١ Persons
١٦ فبراير ٢٠١٩ - ١٥:٠٠
المعمّم الريادي والرجل المثابر/صور

الدكتور هادي الأنصاري

تربطني به علاقة قريبة منذ ما يقارب على عقد من الزمن مكنتني من التعرف على أنشطته وجهوده المضنية؛ فقد نجح، في عام 2012 وفي محاولة كانت أشبه بمغامرة ضحى من أجلها، من تسجيل ملكية الروضة العسكرية المطهرة، باسم ديوان الوقف الشيعي، وذلك حينما كانت مدينة سامراء تمر بظروف صعبة في ظل شبة سيطرة للمتطرفين السنة عليها، لكنه نجح في الأمر وتمكن، لأول مرة، من تسجيل ملكية الروضة العسكرية في دائرة التسجيل العقاري.

إنجاز لم يقدر عليه أحد من قبل، وقد حققه في ظل ظروف صعبة فدخل سامراء ونجح في تسجيل ملكية الروضة العسكرية، وفي طريق عودته إلى بغداد تعرض لمحاولة اغتيال نفذها بعثيون لكنه نجا من‍‍‍ها. نعم هذا المعمًم الریادي والرًجل المثابر هو الشیخ سامي المسعودي الذي أنجز أنجازات کثیرة في إسترجاع أسناد العتبات المقدًسة والمزارات وأراضی ها وموقوفاتها الموسًعة بعد اکثر من قرن .

وفي هذا المجال يؤكد السند الذي سجل في مديرية التسجيل العقاري في سامراء إن ديوان الوقف الشيعي هو المالك للروضة العسكرية المطهرة التي تبلغ مساحة أرضها حوالي 3 دونما.

الشيخ المسعودي كان قد أعلن في سنة 2011 تسجيل أرض العتبة الحسينية في مديرية التسجيل العقاري في كربلاء ليكون للعتبة المقدسة سند بعد مرور 14 قرنا على بناءها.

ومنذ أيام رئاسة السيد صالح الحيدري لديوان الوقف الشيعي، تولى حجة الإسلام والمسلمين الشيخ سامي المسعودي مسؤولية نائب رئيس الديوان للشؤون الإدارية والمالية، لكنك لم تكن تراه في مكتبه أبدا، فقد كان رجل الميدان بحق! يتنقل من مدينة إلى مدينة ومن عتبة إلى عتبة، يسترجع آلاف الدونمات من الأراضي الموقوفة للمزارات الشيعية في العراق بعد أن وقعت في القرن الماضي تحت تصرف الأشخاص وتحولت إلى ما تحولت من مخازن ومقاهي وما شابه من ذلك، فسجلها رسميا في دوائر العقارات ووضعها فيما وقفت لها.

ومن بين عديد هذه المزارات مزار الشيخ الكليني، ومزار السيد إدريس وسط بغداد، بعضها كان قد تحول إلى متجر أو مخزن، لكن كلها أخرج من يد المتصرفين بفضل جهود هذا الرجل البارع الذي لم يأخذه الخوف أبدا فأعاد تلك المزارات إلى ما كانت عليه، وكان أول من فحص ودقق كافة أسناد العتبات المقدسة والمزارات في العراق واسترجع جميع موقوفاتها.

وفي يوم افتتاح مرقد الشيخ الكليني الذي يقع في جانب الرصافة من بغداد بالقرب من المدرسة المستنصرية، أتذكر المشهد عندما بادر الناس إلى ذكر الصلوات والثناء عليه عند تعرفهم عليه حينما كنا نتوجه معه نحو المرقد من جهة السوق.

كما إني سمعت بإن عددا من المعاندين ممن كانوا يجاورون المرقد المقدس الذي غيروا استخدامه، قد أقدموا على السخرية منه بنظرات حاقدة حينما وقع نظرهم عليه، لكن رجل النضال والميدان هذا تابع مشواره وأهدافه دون الاكتراث لهم.

بعد ظهور المد الداعشي، ارتدى لباس الجهاد فأسس فصيلا من فصائل الحشد الشعبي (كتائب وعد الله) وواجه المحتل الأجنبي، وقد استهدفه الأعداء عدة مرات لكنه نجا من كل محاولة بمشيئة من الله، وقد أطلقت عليه ولا أزال، وصف الشهيد المتنقل أو الشهيد الحي كلما كنت ألتقيه في بغداد أو في جبهات القتال أطراف سامراء وتكريت.

ومنذ أن حقق إنجاز تسجيل السند التاريخي للروضة العسكرية في عقارات سامراء، رصد الأعداء مكافأة لاغتياله فتعقبوه ولاحقوه كل مكان لكنه كان تحت حماية الله تعالى وأهل بيته عليهم السلام وعلى هذا نحمده الله ونشكره.

بدأ الشيخ سامي المسعودي نشاطه منذ الثلاثين من عمره واليوم قد تخطي العقد الرابع من حياته، وفي ظل الظروف التي مر بها العراق، لم تقتصر جهوده في السنوات الأخيرة على منطقة أو مسؤولية محددة بل شملت المحراب والمنبر وسوح القتال حيثما اقتضت الحاجة.

أتذكر إنه وبعد إصدار سند ملكية الروضة العسكرية في سنة 2011 قدم إلى إيران والتقى بالعديد من مراجع الدين وكبار علماء الحوزة وكذلك بالشخصيات السياسية والاجتماعية وأهدى إليهم نسخة من ذلك السند المبارك الذي كرمني بنسخة منه تزين اليوم مكتبتي الشخصية.

وقبل أيام قليلة بادر سيادة رئيس الوزراء العراقي الدكتور عادل عبد المهدي إلى تكليفه بمنصب وكيل رئيس الهيئة العليا للحج والعمرة للشؤون الإدارية والمالية.

وأنا على أمل بأن يتوفق هذا الرجل الخدوم في خدمة حجاج بيت الله الحرام وزوار مرقد رسول الله صلوات الله عليه وقبور أئمة البقيع عليهم السلام، وكذلك في خدمة مدرسة أهل البيت عليهم السلام التي كرس حياته لها، فسدد الله خطاه وحفظه.

رمز الخبر 189153

تعليقك

You are replying to: .
1 + 9 =