وحسب مصدر عسکری متابع للعملیات فی حلب، فإن "معرکة تحریر الفرافرة اتسمت بالسرعة والمباغتة وتم حسمها مبکرا وسط ارتباک المجموعات المسلحة التی کانت تتمرکز فی الحی".
ویضیف المصدر فی تصریح لـ RT أن "تعاون أهالی الأحیاء المجاورة ومدهم الجیش والقوى الأمنیة بالمعلومات المتعلقة بأعداد وتحرکات المسلحین، أسهم فی نجاح العملیة المذکورة".
ویعتبر الحی الأول منذ سنوات فی المدینة القدیمة الذی یشهد عملیة عسکریة للجیش السوری یعنی تغییر الوضع الثابت (الاستاتیکو) السائد لفترة طویلة فی المدینة.
ویرى الخبیر العسکری من حلب الدکتور کمال الجفا أن "الجیش عازم على اتباع الاستراتیجیة ذاتها التی أثبتت فاعلیتها فی مناطق أخرى من سوریة عبر تقسیم الأحیاء الشرقیة المحاصرة إلى مربعات، وبالتالی فرض الاستسلام على المسلحین کما حصل فی داریا والوعر".
وأضاف "یبدو أن قرار الحسم العسکری للمسلحین الرافضین لأی تسویة تم اتخاذه وسط قناعة الجیش السوری بإمکانیة انهاء ملف حلب عسکریا فی ظل استمرار تعنت المسلحین وعدم الاستجابة لنداءات التسویة التی أطلقتها اللجنة الأمنیة فی حلب مؤخرا".
ویضیف الجفا أن "العملیات العسکریة التی یقوم بها الجیش السوری على أکثر من محور فی حلب یتسم بالبطئ والحذر الشدید نتیجة نقل الفصائل المسلحة مقراتها الى داخل الاحیاء السکنیة الاکثر کثافة، ما قد یؤدی إلى امکانیة زیادة الاصابات فی صفوف المدنیین کنوع من اتخاذهم کدروع بشریة".
وشهدت جبهة مخیم حندارات شمال حلب اشتباکات عنیفة بین مسلحی النصرة والفصائل الموالیة لها والجیش السوری الذی استهدفت مدفعیته تحصینات المسلحین وتحرکاتهم داخل المخیم وفی محیطه.
واستمرت الاشتباکات جنوبا عبر محوری الشیخ سعید والعامریة ومشروع الـ 1070 شقة فی الجنوب الغربی من المدینة.
کما واصل سلاح الجو السوری استهداف مراکز المسلحین على کامل الجبهة الشمالیة والشمالیة الغربیة للریف الحلبی فی بلدات کفر حمرا وحیان وقبتان الجبل ودارة عزة، إضافة إلى مناطق بعیدین والحیدریة وبستان القصر داخل المدینة.
وفی حماه شهدت الجبهة الشمالیة تصاعداً فی حدة الاشتباکات أجبرت الجیش على الانسحاب من قریة الشعثة فی الریف الشمالی الشرقی لیعود ویتمرکز بداخلها لاحقاً بعد صد هجمات مسلحی "جند الأقصى" المبایع لـ"داعش" والفصائل الحلیفة عبر محور الطلیسیة والزغبة.
کما استهدف الطیران رتلا للمسلحین على محور الکباریة بالقرب من معان فی الریف الشمالی.
أما العاصمة دمشق، فقد شهدت اشتباکات على أطراف حی برزة الخاضع لاتفاقیة مصالحة شمالا، إثر هجوم للمسلحین على مبنى الوسائل التعلیمیة استمرت لعدة ساعات لتعود الأمور إلى وضعها الطبیعی لاحقا بعد تدخل لجان المصالحة.
أما غربا فقد شهدت قدسیا "تقدما للجیش السوری عبر محور معمل أدویة الدیماس بعد انهیار المصالحة فی البلدة نتیجة اعتداء المسلحین على نقاط للجیش قرب منطقة الخیاطین"، حسبما قال مصدر عسکری لـ أر تی، مضیفا أن "الهدف من العملیة توسیع نطاق الامان بالنسبة للمناطق المجاورة دون اقتحام الحی".
أما فی الریف، فقد نجح الجیش فی توسیع نطاق سیطرته فی محیط رحبة الاشارة بعد اشتباکات عنیفة مع مسلحی جیش الاسلام فی غوطة دمشق الشرقیة والتقدم فی منطقة المزارع الواقعة بین الریحان وتل کردی مقتربا أکثر من مدینة دوما معقل الفصیل المذکور.
خطوة رد علیها المسلحون باستهداف ضاحیة الأسد السکنیة شمال دمشق بقذائف الهاون.
* سرکیس قصارجیان ــ روسیا الیوم