٠ Persons
١٧ يناير ٢٠٢١ - ٢٢:٣٥
أزمات متصاعدة في عدن

تحل الازمات على عدن مجددا، وكأن المدينة التي ظلت على مدى السنوات الست الماضية من عمر الحرب على اليمن ساحة صراع بالوكالة لم يحن الوقت بعد لتستقر على الرغم من تقديمها كل التضحيات في سبيل ذلك.

اليوم يعود المشهد ذاته الذي يتكرر في كل منعطف تمر به المدينة. ازمات لا تنتهي  ومستقبل لا يعرف مداه. فالمدينة التي كانت تنفست الصعداء مع وصول الحكومة الجديدة قبل 3 اسابيع ، عادت مجددا لتنطوي على نفسها  وقد رأت في الاتفاق الأخير بين وكلاء الصراع المحليين مجرد سراب اخر، فلا الكهرباء  تحسنت ولا المياه عادت إلى مجاريها  والاعباء تراكمت مثقلة كاهل مواطنيها وتلك احتياجات اساسية كان النهوض بها كفيلا بإزالة غبار الحرب التي لم تنتهي عن شوارع المدينة.
كان يفترض أن تقطع عدن شوطا لابأس به على الاقل في قطاع الخدمات المنهار اصلا منذ بداية الحرب في العام 2015،  مع وصول الحكومة التي وعدت قبل عودتها بأحلام وردية لسكان المدينة، لكن ما يجري يتناقض تماما مع ما قيل والاسواء أن المدينة تبدو في طريقها إلى نفق اخر بدأ توا.
فعلى واقع التوتر الاخير بين فرقاء السلطة "الانتقالي وهادي"  تفاقمت الازمات فحل الظلام مع اعلان الكهرباء خروج محطة الحسوة، كبرى محطات توليد الطاقة في المدينة، عن الخدمة، وغالبا ما يكون مثل هذا الخروج في هذا التوقيت الذي تقف فيه المدينة الساحلية  على عتبة  فصل الصيف مفتعلا وذات اهداف تتعلق بالفساد والسلطة، لكن ليست الكهرباء وحدها المشكلة الان  فخلال الساعات الماضية هزت المدينة موجة من انهيار الخدمات شملت انقطاع المياه عن الاهالي وحتى خدمات الاتصالات النقالة عن بعض احيائها ناهيك عن الانهيار المستمر للعملة المحلية  والاسعار المرتفعة للمواد الغذائية.
لم يكن هذا المشهد جديد على سكان عدن الذين تجرعوا على مدى السنوات الست الماضية مرارة الصراع بين الفرقاء الجنوبيين، و هو في الاصل انعكاس طبيعي لحالة الصراع الحالية التي بدأتها الامارات باستدعاء المحافظ المطالب باستقرار المدينة عبر اخراج الفصائل المسلحة وفتحها في وجه كافة اليمنيين وهدفها أن لا تخرج المدينة إلى النور لترد عليها السعودية  بخطوات تصعيدية بدأت عبر تعينات هادي وتغذية انقسام الانتقالي رغم خطورة مثل هذه الورقة التي تسعى الرياض من خلالها لإحكام وصايتها على المدينة.

رمز الخبر 191747

تعليقك

You are replying to: .
7 + 7 =