الرئيس بزشكيان : العدوان "الإسرائيلي" على قطر هدفه تقويض الجهود لانهاء الابادة في غزة

قال الرئيس الإيراني "مسعود بزشكيان" : إن العدوان الوقح على قطر كان هجوما مخططا له مسبقا من قبل الكيان الصهيوني، بهدف تقويض الجهود الدبلوماسية لإنهاء الإبادة الجماعية في غزة.

جاء ذلك في كلمة أدلى بها الرئيس "بزشكيان"، اليوم الاثنين، خلال اجتماع القمة الطارئ لقادة ورؤساء الدول الاعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية حول العدوان الإسرائيلي الاخير على قطر.

وأضاف رئيس الجمهورية : إن هذا العدوان على الدبلوماسية، هو أكثر من مجرد جريمة، حيث شكّل إعلانا عمليا ووقحا بأن "القوة العسكرية هي الفيصل الآن، وليس القانون".

وتابع قائلا : للأسف، لقد ازداد إرهابيو تل أبيب وقاحة وشجاعة، بعد أن شعروا بالحصانة التي اكتسبوها إثر خيانة مماثلة للدبلوماسية، عبر شن حرب عدوانية على شعب بلادي.

واردف الرئيس بزشكيان : كيان الاحتلال تجاوز كل الخطوط الحمر، وعلى الدول الإسلامية أن تتحد في مواجهة هذا الكيان الغاشم؛ مبينا انه "ما من دولة عربية أو إسلامية بمنأى من هجمات إسرائيل ولا خيار أمامنا سوى توحيد صفوفنا ضد هذا الكيان".

وأكد، بأن العدوان الصهيوني على الدوحة الأسبوع الماضي، لا شك يعد إرهابا بامتياز، ويدل على أن كيان تل أبيب قد تخلى عن كافة القيود الأخلاقية أو الإنسانية؛ مضيفا، "أن هذا الهجوم لم يأتِ من فراغ، بل هو نتيجة الحصانة التي يتمتع بها هذا الكيان على مدى العقود الماضية، والتي أتاحتها بعض القوى الغربية".

وأوضح، أن "العالم شهد على مدى فترة طويلة بناء جدار من الدعم حول الكيان الصهيوني، وهو دعم تأسس حجرا تلو حجر من خلال الفيتو الأمريكي، والاتفاقيات الأوروبية، والنظام القضائي والدولي"؛ مشيرا إلى، أن "غزة عانت خلال العامين الماضيين (بفعل الكيان الصهيوني المدعوم غربيا) من جرائم فظيعة وضعت ضمير الإنسانية على المحك".

كما إشار إلى استشهاد أكثر من 64 ألف فلسطيني خلال أقل من عامين؛ مصرحا : لقد اكتفى العالم بالمشاهدة والإدانة في مواجهة هذه الجرائم، ورغم ان محكمة العدل الدولية اعتبرت أفعال الكيان الصهيوني إبادة جماعية، لكن آلة قتل هذا الكيان لا تزال تعمل، وقد وسعت الآن نطاق عملياتها إلى الأراضي القطرية.

وأضاف رئيس الجمهورية : يجب أن ندرك المسار الخطير الذي نواجهه اليوم؛ فقد قصف الكيان الصهيوني في عام 2025 عدة دول إسلامية، وكل هجوم وعدوان من هذا الكيان يتم تبريره على أنه "دفاع مشروع"، ويقابل في كل مرة بازدواجية معايير من الدول الغربية وإدانات جوفاء.

وصرح بزشكيان : يجب أن نذكر الشركاء الذين يساهمون في هذه الجرائم، عندما يتلقى كيان مارق الأسلحة والتمويل والدعم الدبلوماسي تحت أي ظرف، سيدرك بانه لا حدود امامه، وعندما تشل عمليات الفيتو والمعايير المزدوجة للنظام الدولي، فإن الحصانة تنتشر كالعفن وسيتذكر التاريخ ذنب داعمي هذا العدوان.

وتابع : نحن مدينون للشعب الفلسطيني، ولكل من يؤمن بالعدالة، بشيئين : وضوح الكلمات، والعمل؛ مبينا أنه "من باب وضوح الكلمات، فإنه يجب القول أن جرائم الكيان الصهيوني ليست أخطاء عابرة، بل هي جزء من عقيدة الهيمنة والتطهير وبث الخوف، اي ستراتيجية تطهير عرقي، وتوسع، وعدوان، يعززها تواطؤ أمريكي وبعض الدول الغربية".

واردف الرئيس الايراني : أما على صعيد العمل، فيجب القول أن مجرد التصريحات لا تنهي الإبادة الجماعية، بل يجب أن نعزل المعتدي، ونقطع عنه الأسلحة والتمويل، ونحاسب قادته في محاكم العدالة؛ مؤكدا على أن "هذه الإجراءات سوف لن تكون فعالة بدون الوحدة ولقد راهن الكيان الصهيوني على صراعاتنا وتضارب أولوياتنا".

واضاف : الاعتداء على الدوحة قلب الكثير من الحسابات والأفكار الخاطئة، وأظهر أن لا دولة عربية أو إسلامية بمنأى عن اعتداء كيان تل أبيب وقد يأتي الدور غدا على أي من العواصم العربية والإسلامية؛ مؤكدا بان "الخيار واضح، يجب أن نتحد".

وقال رئيس الجمهورية : فليعلم الكيان الصهيوني وداعموه أن الهجوم على الدوحة ليس علامة على القوة، بل فعل يائس ومستميت.. إن الكيان الذي يعوّل على مكانته لا يحتاج إلى قصف المفاوضين، لقد تجاوزتم كل الخطوط الحمراء!، وتجاهلتم كل منطق وقانون! وانتهكتم كل مبدأ من مبادئ السلوك المتحضر! لكنكم فعلتم شيئًا آخر عن غير قصد؛ أيقظتم الإرادة الجماعية للأمة الإسلامية، لذلك فإن تزييف صورة الضحية من جهتكم بات مكشوفا وعديم التأثير، العالم يرى ويسجل ويتذكر.

وختم رئيس الجمهورية الاسلامية تصريحاته بالقول : لقد أعلن الكيان الصهيوني الحرب على سيادتنا وكرامتنا ومستقبلنا، وردا على ذلك، نؤكد باننا "لن نرهب ولن نتفرق ولن نصمت، من رماد غزة، ستنهض العدالة، ومن تحت أنقاض المباني المدمرة في الدوحة وبيروت وطهران ودمشق وصنعاء، سيظهر نظام جديد، نظام لا يقوم على النفاق، بل على الوحدة الإسلامية، ولا على التفوق الصهيوني، بل على الأخوة والمساواة بين الناس؛ [من سمع رجلا ينادي : يا للمسلمين فلم يجبه، فليس بمسلم، ومن أصبح لا يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم]، يجب أن تبدأ محاسبة المعتدين ومعاقبتهم.

رمز الخبر 198354

تعليقك

You are replying to: .
2 + 7 =