیة عمل المراقبین بسببب بعض الاعتبارات السیاسیة والعسکریة العدیدة فیما یخص هذا الملف. وربما سیسفر سیر تطورات الاحداث فی سوریا وتقریر هؤلاء المراقبین الذی ینبغی اعداده عن اتخاذ قرارات صعبة للغایة حول سوریا. ومن المرجح انه فی حال تقدیم تقریر سلبی من قبل جامعة الدول العربیة فان جولة جدیدة من العقوبات ستبدأ ضد سوریا، وحتى ان ملف العنف فی هذا البلد سیتم احالته الى مجلس الامن الدولی. من هنا یتبوأ تقریر الجامعة العربیة اهمیة بالغة فی تحدید مصیر السوریین.
ومع ذلک فان جامعة الدول العربیة تبذل المساعی للتوصل الى حلول منطقیة لانهاء الازمة السوریة. فمن جهة وحتى اکتمال عدد مراقبی الجامعة فی سوریا، لا یمکن الحکم مسبقا على کیفیة عملهم وتقییم اداءهم. ومن هنا اعلن نبیل العربی، امین عام جامعة الدول العربیة انه لا یحق لای من اعضاء بعثة مراقبی الجامعة اعلان رأیهم فیما یخص الشأن السوری بصورة شخصیة، وان تقریر جامعة الدول العربیة الذی من المقرر ان یصدر عقب عودة المراقبین هو الذی سیحمل صفة الشرعیة والمصداقیة. من هنا لا یحضى امر اعتماد وجهات النظر الشخصیة لبعض المراقبین باهمیة، وحتى ان الجامعة العربیة فندت التصریحات الاولیة لهؤلاء المراقبین. وفی کل الاحوال فان تقاریر ونهج مراقبی الجامعة یعکس انهم بصدد الدعوة لنوع من السلام والتسامح مع بشار الاسد.
لکن المشکلة الرئیسیة التی لا تزال عالقة تتمثل فی ان اول خطوة کان ینبغی ان تتخذ من قبل القوات السوریة، وهی خروج هذه القوات المسلحة من المدن والمناطق التی تشهد اشتباکات والتی لم تتحقق حتى الیوم وهناک تقاریر متعددة ومختلفة من قبل المصادر الاخباریة التی تفید بان القوات العسکریة السوریة لا تزال متواجدة فی مختلف المدن السوریة ولا تزال الاشتباکات تحصد ارواح الضحایا. وعلى ایة حال وحتى انتشار تقریر الجامعة العربیة، لا یمکن التعویل على الاخبار والتصریحات التی یطلقها المراقبون وهنا تبرز ضرورة التزام الصبر والتریث حتى ذلک الحین.

* سفیر ایران السابق فی الاردن


30349

رمز الخبر 181496