ايران واليابان: تزاوج العقل الاستراتيجي بالعقل الكومبيوتري

في مفاجأة ملفتة اكد الرئيس الايراني حسن روحاني ان الضغوط الاميركية ضد شعب الجمهورية الاسلامية بلغت نهايتها لافتا الى ان واشنطن ستفقد من الآن فصاعدا قدرتها على التهديد .

هذه التصريحات وتزامنا مع زيارة رئيس الوزراء الياباني شينزو ابي تحمل بلاشك دلالات مهمة ومعطيات كبيرة في الفهم السياسي حيث ان اليابان المعروفة بوضعها العالمي المتميز وبالعقل الكومبيوتري لايمكن ان تتحرك اي خطوة الا وانها قد استحصلت على معطيات ومساحة عمل فاعلة للقيام بهذه الزيارة التي توصف بالتاريخية لايران .

انضمام اليابان الى فريق العمل الدولي المناهض للتهديدات الامريكية لايران وفرضها حصارا عدوانيا غير قانوني على طهران يؤشر بان في الافق تطورات حرية بفتح نوافذ تبشر بنوع من المتغييرات التي ستب حتما لصالح الدبلوماسية الايرانية .

اليابان لايمكن ان تتحرك بدون اوراق مؤثرة قد استحصلتها من الادارة الامريكية خاصة وانها تشعر بان مايجري من ضغوطات امريكية لايقتصر على ايران وحدها بل انه يطالها وانها ستتاثر من هذه التحركات والقرارات الامريكية المريبة .

وعلى ضوء ما اكدته طهران بان زيارة شينزو ابي قوبلت بعدم ارتياح من قبل اللوبيات الصهيونية في العالم انما تشكل مدخلا بان اليابان اتخذت قرارا استراتيجيا - وهذا يحدث لاول مرة - بانها ستدخل الساحة الدولية بمعطيات وبمقاسات واستراتيجيات جديدة تخرجها من الحالة الانطوائية السابقة ويحرر ارادتها اكثر لان تكون بلدا فاعلا في العلاقات الدولية .

ان زيارة رئيس وزراء اليابان شينزو آبي الى طهران مؤشرا لنهج ايران العقلاني في متابعة القضايا عبر الحوار وهي دليل على الثقة الدولية بها وانها مستمع جيد ولكنها في نفس الوقت تعرف كيف تنتزع حقوقها وكيف تتصرف مع الوضع الدولي بالحفاظ على مصالحها وعلى ثوابتها وتعزيز مكانتها الدولية.

ان طهران اكدت مرارا انها مع احترام القوانين والقرارات الدولية وانها تتشاور مع كل الاطراف الدولية بما فيها اليابان اضافة الى العلاقات الاقتصادية المتميزة والمتجذرة في نفس الوقت , وزيارة شينزو ابي لطهران تاتي في سياق زيارات لمسؤولين من دول اوروبية مثل المانيا وسيقوم رئيس الجمهورية كذلك بزيارة الى الخارج من قبيل كازاخستان للمشاركة في اجتماع منظمة شنغهاي للتعاون حيث سيلتقي العديد من كبار مسؤولي الدول الاخرى مثل روسيا والصين.

لقد بات واضحا ان تصعيد التوتر في المنطقة هو من جانب الامريكان الذين يعملون على اثارة المشاكل لذا فان حضور رئيس وزراء اليابان شينزو آبي في طهران هو حصيلة للنهج العقلاني لايران التي تتابع القضايا عبر الحوار.

ان زيارة ابي لطهران هي الاولى لرئيس وزراء ياباني منذ انتصار الثورة الاسلامية وان الجانبين الايراني والياباني استبقا هذه الزيارة بتصريحات تعبر عن التفاهم المشترك لاهمية العلاقات الثنائية بين البلدين اضافة الى العمل المشترك لنزع فتيل الازمات المحتدمة في المنطقة والعالم .

كما ان اليابان حريصة على مصالحها وان التوتر الامريكي في العالم انما يستهدف اليابان في جزء منه سيما وان اليابان لها مصالح كبيرة وضخمة مع ايران لذلك تحاول اليابان البحث عن مخرج لانقاذ الاتفاق النووي كما فعلت المانيا سابقا ودول عديدة بدات تتحرك في هذا السياق .

ومن هنا يجب التاكيد ان زيارة المسؤول الياباني لطهران هي مصلحة مشتركة للبلدين وهي تاتي في اطار تعزيز المناخ السلمي في العالم كما انها تكشف في جانب منها عدم رضا الدول الصناعية الكبرى من سياسات واشنطن التصعيدية التي لها تاثير خطير على مجمل الوضع الدولي مما دفع الكثير من دول العالم لاستشعار هذا الخطر الداهم الذي تمثله سياسات ترامب غير المعقلنة .

رمز الخبر 189699

تعليقك

You are replying to: .
2 + 3 =