٠ Persons
٢٥ أبريل ٢٠٢٠ - ١٩:١٧

رمضان ودعم الفقراء في أزمة کورونا

محمد شریعتمداري/ وزير التعاون
رمضان ودعم الفقراء في أزمة کورونا

وباء کورونا العالمي کباقي الأمراض المعدیة تستهدف الیوم وبشکل کبیر جمیع مکونات الحیاة علی کافة الأصعدة الفردیة والاجتماعیة والجسدیة والنفسیة.

والأنکی من ذلک أن کورونا ظاهرة غیر معروفة لا یمکن توقع حجم أضرارها وآثارها السلبیة. لکن الأمر المسلَّم به والذي لا یشکک فیه اثنان هو أن وطأتها أثقل ما تکون هي علی حیاة الفقراء والمحرومین. وفي مثل هذا الحین الذي نستقبل فیه غرة شهر رمضان الفضیل والذي قد واجه فیه المواطنون تأثیرات کبیر علی حیاتهم الاجتماعیة والاقتصادیة بسبب أزمة کورونا فقد أصیب الآلف من الإیرانین بهذا الداء وفقدَ بضعة الآلف منهم أرواحهم وخسر العدید منهم ما یوفرون به معاشهم من مهن وحرف.

النظرة الإسلامیة  في مثل هذه الظروف في مواجهة الأضرار والدمار الناجم عن الکوارث والمصائب والتي ترسم لنا بعض المناهج التي تنتج من قلب الدمار الحیاة وتصنع من الخراب العمران تشیر إلی تعدیل أسالیب الحیاة الفردیة والاجتماعیة بما ینسجم مع الظروف الراهنة لتقلل من أضرارها.

من جانب آخر فإن  تعایش الفرد وطریقة حیاته وأسلوبه الروحاني والإیماني یتغیرعند وقع المصائب والکوارث أو قبل وقوعها أو بعد ذلک حسب ما تملیه الظروف.

هذا التغییر قد یجر المجتمع نحو الصعود والأوج أو السقوط  والإنحطاط وأن للنسیان والغفلة عند مثل هکذا ظروف بعض النتائج المختلفة. فمثلا الاشتغال بالأمور المادیة والغفلة عن القلوب وتعمیرها بالإیمان عند المصائب والکوارث تعد من ثمرة الکوارث والمصائب السلبیة للمجتمع المتدین عند حلولها.

في المقابل بإمکان المؤمنین الذین جربوا الکثیر من أحداث الحیاة وتقلباتها والاختبارات الإلهیة أن یکثفوا نشاطهم للحصول علی رضوان الله.

کما أنهم في مثل هذا الظرف وبالتزامن بین شهر رمضان وأزمة کورونا  أن یستخرجوا من أعماق التهدید فرصة للاستثمار.

علی سبیل المثال؛ تعطیل بعض الأعمال فرصة سانحة للاستفادة من الوقت للتقرب إلی الله تعالی زلفی وأیضا إغاثة الملهوف والفقیر والمعوز  في الظروف الراهنة فرصة کبیرة أخری للمؤمنین ؛ حتی أنه في الثقافة الدینیة وآدابها قد ورد أن إعانة المحرومین الذین هم عیال الله شرط من شروط النیل برضا الله تعالی.

في الحقیقة رمضان السنة بإمکانه أن یتبدل إلی فرصة عظیمة وکما صرح قائد الثورة هو مناورة وسیعة لمساندة المستضعفین والمحرومین الذین یستهدفهم وباء کورونا العالمي أکثر من أي طرف آخر.

وهذه حقیقة دینیة واضحة أن مکافحة الفقر "مکافحة شاملة": "اللهم أغن کل فقیر. اللهم کل جائع. اللهم اکس کل عریان.".

وکذلک جاء في القرآن أن من سمات التکذبین بالدین أن یکون المرء غیر مبالٍ بأمر المحرومین "أرأیت الذي یکذب بالدین. فذلک الذي یدع الیتیم ولا یحض علی طعام المسکین" ویضیف أیضا "وفي أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم".

في هذا الإطار تؤکد جمیع الإجهزة الحکوکیة علی مساعدة الفقراء ودعمهم.

وعليّ هنا أن أذکر أنه ینبغي للجمیع من خلق ملحمة جدیدة عبر دعم المحرومین ومکافحة تبعات أزمة کورونا.

رمز الخبر 190932

تعليقك

You are replying to: .
7 + 0 =