خبراونلاین – یعتقد حسین رویوران خبیر شؤون الشرق الاوسط انه فی حال قیام حماس بتصرف خارج اطار المقاومة ستواجه ردود افعال شدیدة من داخل المنظمة.

 

بدأ اسماعیل هنیة، رئیس وزراء الحکومة الفلسطینیة المنتخبة جولته الدوریة الى عدد من بلدان منطقة الخلیج الفارسی وکانت قطر اول من استضافه خلال هذه الرحلة. فی غضون ذلک، قیام هنیة بزیارة البحرین ولقاءه بآل خلیفة – العائلة التی عکفت خلال العام الاخیر على قمع الحرکة الشعبیة وقتل الشیعة ما اثار موجة من انتقادات  المجتمع الدولی ومنظمات حقوق الانسان – یعزز الشکوک حول احتمال ابتعاد حماس عن التطورات الراهنة التی تشهدها المنطقة وعن ایدیولوجیة المقاومة. لکن بعض المحللین ولعدة اسباب یرفضون هذه الفرضیة. ویقول حسین رویوران خبیر شؤون الشرق الاوسط : ان دعم القضیة الفلسطینیة یمثل اولویة لاعضاء حماس وان مسؤولی هذه الحرکة لا یرغبون بالتدخل فی شؤون ای بلد کان. وفیما یلی حوار مع رویوران حول اهداف زیارة هنیة ومکانة حماس فی الشرق الاوسط الجدید الیکم تفاصیله:
ترى ما هی اهداف زیارة هنیة للبحرین؟
نظرا لان فلسطین تعتبر بحد ذاتها استراتیجیة سیاسیة اجتماعیة، یفضل المسؤولون الفلسطینیون عدم التدخل بای شکل من الاشکال فی الشؤون الداخلیة لباقی البلدان وان موضوع دعم القضیة الفلسطینیة یمثل الاولویة الاهم لهم سواء کان هذا الدعم من قبل نظام مستبد او نظام دیمقراطی شعبی. لذلک تعتبر زیارة اسماعیل هنیة للبحرین فاقدة لای رسالة سیاسیة ولا ینبغی الحکم على ظاهر الامر. ان الموضوع الرئیسی هو کسب الدعم والحمایة للقضیة الفلسطینیة، حیث ان زیارة خالد مشعل لدول الخلیج الفارسی العربیة والاردن اتت ایضا فی هذا السیاق ویمکن تحلیلها وتفسیرها من هذا المنطلق.
ویمکن القول وبعبارة اخرى اکثر وضوحا، ان الموقف السیاسی موضوع، وکسب الدعم موضوع آخر. ان التوصل لاجماع على الصعید الدولی من قبل کافة بلدان العالم لدعم الفلسطینین یعتبر اهم ما فی الامر. من هنا یمکن ان تعتبر زیارة هنیة للبحرین، من قبل بعض البلدان امرا خارج المألوف، لکن ینبغی ان لا ننسى ان لا وجود لحکومة فلسطینیة بمعنى الحکومة المستقلة وهناک حکومات مؤقتة فقط فی فلسطین فی الوقت الراهن ، والامر المهم ایضا ان تحریر فلسطین لم یتم بعد اتمامه. لذا ومن هذا المنطلق یکون السلوک الراهن الیوم لا یمثل سلوک حکومة بل سلوک مختلف بالنسبة للحکومات.
ان قیام مسؤولی حماس بزیارات لبلدان مثل الاردن والبحرین یعزز الشکوک حول ابتعاد حماس عن موقف المقاومة.
کلا . لا وجود لای صلة بین جولات مسؤولی حماس وموقفهم السیاسی، لان حماس هی منظمة ایدیولوجیة لا مفر لها عند اتخاذها للقرارات من الرجوع الى اسس هذه الایدیولوجیة. ولهذا السبب لا یمکن القول ان ایجاد علاقات مع بعض النظم السیاسیة من الممکن ان یفضی الى تغییر مواقف حماس. ان حماس وفیما یتعلق بفلسطین لا بد لها من التحرک فی اطار ان فلسطین هی ارض الوقف الاسلامی ولا یستطیع احد التدخل او التصرف بها. لیس باستطاعة حماس اتخاذ مواقف خارج هذا الاطار ، انها منظمة ترتکز على الایدیولوجیة الاسلامیة وتعمل على اساسها وفی حال تصرفها بافعال تتعارض مع هذه الایدیولوجیة فانها ستواجه ردود افعال شدیدة لا سیما من داخل حماس ذاتها.

لقد قامت سویسرا مؤخرا بشطب اسم حماس من قائمة المنظمات الارهابیة. هل یعتبر هذا الامر تأییدا لتعدیل حماس من مواقفها الى حد ما؟
لا اعرف انه واستنادا لایة معاییر اقدمت الحکومة السویسریة على ادراج حماس ضمن المنظمات الارهابیة والیوم وفی ظل ایة ظروف قامت بشطب اسمها من قائمة المنظمات الارهابیة. لکن وبنظرة عامة تعتبر سویسرا بلدا محایدا ولها نهج وسیاسة تختلف عن الدول الغربیة. فمن جهة تعتبر حماس منظمة صوت لها غالبیة المجتمع الفلسطینی واذا کانوا قد اقدموا على اتخاذ هذا القرار فی وقت سابق فلا بد لهم واستنادا لنتائج هذه الانتخابات القیام بهذا العمل.

این ترى مکان حماس فی الشرق الاوسط المستقبلی؟
تعتبر حماس جزءا من تیار الاخوان المسلمین. وان الانتخابات التی جرت فی کل من تونس، المغرب ومصر اوصلت الاخوان المسلمین الى مسند القدرة والحکم فی هذه البلدان.فی ترکیا یحکم الاخوان المسلمون، فی بعض البلدان مثل الیمن والاردن هناک احتمال یرجح فوز الاخوان المسلمین. ان هذا مؤشر على ان مستقبل حماس مستقبل زاهر، یمکن تطویره. بامکان حماس فی المستقبل تبوء مکانة رفیعة، کما ان تطورات المنطقة وتغییراتها تصب فی صالح حماس، لذلک یبدو ان التحالفات والائتلافات فی المنطقة ستسهم فی بسط وتطویر حماس مستقبلیا.

30349
 

رمز الخبر 181686