وقال مهمان برست فی تصریح خاص أدلى به من نیویورک لقناة العالم الإخباریة مساء الأحد إن زمرة المنافقین لها باع طویل فی المجال الإرهابی، وقبل إنتصار الثورة الإسلامیة الإیرانیة أیضا کانت هذه الجماعة تقوم بأعمال إغتیال إستهدفت أمیرکیین، وبعد الثورة الإسلامیة إغتالوا أکثر من 16 ألف مسؤولا ومواطنا إیرانیا، ومن السوابق المخزیة لهذه الزمرة الإرهابیة أنها فی العراق وقفت الى جانب الرئیس المخلوع صدام لیحارب شعبنا.
الغرب لم یحارب الإرهاب ویدعمه
وأضاف: ما قامت به هذه الزمرة حولها الى أکثر المجموعات کراهیة فی نفوس الشعب الإیرانی وفی العراق أیضا، حیث قامت بأعمال إرهابیة متعددة وذلک فی ظل الدعم الغربی، وللأسف إن الدول الغربیة تدعی من جهة أنها تحارب المجموعات الإرهابیة ولکنها فی الواقع تدعمها، حتى أنها أقدمت مؤخرا على إخراج هذه الجماعة من قائمة الإرهاب التی هی وضعتها فیها، فی حین أنهم خلال السنوات الماضیة کانوا یتعاملون معها على أنها مجموعة إرهابیة، ولکن أزیل هذه الستار هذه المرة من قبل الساسة الأمیرکیین.
وتابع: إن مثل هذه الإجراءات لا تساعد على إنقاذ الوضع المضطرب لهذه المجموعات الإرهابیة، وإنما تکشف عن زیف واقع الأنظمة الغربیة لدى العالم، ویثبت ما کنا نؤکد علیه دائما أن الدول الغربیة تتعاطى بإزدواجیة مع موضوع الإرهاب وأنها لم تحاربه جذریا بل تستخدمه کوسیلة لتمریر غایاتها والوصول الى أهدافها.
وصرح مهمان برست قائلا: إن جماعة المنافقین الإرهابیة کانت تمارس وتواصل أعمالها الإرهابیة أثناء وجودها فی معسکر أشرف، وهناک ملفات ومطاردات قضائیة کثیرة فی العراق ضد هذه الجماعة، وهناک مسؤولون فی الحکومة العراقیة یتابعون هذه الملفات.
زمرة المنافقین شارکت بإغتیال العلماء النوویین الإیرانیین
وأضاف مهمان برست إن هذه الجماعة لم تکف عن أعمالها الإرهابیة، وربما أجرت نوعا من التغییر فی أدائها، وکان لها تدخل بالتعامل مع عناصر بالموساد فی إغتیال العلماء النووین فی بلادنا والأدلة متوفرة.
وحول إدعاء المسؤولین الأمیرکیین بأنهم إتخذوا قرار شطبهم من قائمة الإرهاب لأنهم غادروا معسکر أشرف وإختاروا معسکرا مؤقتا آخر، قال مهمان برست أن هذا الأمر غیر صحیح لأنه لن یستطیع أن یبیض وجه هذه الجماعة ویخرجها من واقعها الإرهابی، وهذا الإدعاء غیر مقبول مطلقا، لأن إخراج هذه الجماعة من معسکر أشرف لن یجعلها غیر إرهابیة، والشعب العراقی هو الذی طردهم من هذا المعسکر.
وصرح: إن مجموعة الضغوط التی تمارسها الدول الغربیة بزعامة الولایات المتحدة الأمیرکیة تهدف الى حمل شعبنا على التخلی عن مبادئه، وهم تحلیلهم خاطئ، ویعتقدون أن هذه الإجراءات التی یمارسونها لحین الإنتخابات الرئاسیة فی طهران فی السنة المقبلة، قد تؤدی الى إیجاد نوع من الإستیاء والتذمر لدى الشعب، ولهذا یریدون أن یستفیدوا من کافة الوسائل حتى یوتروا ویفاقموا الوضع الإقتصادی فی الداخل لعلهم یحملون الشعب الإیرانی على المعارضة والتخلی عن النظام.
تحلیل خاطئ للمسؤولین الأمیرکیین
وأضاف: إن هذا تحلیل خاطئ شهدناه طیلة الثلاثة والثلاثین سنة الماضیة منذ إنتصار الثورة الإسلامیة، من قبل المسؤولین الغربیین لاسیما الأمیرکیین، وهذه الأخطاء أدت الى ممارسة ظلم کثیر ضد شعبنا دون أن یحصلون على نتیجة، لأن الشعب الذی یکافح من أجل إستقلاله یتحمل کافة الصعاب والمشاق الإقتصادیة، وإیواء مجموعة إرهابیة لا تتمتع بأی قاعدة لدى شعبنا لن یثنیه.
جماعة خلق.. ظاهرة میتة
وقال: حتى المحللین الغربیین والمحللین الذی یعارضون نظام الجمهوریة الإسلامیة فی إیران، یعتبرون جماعة خلق بأنها ظاهرة میتة، وإن هذا الإجراء یبین أن هذه الجماعة ترید أن تنهی ملفها الأسود لأنها لا تتمتع بقاعدة شعبیة حتى بین الجالیات الإیرانیة فی الخارج وحتى لدى الشعوب الغربیة، لأن الجمیع على بینة من الممارسات الإرهابیة التی قامت بها هذه الجماعة.
وتابع: أن تکون هذه الجماعة تحت الدعم الغربی هذا الأمر لن یؤثرعلى الواقع وخاصة فی بلدنا، وإذا کان أفرادها لا یجرأون أن یظهروا أمام شعبنا وحتى فی خارج البلاد أمام الإیرانیین ولا یستطیعون أن یکشفوا عن إنتمائهم لهذه الجماعة الإرهابیة، فکیف بإمکانها أن تقدم على عمل سیاسی وهی قد طردت من العراق والحکومة والشعب العراقیان یضمران لها الکراهیة مثلما هو شعور الشعب والحکومة فی إیران.
إیران لم تجر أی إتصال مع أمیرکا
وأکد مهمان برست أنه لم تجرَ ای اتصالات مع المسؤولین الامیرکیین خلال زیارة رئیس الجمهوریة الایرانیة محمود احمدی نجاد و الوفد المرافق له الى أمیرکا ومشارکته فی أعمال الجمعیة العامة للأمم المتحدة فی نیویورک.
ونفى مهمان برست إجراء أی اتصال او لقاء او مباحثات مع المسؤولین الامیرکیین، مؤکدا أن اطار السیاسة الخارجیة للجمهوریة الاسلامیة واضح تماما.
وأضاف المتحدث باسم الخارجیة الایرانیة أن جمیع القرارات فی المواضیع الأساسیة للسیاسة الخارجیة تتخذ بتنسیق تام بین کبار المسؤولین فی البلاد وبإشراف قائد الثورة الاسلامیة.
وفیما یتعلق بهذا الخصوص (العلاقة مع امیرکا) قال مهمان برست: لم ولن تتخذ أی خطوات.
وتابع مهمان برست: بذلت جهود لرسم صورة عدائیة وغیر منطقیة عن بلادنا فی الرأی العام وفی القضایا الدبلوماسیة العامة، قائلا: إنهم صنعوا اجواء لا تسمح بایصال أفکارنا الى مسامع الشعب الامیرکی والدول الغربیة.
وقال مهمان برست إن زیارات رئیس الجمهوریة ومشارکته فی الجمعیة العامة للامم المتحدة توفر الفرصة والمناخ المناسبیْن لاجراء لقاءات مع وسائل الاعلام والنُخب الفکریة وطلاب الجامعات وزعماء الادیان المختلفة عن قرب فی هذا البلد، ونقل وجهات نظرنا الیهم بصورة واضحة.
وأکد المتحدث باسم الخارجیة: عندما نشرح مواقفنا ووجهات نظرنا بشکل کامل خلال هذه اللقاءات، نرى أنهم یدعمون سیاستنا وطریقة تفکیرنا وذلک إن دل على شیء فإنما یدل على انه نقلت قضایا غیر واقعیة للشعب الامیرکی والدول الغربیة عنّا من اجل ایجاد صورة سلبیة عن بلدنا.
وأشار مهمان برست إلى أنه لم تتوفر حتى الآن أرضیة للحوار مع الولایات المتحدة الامیرکیة نتیجة عداء الامیرکیین المتزاید ضد شعبنا على مدى التاریخ، إلا اذا اعترفوا باخطائهم السابقة وإعتذروا لشعبنا وسعوا الى ایجاد ظروف للاعتراف بحقوق الشعب الایرانی، وهذا ما یؤکد علیه کافة المسؤولین الایرانیین بمن فیهم رئیس الجمهوریة.
نتنیاهو.. موضوع للسخریة فی إجتماع نیویورک
وتطرق الناطق بإسم الخارجیة الایرانیة إلى تصریحات رئیس الوزراء الصهیونی بنیامین نتنیاهو أمام الجمعیة العامة للامم المتحدة فی نیویورک، وقال: "إن هذه التصریحات أصبحت موضوعا للإستهزاء خلال اللقاءات الدبلوماسیة المنعقدة على هامش إجتماع نیویورک، کما سخرت منها الصحف الامیرکیة ومعظم صحف الدول فی العالم".
وأضاف مهمان برست قائلا: "إن نتنیاهو هو شخص یمثل الإرهاب الدولی، أقدم على حرکة مضحکة أمام الجمعیة العامة للامم المتحدة، أدت إلى أن یسخر ویستهزئ منه الجمیع".
وأوضح مهمان برست أن نتنیاهو ینتقد البرنامج النووی الإیرانی الذی لم یخرج عن سلمیته أبدا، فی الوقت الذی یمتلک کیانه أکثر من 200 رأس نووی حربی، إضافة إلى تاریخ الکیان الإسرائیلی الحافل بالجرائم والإحتلال ضد الشعب الفلسطینی وأراضیه.
وأکد مهمان برست أن الکیان الإسرائیلی لم یراعی القوانین والمقرارات الدولیة بشأن فعالیاته النوویة، ولم ینضم إلى معاهدة حظر الانتشار النووی "ان بی تی"، ولم یسمح بتفتیش منشآته النوویة، مشددا على أن تل ابیب هی أکبر عائق امام "شرق أوسط خال من السلاح النووی".
إیران أعلنت سابقا رفضها لأی سلاح نووی
وقال مهمان برست: نحن أعلنا رفضنا لأی سلاح نووی، وقد صدر هذا الموقف من أعلى مرجعیة وهو القائد، ونحن نعتبر أن إستخدام هذا السلاح أو إمتلاکه بأنه أمر حرام، وهذا الأمر یرتبط بعقیدتنا نحن وجمیع المسلمین، وأعتقد أن هذا أکبر دلیل للذین لدیهم شکوک حول أنشطتنا النوویة السلمیة، ونحن على إستعداد رغم کل ذلک لحوار بناء.
وأضاف: نحن نعتقد أن مثل هذه الحوارات بإمکانها أن تفضی الى نتیجة متى ما کانت فی إطار یضمن الحقوق النوویة المشروعة ویتم الإعتراف بذلک، وفی المقابل أیضا نحن على إستعداد لإزالة قلق المجتمع الدولی، ومحادثاتنا مستمرة، آخرها کان إجتماع جلیلی مع أشتون، وأعتقد أن الامور رهن بما سیتخذه الطرف المقابل الذی لابد أن تتوفر لدیه إرادة جدیة.
تفاصیل التعرض لمهمان برست فی نیویورک
قال مهمان برست: فی إجتماعات الجمعیة العامة للأمم المتحدة ومشارکة قادة الدول خلال السنوات الأخیرة شهدنا بعض المحاولات الیائسة من جماعة المنافقین أثناء خطاب الرئیس أمام الجمعیة للسعی لجمع بعض الأشخاص للتظاهر، والعدید منهم لم یکونوا إیرانیین، ورغم کل المحاولات التی یبذلوها على مدى عام کامل، لا یتجاوز عددهم المئتین أو الثلاثمائة شخص لیهتفوا بالشعارات.
وأضاف: حسب القوانین فهؤلاء لا یحق لهم أن یتجاوزا الحدود المرسومة لهم أو یتحرشوا بأحد، وهذا العام وعندما کان الرئیس یلقی کلمة تجمع عدة أشخاص وکانوا یهتفون ببعض الشعارات، وبعد الخطاب عندما کان الوفد المرافق یغادر المکان وفی طریق العودة الى مقر الإقامة للإستراحة القصیرة، سعى عدد من هؤلاء لمضایقتنا وأبدوا سلوکا أوضح أسلوبهم أکثر لشعبنا وللشعوب الأخرى وللرأی العام الأمیرکی.
وتابع: إن هؤلاء یدعون أنهم یریدون أن یناضلوا ضد النظام ویستخدمون أبشع الأسالیب غیر الإنسانیة، وحاولوا القیام ببعض التحرکات وأعمال التحریض لینتجوا فیلما دعائیا لأنفسهم، ورغم کل هذا الأمر فإننا واصلنا طریقنا، وکنا نرید أن نتجنب المواجهة مع هؤلاء، ولکن کان هناک تساهل من شرطة نیویورک، رغم تحذیرنا، الى أن زاد عددهم وأثاروا ضجیجا، وبعدها تدخلت شرطة نیویورک وقامت بإبعادی والباقین من المکان.