خبراونلاین – مع تصاعد حدة الصراع فی سوریا، تتجه انظار الرأی العام مرة اخرى نحو مصیر هذا البلد. فبالاضافة الى الصراع القائم بین المعارضین وحکومة بشار الاسد فی ظل الاجواء السیاسیة التی تسود سوریا یتم الیوم طرح موضوع الاقتدار الجیوسیاسی.
ونرى الیوم وجود منافسة بین القوى الدولیة والاقلیمیة بغرض التغلغل فی الساحة المتوترة لهذا البلد. حیث قررت امیرکا الى جانب الدول الاوروبیة مثل بریطانیا وفرنسا وبعض الدول العربیة مثل السعودیة وقطر وایضا ترکیا ، قررت الاطاحة بحکومة بشار الاسد من خلال تسلیح المعارضین ودعمهم المالی والسیاسی. من جهة اخرى تعتبر ایران، روسیا والصین تغییر حکومة الاسد معناه السیطرة وبسط نفوذ الدول الغربیة ودول مثل ترکیا والسعودیة على مستقبل سوریا. لذا یبدو ان الاحتجاجات السلمیة للشعب السوری خلال الاشهر ال 21 الماضیة تحولت الى حرب بالوکالة حول نطاق نفوذ القوى الاجنبیة فی سوریا ولیس محدد بعد ، هل ان تغییر الحکومة السوریة سیتمخض عنه حصول شعب سوریا على الاقتدار والحریة ام ان القوى الاجنبیة المتورطة فی الاطاحة بالاسد ستعمل على صعود الحکومة المؤیدة لها؟.
فی سوریا وبالاضافة الى المسلمین فی الداخل، تقاتل مجموعات مختلفة من ضمنها القاعدة القادمة من بلدان مثل لیبیا، الیمن، السعودیة، افغانستان والشیشان بشکل مسلح. ویتم عادة توفیر سلاح هذه المجموعات من قبل الدول العربیة والاوروبیة فیما تقدم السعودیة وقطر معظم الاموال اللازمة لها. فی هذه الاثناء تتولى ترکیا مهمة ودور نقل هذه القوات وحتى تدریبها وتأهیلها ایضا. یعتبر مقتل عناصر القاعدة والجیش السوری موضوع یصب فی صالح الغرب. ان اهداف الولایات المتحدة فی الشرق الاوسط تتمثل فی تدمیر الجیوش المتبقیة من فترة الحرب الباردة وتدمیر جماعات مثل القاعدة حیث یقع هذان الامران على جدول اعمال البیت الابیض والبنتاغون. من وجهة نظر امیرکا یعتبر افراد القاعدة ارهابیون من دون فکر. لذا فان اطالة امد الازمة السوریة یعمل على المساعدة فی تضعیف القاعدة واضمحلال الجیش الکلاسیکی لهذا البلد.
من جهة اخرى ینبغی الالتفات الى ان اشتباک عناصر القاعدة فی الحروب المسلحة فی سوریا یصب فی صالح امیرکا، لانه عمل یسهم فی خفض العملیات التفجیریة والانتحاریة لهذا التنظیم ضد القواعد الامیرکیة فی العراق، افغانستان وباکستان. کما نرى من ناحیة اخرى عدم وجود ثقة من قبل المسؤولین الروس حول بقاء بشار الاسد فی السلطة ویبدو ان موسکو باتت تفکر رویدا رویدا بالحکومة التی تعقب حکومة بشار الاسد. ان الحکومة الروسیة تسعى الى انه فی حال وقوع تحول وتغییر اساسی فی سوریا، الى عدم التفریط بمصالحها التاریخیة التی ترتبط ارتباطا وثیقا بحکومة حافظ الاسد والد بشار الاسد ، والعمل على حفظ موطئ قدم لها فی منطقة البحر الابیض المتوسط، لکن یبدو ان امیرکا والحکومات الاوروبیة لا ترغب باستمرار النفوذ الروسی فی المنطقة وتعتبر اوضاع سوریا فرصة مناسبة لاعادة نفوذها وسیطرتها لا سیما فرنسا فی سوریا الجدیدة. لکن وبالطبع غیر محدد بعد انه ومع تغییر الحکومة السوریة، هل سنشهد مجئ حکومة جدیدة ذات ثبات فی دمشق؟، بل وحتى هناک احتمال یرح نشوب نزاع طائفی وقومی فی هذا البلد وجعله ساحة لحکومة جدیدة متذبذبة تخلف حکومة بشار الاسد. کما ان تأثیر الاوضاع فی سوریا على القضایا المتعلقة بفلسطین واسرائیل یستلزم تحلیلا مفصلا ومنفصلا .