تهدید ایران باغلاق مضیق هرمز فی ظل ظروف تسمح فقط ومن خلال انبوب مواز فی الامارات بنقل النفط الخام المنتج فی المنطقة بمقدار 2 ملیون برمیل یومیا اسهم فی ایجاد حالة من القلق على مستوى العالم بحیث ان مسؤولی الاتحاد الاوروبی اعربوا عن ردة فعل شدیدة ازاء مناقشة موضوع حظر الواردات النفطیة الایرانیة خلال اجتماع الـ 30 من ینایر الجاری.
ان مسؤولی دول مثل بریطانیا وایطالیا وبسبب اقتراب موعد عقد هذا الاجتماع المصیری شددوا على معارضتهم لرد الفعل هذا الذی یستهدف ایران وفی ذات الوقت لم یعلنوا عن رفضهم لهذا القرار، لذلک یبدو ان قرار حظر النفط الایرانی الذی من المقرر بحثه فی اجتماع الـ 30 من ینایر الجاری من قبل الاتحاد الاوروبی قد ارجئ الى الاشهر المقبلة بسبب تهدیدات ایران باغلاق مضیق هرمز وهذا یمثل بحد ذاته فرصة لایران لتجد من خلالها آلیات مناسبة لمواجهة الحظر النفطی.
فی غضون ذلک لا یزال القلق یراوح محله حول مساعی المسؤولین الامیرکیین الرامیة من خلال زیاراتهم المقررة الاسبوع المقبل، حمل کل من الصین والیابان على قطع تعاونهما مع ایران، لکن التصریحات الاخیرة لمسؤولی الیابان خففت من حدة هذا القلق ، لانهم اعلنوا مؤخرا انهم لن یرضخوا للضغوط الامیرکیة.
فمن جهة ومن خلال القاء نظرة على الاوضاع الاخیرة للیابان یظهر ان هذا البلد لا مناص له سوى استیراد النفط الایرانی، فحالیا یسد هذا البلد 10 بالمئة من احتیاجاته الیومیة من النفط الخام المستورد من ایران وذلک فی ظل ظروف تسببت فیها موجات التسونامی والزلزال المدمر الذی ضرب الیابان العام الماضی فی اعتماد الیابان على الوقود الاحفوری بدلا عن الطاقة النوویة واسهم فی زیادة استهلاک الیابان بشکل مطرد لهذا النوع من الوقود.
من جهة اخرى ینبغی على المسؤولین الایرانیین فی الوقت الراهن ایجاد حل للحصول على اموال النفط الایرانی من بلدان مثل الهند ، حیث واجه هذا البلد العام الماضی عراقیل فی دفع اموال النفط الایرانی وفی نهایة المطاف تم تسویة المشکلة عبر بنک ترکی، لکن یبدو ان هذا البنک ایضا قد اوقف معاملاته المالیة بین البلدین وینبغی على الجانب الهندی هذه المرة التفکیر فی حل جدید لتسویة هذه المشکلة، لذلک یتوجب على مسؤولی القطاع المصرفی والنفطی فی ایران مواکبة الجانب الهندی والبحث عن مصرف بدیل.
فی ذات الوقت وفی ظل خفض مستوى المخاوف بشان حظر واردات النفط الایرانی من قبل الاتحاد الاوروبی تسعى بعض البلدان التی لها مبادلات نفطیة وغازیة مع ایران الى الاصطیاد فی الماء العکر لایران واستیراد النفط والغاز الایرانی باسعار منخفضة اقل من اسعار السوق النفطیة.
وتعتبر ترکیا احدى هذه البلدان، حیث طالبت من ایران مؤخرا خفض سعر الغاز المرسل الى هذا البلد ، فی حین لو ان هذا البلد قرر ولای سبب کان فسخ الاتفاق الطویل الامد الموقع مع ایران فی مجال استیراد الغاز، فانه سیتحمل دفع غرامة مالیة ضخمة.
لذا ومن خلال الاجواء السائدة یبدو ان افضل سبیل لمواکبة هذا البلد لامیرکا فی تحرکاتها ضد ایران هو عرقلة سیر عملیة تنفیذ اتفاق استیراد الغاز الایرانی.
فی هذه الاثناء یعتبر التهدید باغلاق مضیق هرمز هذه الایام عاملا تسبب فی تقیید العدید من البلدان لمواجهة ایران الى جانب ان العدید من الدول الغربیة اعربت عن تراجعها على هذا الصعید. لکن لا یزال هناک مصدر قلق قائم وهو قیام هذه البلدان وخلال عام واحد من تغییر مصافیها النفطیة للافادة من مصادر نفطیة اخرى وایضا قیامها بخفض حجم استیراد النفط الایرانی، الامر الذی شهدناه بوضوح على مدى الاعوام الثلاثة المنصرمة.
لهذه الاسباب وفی هذه الظروف ینبغی على مسؤولی قطاع النفط الایرانی التوصل الى حل استراتیجی، وافضل سبیل لذلک هو وضع خطة وتعیین استراتیجیة على صعید قطاع النفط بحیث تمثل اهم اولویات الوضع الراهن، وهذا یتطلب مشارکة الخبراء من ذوی التجربة ودراسة لکافة العراقیل المتواجدة والمحتملة التی من الممکن ان تسهم فی اصابة الاقتصاد الایرانی بالشلل، لانه وفی حال بروز حالة طارئة یتعین على المسؤولین وکما واجهوا ازمة البنزین وضع استراتیجیة مناسبة لتنفیذها حال وقوع ای طارئ.
من هنا تبرز ضرورة تغییر بعض القوانین والقواعد النفطیة لصالح استراتیجیة الحظر ومنح الحریة لمسؤولی قطاع النفط لاتخاذ قرارات طارئة فی حال بروز ایة ازمة.30349