مبادرة روحاني؛ الطريق الأقل تكلفة لتحقيق الأمن العالمي

طرحت إيران مبادرات عملية على طريق السلام والأمن الدوليين، على عكس الأمريكيين الذين يغلقون كل أبواب الأمل، بتصعيد الحظر غير المجدي، هذه المبادرات يمكن أن تنقذ دونالد ترامب و حلفائه الإقليميين من الظروف الشاقة التي أوجدوها.

أولى المبادرات عندما أعلن قائد الثورة الإسلامية الأسبوع الماضي، أن الحكومة الأمريكية ستكون قادرة على المشاركة في المفاوضات في إطار الاتفاق النووي، إذا عادت الى الاتفاق، هذا هو الحل القابل للتطبيق للمأزق الذي فرضه ترامب على نفسه، لمعرفة ما إذا كان يمكن ان يستفيد منه.
المبادرة الثانية قدمت من قبل الرئيس الإيراني حسن روحاني عشية زيارته إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي تقترح حلا شاملا وعمليا لأزمة المنطقة، والتي يطلق عليها "مبادرة هرمز للسلام"، كما مد يده إلى حكومات المنطقة لحل مشاكل الأمن الإقليمي.
هذه المبادرات، تقدم في وقت تمر المنطقة بأزمات كبيرة، حيث تعثرت جميع الطرق ووصلت الى طريق مسدود، هذه المبادرات تنير الدرب لتحقيق فرجة في السياسة بالمنطقة، هنا يطرح هذا السؤال : فيما إذا كان بوسع دول المنطقة اغتنام هذه الفرصة الذهبية بدلا من إهدار الموارد وجر المنطقة إلى الحرب؟
حتى الآن، لم تنجح الحلول التي قدمها ترامب وحلفائه في المنطقة ؛ لا الهجوم العسكري الأمريكي الباهظ الثمن ولا الهجمات السعودية الوحشية على اليمن وأبادة الأطفال والنساء ؛ معرفة السبب وراء هذا الفشل ليس صعبا، لأن الوضع العالمي قد تغير في القرن الحادي والعشرين، و العالم تخطى الأحادية التي تتبناها واشنطن، حيث تغيرت قواعد اللعبة وأصبح الاقتصاد العالمي يبحث عن مخرج من الدولار، لهذا السبب يمكننا القول أن الكرة الآن في ملعب ترامب وحلفائه في المنطقة لاجتياز هذه المرحلة بتكلفة أقل.
كما أعطى أنصار الله اليمنيون، فرصة أخرى للسعوديين لوضع حد للحرب اليمنية في أقرب وقت ممكن وحل الأزمة، خاصة بعد الهجمات العنيفة على المنشآت النفطية السعودية.
اليمنيون ورغم قبولهم المسؤولية عن الهجمات على أرامكو، حذروا من أنهم سيوجهون ضربات أشد للسعوديين، إذا استمرت الهجمات السعودية على المدنيين في اليمن، من ناحية اخرى فان الوقت ليس مناسبا لاسقاط المسؤولية على الاخرين واهدار الوقت.
الآن أصبحت الشروط الجديدة والمبادرات المقترحة مطروحة على الطاولة، في الوقت الذي بات الوضع الحالي خطيرا ولا يمكن التنبؤ به.
يعلم جميع المحللين وحتى القادة الإقليميين أن غرب آسيا والشرق الأوسط لم يعد يتحمل خوض حرب جديدة، والآن وصل الوضع في المنطقة إلى أعلى مستوى من التوتر، وإذا أدى المسار الذي نسلكنه اليوم إلى الحرب، فسيتضرر الجميع ولايمكن ان يكون هناك منتصرا.
الأمريكيون، الذين كانوا يؤججون المنطقة هذه الأيام، لم يبدوا رغبة في إنهاء الأزمة، بالاضافة الى ذلك هم يعانون من الفوضى والاضطراب في اتخاذ القرارات ولديهم متشددين في البيت الأبيض، في حين ان استمرار الوضع الراهن، لايتلاءم أيضا مع مصالح الأميركيين ؛ فالحقيقة هي أنه مع استمرار الأزمة، تتفاقم نقاط الضعف العسكرية لهذه القوة العظمى، وفي حالة نشوب حرب محتملة، لن تتعرض مصالح امريكا للخطر فحسب، بل ستواجه أعداد كبيرة من قواتها الخطر.
بعد كل ماذكر، فان الكرة الآن في ملعب أمريكا وحلفائها، هل ستنتهز الفرصة لضمان الأمن العالمي؟ هذا هو السؤال الذي سنجيب عليه في الأيام المقبلة.

رمز الخبر 190193

تعليقك

You are replying to: .
5 + 0 =