خبراونلاین - کتبت صحیفة کیهان فی مقالتها الافتتاحیة تحت عنوان "المقاومة المحدودة، الحصانة اللامحدودة" تقول:

 

ان امیرکا اشبه الیوم بفتوة یائس یقوم بالضغط على زناد اسلحته لاطلاق آخر الرصاصات المتبقیة له بصورة متهورة. ترى هل هو بعید عن العقل ان نفترض ان هذا الفتوة الذی بات خائفا الیوم حتى الموت وبالرغم من علمه بان عتاده قد شارف على الانتهاء الا انه لایستطیع التغلب على وسوسة اطلاق ما تبقى من رصاصات والقیام بتسییبها.

لقد کان جلیا للعیان ومنذ البدء ان الغرض من هذه الضغوط لا یمکن ان یکون برنامج ایران النووی، وان هذا البرنامج لیس سوى ذریعة ترمی امیرکا من خلاله التستر على تحقیق اغراضها الاخرى.

یمکن الاستنتاج من خلال مجموعة المعلومات التی لا محل لمناقشتها هنا انه (بالاضافة الى المواضیع السابقة) یتابع الامیرکان تحقیق 3 اهداف تکتیتکة هامة ضد ایران. اولها، انه من المهم للامیرکیین وعلى اعتاب اجراء الانتخابات المصریة تصویر انموذج الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة على انه انموذج مشوب بالازمات وفاشل، وهذا لا یمثل استراتیجیة دائمة لان الامیرکیین یعلمون جیدا بانه لا یمکن الاستمرار فی هذه اللعبة.اما ما یمثل اهمیة بالغة للامیرکیین هو تصویر الاوضاع فی ایران وعلى مدى تلک الاشهربانها حرجة ومتأزمة جدا. لذلک فان احد مصادر الخوف الامیرکی الذی لا سابق له تکمن فی امکانیة انتشار الانموذج الایرانی بصورة خارجة عن السیطرة.
ثانیا، ان الامیرکان یعولون بشکل کبیر على بدء جولة جدیدة من الاضطرابات السیاسیة والاجتماعیة فی الداخل الایرانی ویعتقدون ان انتخابات البرلمان التاسع تمثل بحد ذاتها فرصة لهم حتى یتمکنوا من خلالها بث الروح مجددا فی انموذج اضطرابات عام 2009 ولکن بصورة جدیدة. ومن هذا المنطلق تم الایعاز لتیار الفتنة بمقاطعة انتخابات البرلمان التاسع.
ثالثا، ان التصور الذی ینم عن حماقة لامیرکا تقریبا هو انه یمکنها من خلال تشدید الضغوط التی لا مثیل لها ضد ایران، حمل ایران على انتهاج احد خیارین اولهما الاستمرار فی حیاة النظام او اعادة النظر فی برامجها النوویة الاستراتیجیة، الصاروخیة والاقلیمیة. وان آخر تقییم للامیرکیین حول انموذج التعامل الایرانی هو ان ایران ستتراجع عن مقاومتها على ساحة سیاستها الدولیة فقط حینما تشعر ان هذه المقاومة من الممکن ان تسفر عن بروز ازمة فی الداخل، والان یتخیل الامیرکیون انهم یسیرون فی المسار الذی سیؤدی فی نهایة المطاف الى وصول ایران الى نتیجة ان استمراریة النظام تتعارض مع برنامجه الاستراتیجی ولا یمکن تسویة هذه القضیة الا عبر التخلی عن الخیار الثانی لصالح الاول.

ان الامر الهام هنا هو ان ایران وعلى صعید تحدید استراتیجیة امیرکا و تعیین استراتیجیة متبادلة لم ینتابها یوما التباطؤ او خطأ فی الحسابات. ان ایران تعلم انه اولا، یعتبر الجزء الاکبر من هذه اللعبة عملیات نفسیة وان الغرب بصدد اثارة الرعب والخوف اکثر مما هو بصدد القیام باجراءات عملیة. ثانیا، ان یدی الغرب مقیدتان اکثر مما یزعم، فالازمة الاقتصادیة المتفاقمة بالاضافة الى الازمات الداخلیة الشدیدة على اعتاب الانتخابات المشوبة بالتحدیات هی من المیزات العامة التی تتسم بها البلدان التی دخلت الیوم على خط المواجهة الاستراتیجیة مع ایران.

ان کافة هذه الاحداث تمثل رسالة لایران مفادها هو ان الدخول فی مرحلة المواجهة بالمثل والافادة من استراتیجیة التهدید مقابل التهدید سیتمخض عنها فی القریب العاجل الکشف عن قیود العدو واظهاره على حقیقته. الان بات جلیا انه وبالرغم من کافة الضجیج هناک خیارات امام ایران تخشاها امیرکا ولا تملک آلیات للتغلب على الرعب الناتج عنها. لذلک یعتبر موضوع السعی لخفض التوتر مع ایران او من الاصح القول التحکم بمستوى التوتر القائم والحیلولة دون الدخول فی ساحات الکشف عن قیود الاستراتیجیة الامیرکیة، یمثل نجاحا باهرا لاستراتیجیة التهدید  مقابل التهدید على الامد القصیر. وان الاشهر المقبلة وبنظرة شاملة یعتبر عام 2012 عاما حافلا بانتصارات اکبر من هذه بکثیر.

وفی هذا السیاق کتبت صحیفة واشنطن بوست الامیرکیة فی مقالة فی عددها الصادر الخمیس -19 ینایر الجاری- تعتبر رسالة اوباما لقائد الثورة فی ایران تعتبر مؤشرا على یأس امیرکا من مواجهة ایران عسکریا ومضت تقول ، بالرغم من اصرار نتانیاهو و ایهود باراک على عدم رفع الخیار العسکری من على الطاولة لکن یبدو ان اسرائیل على اطلاع تام بالتداعیات الهشة للهجوم العسکری على ایران وان رسالة اوباما – الرسالة الشفویة- ربما لم ترسل دون استشارة مسؤولی اسرائیل.


30349

رمز الخبر 181594