السيد نصر الله: معركتنا هي إلحاق أكبر قدر من الخسائر المادية والبشرية بالعدو لنفرض عليه الهزيمة

قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في ذكرى القادة الشهداء، على الأمريكيين والصهاينة أن يعرفوا أنهم في فلسطين أيضًا أمام شعب لن يتراجع مهما بلغت التضحيات ومهما بلغ البذل، المقاومة في لبنان تملك من القدرة الصاروخية الهائلة والدقيقة ما يجعل يدها تمتدّ من كريات شمونة إلى إيلات.

 انه قال السـيـد نـصر الله في إحيائنا اليوم نشعر أننا أكثر تثبيتا في ساحة التضحيات عندما نتذكر السيـد عباس وأم ياسر والشيخ راغب والحاج عماد ،هذه المسيرة والمقاومة من صفاتها وممزاتها الأساسية أن علماءها وقادتها تقدموا ليكونوا شهداء وأحيانا مع عائلاتهم الشريفة .

واضاف ان السيد نصر الله: لو كان قادتنا اليوم هل كان سيكون موقفهم هو الحياد؟ كان موقفهم هو الدعم والإسناد والنصرة والضغط والمساندة لمنع العدو من تحقيق أهدافه وينتصر المظلومون في غزة وفلسطين،المجاهدين الطبيبن والناس الشرفاء لم يضعفوا ولم يهنوا ولم يتراجعوا ولم يشكوا في صحة طريقهم وأهدافهم وخياراتهم وواصلوا الطريق وحفظوا الوصية "حفظ المقاومة هي الوصية الأساس" .

واضوح ان ما حصل من مجازر صهيونية بحق المدنيين في الجنوب مؤخرًا كان متعمدًا. مضيفا تضحيات حركات المقاومة لا تنطلق من حالة انفعالية أو رد فعل مؤقت بل من الوعي والبصيرة والمعرفة بالأهداف.

وقالت السيد نصرالله ان العدو الذي يظن أنه بقتله لقادتنا ومجاهدينا أو إخفائه لقادتنا وأن هدمه للمنازل وحرقه للحقول ممكن أن يجعلنا نضعف أو نتراجع أبدًا، نحن في قلب معركة حقيقية وفي موضوع المقاتلين فاستشهادهم جزء من المعركة، ولكن عندما يصل الأمر إلى المدنيين فهذا الأمر له حساسية خاصة وهو ليس بجديد منذ بدايات المقاومة.

ونوه السيد حسن نصرالله نحن لا نتحمّل موضوع المسّ بالمدنيين ويجب أن يفهم العدو أنه ذهب في هذا الأمر بعيدًا، هدف العدو من خلال قتل المدنيين هو الضغط على المقاومة لتتوقف، منذ 7 تشرين كل الضغوط في العالم كان هدفها أن لا تفتح جبهة الجنوب لدعم غزة.

وتابع القول ان الجواب على المجزرة يجب أن يكون مواصلة عمل المقاومة في الجبهة وتصعيده وعليه أن يتوقع ذلك، نحن نحمل شهداءنا ونشيّعهم ونسمع العدو أن قتلك لأهلنا سيزيدنا إيمانًا وتصميمًا، أمس ضربنا مستوطنة "كريات شمونة" بعشرات صواريخ الكاتيوشا وبعدد من صواريخ فلق كردّ أوّلي.

واضاف سوف يدفع العدو ثمن سفكه دماء نساؤنا وأطفالنا في النبطية والصوانة وغيرهما، سيرى العدو والصديق أن هذه الدماء سيكون ثمنها دماء وليس مواقع وآليات وأجهزة تجسس، على الأمريكيين والصهاينة أن يعرفوا أنهم في فلسطين أيضًا أمام شعب لن يتراجع مهما بلغت التضحيات ومهما بلغ البذل، المقاومة في لبنان تملك من القدرة الصاروخية الهائلة والدقيقة ما يجعل يدها تمتدّ من كريات شمونة إلى إيلات.

واستوضح ان الإخوة في اليمن واصلوا حتى اليوم استهداف السفن الأميركية والبريطانية ولكن تبقى المعركة الأساسية ما يجري في غزة، منذ عام 1984 هناك عنوان مطروح حول كلفة المقاومة وثمنها وتبعاتها والتضحيات المترتبة عليها. مضيفا: أمام المشروع الأميركي والمشروع الصهيوني في المنطقة نحن أمام خيارين إما المقاومة أو الاستسلام، كلفة الاستسلام كبيرة وخطيرة وباهظة جدًا ومصيرية جدًا، ثمن الاستسلام في لبنان كان يعني الهيمنة السياسية والاقتصادية الاسرائيلية على بلدنا، لو استسلم الشعب الفلسطيني لكان اليوم أهل غزة خارجها وأهل الضفة خارجها وحتى أهل أراضي 48 خارجها.

وقال السيد حسن نصرالله ان المقاومة في فلسطين جعلت الكيان الصهيوني يعيش أزمة وجود وكانت ذروته في طوفان الأقصى، اليوم في غزة والضفة وجنوب لبنان واليمن وسوريا وإيران وكل المنطقة يجب أن تغيب هذه الحقيقة عنا على الإطلاق حقيقة ثمن المقاومة وثمن الاستسلام، أليس من الذل والهوان والضعف والوهن أن دولًا تحكم ملياري مسلم لا تستطيع أن تدخل الدواء إلى أهل عزة.

وتابع القول ان اليوم من جملة الأمور الملقاة على عاتقنا تبيان الحقائق لأن ما جرى من 7 تشرين إلى الآن تزوير إسرائيلي هائل للحقائق. الإعلام الإسرائيلي عمل على تشويه صورة المقاومة وحماس في 7 تشرين وأن تجعل منها "داعش". مضيفا لم يستطع الإسرائيلي أن يقدّم للعالم طفلًا واحدًا مذبوحًا أو فتاة اغتُصبت بل إن المستوطنين الذين حُرقوا قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي.

واضاف إذا فُتح تحقيق حول 7 أكتوبر سينهار الأساس الأخلاقي والقانوني الذي يدّعيه نتنياهو وبايدن بإصرارهما على القضاء على حماس، كثيرون صدّقوا التزوير التاريخي الإسرائيلي بخصوص 7 أكتوبر بما في ذلك دول تقول أنها صديقة لحركة حماس، إسرائيل" في كل يوم تقتل وتجرح المئات من النساء والأطفال والعالم ساكت.

ونوه السيد حسن نصرالله ان المقاومة الفلسطينية تعرّضت منذ 7 تشرين الأول إلى اليوم لأبشع عملية تزوير وإهانة تعرضت لها مقاومة في تاريخنا،أكبر ظاهرة نفاق يشهدها  العالم اليوم هو موقف الإدارة الأميركية مما يجري اليوم في غزة، المال والسلاح والصواريخ والقذائف المدفعية لدى الإسرائيلي الآن يأتي من واشنطن وإن أوقفت الولايات المتحدة الجسر الجوي إلى الكيان سيتوقف العدوان على غزة.

واشار السيد حسن نصراله ان أميركا تصرّ على هدف القضاء على حركة حماس أكثر من "إسرائيل"، المسؤول عن كل قطرة دم في المنطقة هي الإدارة الأمريكية أما المسؤولون الإسرائيليون فهم أدوات تنفيذ، كان الهدف الإسرائيلي هو تهجير الفلسطينين من فلسطين المحتلة أهل الضفة إلى الأردن وأهل غزة إلى مصر وأهل الـ84 إلى لبنان، عملية "طوفان الأقصى" كشفت هذا الهدف الإسرائيلي الذي كان يعمل له منذ سنوات لإقامة دولة يهودية خالصة من البحر إلى النهر.

واضاف ان مشروع الدولة اليهودية الخالصة يستهدف الفلسطينيين بشكل رئيسي وهو أيضًا يشكل خطرًا على الأردن ومصر ولبنان، في ذكرى القادة الشهداء نؤكد على خيار المقاومة الشعبية التي أثبتت جدواها، نحن نطالب أن يكون الجيش اللبناني جيشًا قويًا مقتدرًا لكن أميركا هي التي تمنع أن يكون الجيش اللبناني قويًا.

وقال السيد حسن نصرالله ان المقاومة الشعبية أثبتت جدواها في إنجاز التحرير في فلسطين وفي العراق، مهما قلنا وشرحنا ستكون ألسنتنا عاجزة عن توصيف المقاومة الأسطورية في غزة والصمود الأسطوري لهذا الشعب، في بلد كلبنان يجب أن نتمسك بالمقاومة وسلاحها وإمكاناتها أكثر من أي وقت مضى لأن هذا الذي يجدي وهذا الذي يجعل العدو يرتدع ويخاف وهذه ميزة المقاومة الشعبية.

واعتبر ان الإسرائيلي والأميركي لم يتوقعا أن تكون لدى المقاومة في لبنان الإرادة والشجاعة لفتح الجبهة لمساندة غزة، هدفنا جميعًا في محور المقاومة دولًا وشعوبًا وحركات ومقاتلين كان وسيبقى أنه في هذه المعركة يجب أن يهزم العدو ويجب أن تنتصر غزة، المقصود بهزيمة العدو في هذه المعركة هو فشله في تحقيق أهدافه، معركتنا هي إلحاق أكبر قدر من الخسائر المادية والبشرية بالعدو لنفرض عليه الهزيمة والانسحاب.

وشدد السيد حسن نصرالله هدفنا صمود المقاومة وصمود أهل غزة وصمود جبهات الإسناد سواء الإسناد العسكري الميداني أو الإسناد السياسي واللوجستي، المعني بالتفاوض السياسي هو الفصائل الفلسطينية التي فوّضت حماس ونحن لا نتدخل بما يجري في المفاوضات، الإخوة في حركة حماس والمقاومة الفلسطينية يمثّلون جبهات محور المقاومة وكل مواقع الإسناد العسكري واللوجستي لهم، لا حزب الله ولا حركة أمل ولا أي فصيل مشارك اليوم على الجبهة تحدث عن فرض رئيس جمهورية أو تعديل بالحصص أو النظام السياسي على ضوء الجبهة.

وتابع القول ان موضوع المقاومة هو خارج هذه الحسابات كلها وهذه مسألة ترتبط بالدفاع عن لبنان والجنوب وشعبنا وكرامته، سلاح المقاومة ليس لتغيير النظام السياسي والدستور ونظام الحكم وفرض حصص طائفية جديدة في لبنان، سلاح المقاومة هو لحماية لبنان وشعبه وكل اللبنانيين سواء قاتل على الأرض اللبنانية أو بمواجهة "إسرائيل" أو بمواجهة التكفيريين في سوريا،الحدود اللبنانية البرّية مرسّمة وأي مفاوضات ستكون على قاعدة "أخرجوا من أرضنا اللبنانية"، ثقافة مقاومتنا هي ثقافة حياة وكرامة وليست ثقافة ذلّ وهوان واستسلام.

رمز الخبر 196055

تعليقك

You are replying to: .
2 + 10 =