ولدت وترعرعت فاطمة (س) فی بیت النبوة وفی ظلال الوحی، ورضعت من لبن خدیجة الکبرى (ع)، حیث کانت مظهر الایمان ومکارم الاخلاق.
لقد ولدت فاطمة (ع) وهی تحمل روح المصطفى محمد (ص) وأخلاقه فکانت الوارث والشبیه حتى قالت عائشة فیها: مارأیت احد أشبه سمتا وهدیا برسول الله (ص) فی قیامها وقعودها من فاطمة بنت رسول لله (ص) وکانت اذا دخلت علی النبی (ص) فقبلها واجلسها فی مجلسه ، کان النبی (ص) إذا دخل علیها قامت من مجلسها فقبلته وأجلسته فی مجلسها. (مستدرک الصحیحین) .
لقد أحب الرسول (ص) فاطمة وأحبَته، وحنا علیه وحنت علیه ، فلم یکن احد أحب إلى قلبه ولا إنسان أقرب إلى نفسه من فاطمة .
وکان صلى الله علیه وآله وسلم یؤکد بأحادیثه هذه العلاقة ویوضَح مقامها ومکانتها فی أمته.
فها هو الرسول الاکرم (ص) یعرَف فاطمة ویؤکد للمسلمین :
« فاطمة بضعة منی من أغضبها أغضبنی » البخاری
« إنما فاطمة بضعة منی یؤذینی ما آذاها » خصائص النسائی ومسند احمد.
وقال صلى الله علیه وآله وسلم « یافاطمة ألا ترضین أن تکونی سیدة نساء العالمین وسیدة نساء هذه الأمة وسیدة نساء المؤمنین». مستدرک الصحیحین والبخاری ومسلم والترمذی والنسائی.
وتکبر فاطمة علیها السلام وتشبَ معها حبَ ابیها لها، ویزداد حنانه علیها وتبادله هذه الحب والحنان، وتملأ قله بالعطف والرعایة فیسمیها (أم ابیها). اسد الغابة لابن الاثیر.
إنه النموذج القدوة من العلاقة الأبویة الطاهرة فی بناء شخصیة الابناء وتوجیه سلوکهم حیاتهم وتملأ نفوسهم بالحبَ والحنان.
لقد کانت تلک العلاقة المثل الأعلى فی رعایة الإسلام للفتاة والعنایة بها واحترامها ورفع مکانتها.
لم تکن تعابیر الرسول المصطفى (ص) عن حبَه لفاطمة ولاهل البیت حبه لهم، ناتجه عن عاطفة او علاقة عائلیة، فهو رسول الله (ص) الذی لاینطق عن الهوى، وهو الذی امر الله سبحانه وتعالى بالتأسی بسیرته والاقتداء به، فهو صلى الله علیه وآله وسلم لایحبَ ولایبغض إلا فی الله ولله .
نعم ان حدیث رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم عن فاطمة وزوجها أمیر المؤمنین علی بن ابی طالب وابنیها الحسن والحسین علیهم السلام، تردیدا لصدی الوحی المقدَس، صیاغة لمضمون القرآن الکریم الذی شهد لهم بالطهارة وسموَ المقام، فقد أنزل الله تعالى فیهم آیات بیَنات خصَهم بها، منها آیة التطهیر( الاحزاب /33 ) والمباهلة ( آل عمران / 61 ) والمودة ( الشورى / 32 9، وسورة الانسان ، وغیرها من ایات الذکر الحکیم .
فاطمة هی الکوثر والمجاهدة والبتول والصابرة المحتسبة والشهیدة، وهی حیة الى الابد فی ضمیر التأریخ ودنیا الاسلام وهی مثلا أعلى وقدوة شامخة ونبراسا للهدایة تتطلع إلیها الانظار وتسمو فی رحابها
النفوس.
فبورک یوم ولادتک یاسیدة نساء العالمین وبنت محمد وام ابیها یاکوثرالرسالیة المحمدیة ویا شذى الایمان واریج التقوى وأم الائمة الاطهار .
وبهذه المناسبة السعیدة تزف الوحدة المرکزیة للانباء أسمى آیات التهانی والتبریکات لنبی الرحمة وآله الاطهار سیما بقیة الله فی أرضه الإمام الحجة بن الحسین المهدی الموعود عجل الله تعالى فرجه الشریف والى قائد الثورة الاسلامیة سماحة آیه الله العظمی السید علی الخامنئی والى جمیع العلماء الکرام وشیعة آل محمد وکافة المسلمین والاحرار، سائلین العلى القدیر ان یعید هذه الذکرى العطرة على الامة الاسلامیة بالنصر والکرامة والعزة والامن والأمان انه سمیع مجیب.
30449