٠ Persons
٨ يوليو ٢٠١٩ - ١٨:٤٣
على بومبيو أن يرفع العصابة عن عينيه

قال وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو في تغريدة على "تويتر": ان توسيع إيران لبرنامجها النووي سيؤدي إلى مزيد من العزلة والعقوبات، ويجب على الدول استعادة المعيار السابق لبرنامج إيران النووي والمتمثل في منعها من التخصيب.

يقول علماء النفس ان التعصب يعني وضع عصابة مشدودة على العينين، فالمتعصب لا يرى لا لأنه أعمى بل لأنه لا يريد أن يرى، وهذا أشد من العمى فهو لا يرى إلا نفسه و لا يسمع إلا أفكاره ولا يقبل من يختلف معه أو عنه.

هذه الحالة النفسية المرضية، هي القاسم المشترك للفريق المتطرف والمتعصب الذي يحكم اميركا اليوم، وافضل من يمثله ترامب وبومبيو وبولتون، فهؤلاء يرفضون الواقع، لانهم لا يرونه اصلا، ويبنون لهم واقعا مزيفا، لذلك يغلب على سياستهم طابع الطيش والفوضى، وعادة ما تأتي بنتائج عكسية، وشهد العالم تداعياتها المريرة على مدى اكثر من عامين، على وصول هذا الفريق المتطرف والمتعصب والعنصري الى البيت الابيض.

اليوم وبعد ان اعترف العالم كله بحق ايران في امتلاك برنامج نووي سلمي، والاتفاق النووي الذي وقعته ايران مع القوى الست الكبرى في العالم ومن بينها اميركا عام 2015 ، كان آخر اعتراف اممي بهذا الحق، وصادق عليه مجلس الامن الدولي بالقرار 2231 ، فهو حق اكتسبته ايران بعقول علمائها وبسواعد ابنائها، ولا تستطيع اي قوة في العالم حرمانها من هذا الحق.

الرئيس الاميركي السابق باراك اوباما اعتراف وبشكل صريح، انه كان يتمنى تفكيك آخر مسمار في البرنامج النووي الايراني، الا ان هذه الامنية لا يمكن تحقيقها على ارض الواقع، لانه يعلم علم اليقين ان الايرانيين امتلكوا ناصية العلوم وتقنياتها، وبالتالي لا يمكن حرمانهم من هذه العلوم فهي في عقولهم واطوع لهم من بنانهم.

اليوم يخرج علينا وزير خارجية ترامب، ورفيق درب بولتون، مايك بومبيو ليرد على الخطوات القانونية والمنطقية والمتدرجة التي تتخذها ايران، بعد انسحاب اميركا من الاتفاق النووي، وتنصل اوروبا من الالتزام بتعهداتها المنصوص عليها في الاتفاق، برد اخرق، يعكس مدى تعصبه الاعمى ضد ايران، الذي افقده رؤية حتى اكثر الاشياء وضوحا، حيث دعا الى منع ايران من تخصيب اليورانيوم.

الملفت ان اميركا ، ترامب وبومبيو وبولتون، التي نقضت الاتفاق برمته بعد الانسحاب منه، رغم مناشدة العالم لها وخاصة اقرب حلفائها، في البقاء فيه، نراها اليوم تدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للاجتماع من اجل مناقشة "انتهاك" ايران لبعض بنود الاتفاق!، بل وذهبت الى ابعد من ذلك ، حيث دعت على لسان بومبيو، الى منع ايران من تخصيب اليورانيوم، بسبب تلك "الانتهاكات"، بينما لم تترك اميركا، خلال العامين الماضيين، من صفة سيئة الا والصقتها بهذا الاتفاق.

رغم الثقل العسكري والاقتصادي والسياسي لاميركا في العالم، الا انها اليوم معزولة ومنبوذة حتى من قبل اوروبا واقرب حلفائها، بسبب سياسات فريق ترامب الطائشة وغير المدروسة، وخاصة فيما يخص الاتفاق النووي، فالعالم كله شهد لايران، وفي مقدمته الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التزامها الكامل بالاتفاق النووي، رغم تنصل كل الاطراف الاخرى من الالتزام بتعهداتها، لذلك فهي تمتلك كل الحق، وفقا لبنود الاتفاق، ان تخفض التزاماتها تدريجيا، مانحة بذلك فرصة اخرى للاطراف المتبقية في الاتفاق، من اجل تفعيل دورها في الاتفاق عبر الالتزام بتعهداتها التي قطعتها لايران، في اطار الاتفاق.

اخيرا على بومبيو ان يرفع العصابة عن عينيه ليرى الواقع كما هو، فايران ستتدرج باجراءاتها كل شهرين، غير آبهة بتغربداته، وهذه الاجراءات التي بدأت بزيادة كمية اليورانيوم المخصب، وزيادة نسبة التخصيب، قد تنتهي بالخروج الكلي من الاتفاق، ما لم تلتزم باقي الاطراف بتعهداتها.

*قناة العالم

رمز الخبر 189852

تعليقك

You are replying to: .
4 + 11 =