تحدث قائد الثورة الاسلامیة آیة الله السید على خامنئی عن ماضی القوى السلطویة فی تنفیذ العملیات الارهابیة وکذلک سجلها الاسود فی الدعم المالی والاعلامی من جرائم الارهاب المنظمة وفی نفس الوقت تشدقها بمکافحة الارهاب، مؤکدا ان الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة تعتبر مکافحة ظاهرة الارهاب الشیطانیة، واجبا مؤکدا لنفسها وتواصل جهودها للتصدی لهذه الظاهرة بکل قوة.

واوضح آیة الله خامنئی فی کلمته بالمؤتمر الدولی لمکافحة الارهاب المنعقد بطهران، التی القاها نیابة عنه مستشاره فی الشؤون الدولیة علی اکبر ولایتی، ان الارهاب لیس ظاهرة جدیدة او ولید العصر الحدیث ولکنه صار اکثر خطورة واکثر ترویعا جراء انتاج الاسلحة المروعة ووقوع الابادات الجماعیة والکارثیة.

وصرح القائد، بان المهم فی هذا المضمار هو المحاسبات الشیطانیة للقوة التسلیطیة التی استخدمت الارهاب کاداة للتوصل الى اهدافها المشؤومة ووضعته فی جدول اعمالها ومخططاتها.

و اکد ان الذاکرة التاریخیة لشعوب المنطقة لن تنسى محاولات الدول الاستکباریة الرامیة لتنظیم مجموعات ارهابیة مثل المجامیع الصهیونیة الدولیة ومجموعات مماثلة اخرى لاغتصاب فلسطین و تشرید شعبها المظلوم من وطنه کما خلقت مجازر دیریاسین وما الى ذلک من عشرات الجرائم .  

واضاف : ان الکیان الصهیونی ومنذ تاسیسه ولحد الان، واصل تصرفاته الارهابیة داخل فلسطین وخارجها کما اعلن عن ذلک بکل وقاحة وان القادة السابقین والحالیین للکیان الصهیونی یفتخرون علنا بماضیهم الارهابی و حتى فی بعض الاحیان بمشارکتهم فی العملیات الارهابیة.

والمثال الاخر على ذلک هو الولایات المتحدة الامیرکیة التی خلفت سجلا اسود للغایة من الاعمال الارهابیة و کذلک الدعم المالی والتسلحی من جرائم الارهاب المنظمة فی دول المنطقة .

و اوضح آیة الله خامنئی ان هناک جرائم مثل هجوم طائرات امیرکیة  بدون طیار على العوائل العزل فی الاریاف و المناطق ذات الشریحة المحرومة بافغانستان وباکستان وجرائم شرکة بلاک واتر الامیرکیة فی العراق وقتل المدنیین والنخب العراقیة الى جانب مساندة العصابات المجرمة فی ایران و العراق وباکستان وکذلک جرائم اغتیال العلماء النوویین فی ایران بتعاون جهاز الموساد الصهیونی واستهداف طائرة الرکاب الایرانیة فی میاة الخلیج الفارسی وقتل نحو 300 من الاطفال والنساء والرجال الابریاء تشکل جانبا من هذا الملف الاسود وغیر قابل للنسیان.

وتابع القائد خامنئی قائلا : ان امیرکا و بریطانیا و بعض الدول الغربیة الاخرى وبسجلها الاسود فی تنفیذ العملیات الارهابیة، جاءت الان وتتشدق بمکافحة الارهاب ، ان الارهابیین الذین قاموا بابادة وقمع الاف الاشخاص الابریاء فی عقد الستینات، منها قتل 72 من النخب العلمیة والسیاسیة وکبار مسؤولی البلاد او استهداف رئیس الجمهوریة و رئیس الوزراء الایرانیین فی حادث اخر، نراهم الیوم یعیشون مرتاحین فی ظل دعم الدول الاوروبیة وقادتها.

وشدد قائد الثورة الاسلامیة ان التشدق بمکافحة الارهاب فی ظل ارتکاب مثل هذه الاعمال المروعة، ظاهرة وقیحة جدا.

و اکد آیة الله خامننئی ان قادة امیرکا و الدول الاوروبیة التابعة لها، یصفون فصائل المقاومة الفلسطینیة التی تبدی مقاومة مظلومة لانقاذ وطنهم، بالارهابیین، موضحا: ان هذه القراءة الخادعة عن الارهاب تشکل احد الاسس الرئیسیة لمشکلة الارهاب فی العالم المعاصر .

 وصرح بالقول: ان الارهاب و من وجهة نظر نظام الهیمنة هو عبارة عما یهدد مصالحها غیر المشروعة، انهم (الغربیون) یعتبرون المقاومین الذین یمارسون حقهم المشروع المتمثل فی التصدی للمحتلین والمعتدین، ارهابیین وفی المقابل لایصفون عصاباتهم الخبیثة والمرتزقة الذین یهددون ارواح الابریاء وامنهم بالارهابیین.

هذا ودعا قائد الثورة الاسلامیة المشارکین فی المؤتمر الى مناقشة مختلف ابعاد الارهاب وتقدیم قراءة صحیحة وشاملة عنه.

و ختاما اوضح القائد خامنئی : "اننا و اعتمادا على تعالیم الاسلام الحنیف الذی یولی اهمیة کبیرة للکرامة الانسانیة والذی یعتبر قتل شخص واحد بمثابة قتل جمیع الناس وبصفتنا شعبا تکبد خسائر کبیرة من الارهاب خلال العقود الثلاثة المنصرمة، نعتبر مکافحة هذه الظاهرة الشیطانیة واجبا مؤکدا لانفسنا ونواصل جهودنا للتصدی لهذه الظاهرة بکل قوة" .           

رمز الخبر 159296