صرّح وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية عباس عراقجي إن الزيارات والمشاورات العديدة التي أجرتها طهران على مستويات رفيعة مع دول الجوار والمنطقة خلال الأشهر العشرة الماضية تُظهر عزم إيران على تعزيز الثقة والتعاون بين دول المنطقة بهدف ضمان الأمن الجماعي والداخلي وتحقيق أمن مستدام وشامل.

وأوضح عراقجي، الذي سافر إلى النرويج للمشاركة في منتدى أوسلو العالمي الثاني والعشرين، آراء الجمهورية الإسلامية الإيرانية حول مختلف قضايا السياسة الخارجية في خطاب ألقاه الأربعاء 11 يونيو/حزيران 2025.

وفي إشارة إلى احتلال الأراضي الفلسطينية منذ 80 عامًا وجرائم الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني، أكد أن مستقبلًا مختلفًا لمنطقة غرب آسيا لن يبدأ إلا بحل مستدام وعادل للقضية الفلسطينية.

وأدان عراقجي داعمي الكيان الصهيوني ووصفهم بالمتواطئين في جرائمه، وصرح قائلاً: "إن أوضح إخفاق للمجتمع الدولي خلال العقود الثمانية الماضية هو عجزه عن تحقيق العدالة وضمان الحقوق الأساسية والإنسانية للفلسطينيين، وقد كانت هذه القضية سببًا لاستمرار التوتر والأزمة وانعدام الأمن في منطقة غرب آسيا".

وفي معرض شرحه لمواقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية من القضية الفلسطينية، قال وزير الخارجية: "إن السياسة الثابتة للجمهورية الإسلامية الإيرانية تجاه القضية الفلسطينية هي دعم الحق المشروع للشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، ومعارضة الاحتلال الاستعماري والإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، وإقامة الدولة الفلسطينية الموحدة على أساس أصوات أصحاب فلسطين الأصليين".

وفي جانب آخر من كلمته، تناول عراقجي سياسة حكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية تجاه المنطقة، وقال: "إن الزيارات والمشاورات العديدة رفيعة المستوى التي أجرتها طهران مع دول الجوار والإقليم خلال الأشهر العشرة الماضية تُظهر عزم إيران على تعزيز الثقة والتعاون بين دول المنطقة بهدف ضمان الأمن الجماعي والداخلي، وتحقيق أمن مستدام وشامل".

وشدد على ضرورة تغيير الخطاب السائد في المنطقة من خطاب قائم على التهديد إلى خطاب قائم على الفرص، ومن منظور أمني إلى منظور قائم على التنمية والتعاون، قائلاً: "على الرغم من أن التدخل الأجنبي المباشر الذي كان قائماً في منطقتنا في الماضي البعيد، والذي كان يُمثل استعماراً سافراً، لم يعد موجوداً، إلا أن الواقع هو أن التدخلات العسكرية والسياسية للقوى العابرة للحدود أكثر تدميراً وزعزعة للاستقرار من الاستعمار التقليدي".

وفي إشارة إلى القواسم المشتركة العديدة والراسخة بين دول المنطقة، أكد وزير الخارجية: "بصفتها جيرانًا دائمين، يجب على دول المنطقة السعي جاهدةً لإنشاء منطقة آمنة ومتطورة بالاعتماد على التراث المشترك والروابط التاريخية والثقافية والدينية الوفيرة".

 كما استعرض عراقجي بإيجاز المفاوضات الجارية بين إيران والولايات المتحدة، وقال: "إذا كان التركيز على إنهاء العقوبات غير القانونية المفروضة على الشعب الإيراني بشكل فعال، وإذا كان الهدف هو ضمان الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني، فإن الاتفاق ليس في متناول اليد فحسب، بل يمكن تحقيقه بسرعة أيضًا. من ناحية أخرى، من الواضح أن طهران لا يمكنها بطبيعة الحال قبول استبعادها من القانون الدولي أو حرمانها من حقوقها الواضحة".

رمز الخبر 198129

تعليقك

You are replying to: .
2 + 3 =