حشمت الله فلاحت بیشه

خبراونلاين – نظرا لمشاركة المرشحين والفئات السياسية المختلفة في ساحة المنافسة الانتخابية لعام 2013، فمن المتوقع ان نشهد انتخابات ثلاثية الاقطاب. بالطبع لا يعني هذا ان الاصلاحيين وتحت اي مسمى كان – سواء عامة الاصلاحيين او النسخة المعدلة عنهم – سيشاركون في الانتخابات. كما ان هذه التوقعات، لا تنفي احتمال وجود عدة مرشحين للاقطاب الثلاثة بل وترى انه وبالرغم من ان الاقطاب الثلاثة "الاصلاحيين"، "الاصوليين التقليديين" و"طيف الحكومة" ستعمل على تقديم عدة مرشحين مختلفين لكنها ستتفق في نهاية المطاف على مرشح واحد.
كما تستند هذه التوقعات على عدم استبعاد المرشح الرئيسي للاطياف الثلاث الامر الذي سيترتب عليه تخلي احد هذه الاطياف – اعني هنا الاصلاحيين وتيار الحكومة- عن خوض الانتخابات. وآمل ان لا تسفر السلوكيات التي ستنتهج مستقبلا عن التأثير بشكل ملموس على سير العملية الانتخابية وان يكون للاصلاحيين مرشح خاص بهم وان لا يذهب تيار الحكومة نحو اختيار مرشح يفتقد الى الاهلية اللازمة.
القطب الاول، طيف الحكومة
في طيف الحكومة ، نرى ان حكومة احمدي نجاد وكما هو حال الحكومات السابقة بل واكثر منها، تضع الانتخابات في اطار انها جزء من سلوكها ونهجها. وان احد اسباب هذه الميول الشعبية للحكومة هو نظرتها الى الاجواء الانتخابية وادارتها لهذه الاجواء بصورة انتخابية.
اذا ما كان مرشح الحكومة يتمتع بالشروط اللازمة للمنافسة الانتخابية، فهذا يعني ان الحكومة ترمي الى خوض الانتخابات بشكل اعتيادي اما اذا دخلتها من خلال مرشح تحيط به هالة من المشاكل ، فحينها هي ترمي الى ادارة الانتخابات خارج نطاق سيرها الاعتيادي.
القطب الثاني ، الاصلاحيين
سيتوصل الاصلاحيون على وجه التحديد الى الاتفاق على خيار موحد تحت شعار الادارة. حتى اذا ما تم ترشيح خاتمي عن هذا الطيف للدخول الى ساحة الانتخابات فانه سيأتي تحت شعار الادارة ايضا. سواء كان هو او "عارف" او اي مرشح آخر يحظى باجماع الاصلاحيين سيأتي تحت مسمى خطة عمل ادارية للسيطرة على الاوضاع القائمة.
القطب الثالث، الاصوليون التقليديون
ان طيف الاصوليين لطالما كان حاضرا في الانتخابات ويسعى الى اختيار الشخص الذي يطبق برامج الاصوليين بشكل اكبر. حيث نرى اليوم وجود تحالف تحت عنوان 1+2 . ان النهج النهائي للاصوليين في الانتخابات على صلة وثيقة بتشكيل تيارين مختلفين. كلما كان هناك عمل جاد من قبل الطيفين الآخرين – الاصلاحيين والحكوميين – في الدخول الى الساحة نجد الاصوليين يذهبون نحو اختيار مرشح واحد .
اما الامر الذي يفوق تصنيف هذه الاقطاب، فينبغي القول انه وعلى مستوى النظام تعتبر المشاركة القصوى للشعب في انتخابات رئاسة الجمهورية في دورتها الحادية عشرة هي الامر المهم بغرض تحسين المتطلبات الداخلية والظروف الخارجية. بالطبع ترتبط المشاركة الشعبية القصوى بانتخاب النظام للمرشحين الذين سيخوضون الانتخابات.
كما ينبغي القول ايضا انه وفي ظل الظروف الراهنة فان كل آراء الناخبين لن تتوزع على هذه الاطياف الثلاثة . لاننا نرى الان ان 30 -40 بالمئة من الشعب يعانون الاحباط بسبب الظروف المعيشية ونظرا لاعتقادهم بان تغيير الحكومات لن يسهم في تغيير مصيرهم الاقتصادي نجدهم يفتقدون لعزيمة المشاركة في الانتخابات. يمكن فقط من خلال خطة منسجمة ادخالهم الى الساحة. من هنا يعتبر الطيف الذي سيتمكن من حمل الناس على المشاركة والدخول الى الساحة هو الطيف الناجح.
بكل الاحوال اذا ما قرر اي طيف من هذه الاطياف الثلاث المضي قدما بشكل منطقي، ينبغي عليه الدخول الى الساحة من خلال خطة عمل ومرشح له سجل حافل وذو تأثير قوي.

رمز الخبر 183975