وقال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، دنيس فرانسيس: "نجتمع اليوم لنقدم أحر التعازي إلى إيران، حكومةً وشعباً، في أعقاب وفاة رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إبراهيم رئيسي"، موكداً أن رئيسي قاد، بصفته رئيساً، "مساهمة بلاده في ترسيخ أسس نظامنا متعدد الأطراف، والتعاون الدولي".
وذكّر فرانسيس بأن رئيسي خاطب الجمعية العامة، في دورتها الثامنة والسبعين، قبل أقل من 10 أشهر من وفاته، محدِّداً أولويات بلاده والقيم التي ترتكز عليها مواقف إيران، متمثّلةً بتعزيز تعددية الأطراف والتعاون الدولي.
وأشاد فرنسيس بوزير الخارجية الإيراني، الشهيد حسين أمير عبد اللهيان، واصفاً إياه بـ"الدبلوماسي المحنّك"، والذي وقف إلى جانب رئيسي ممثِّلاً إيران في المسرح الدولي.
ولفت فرنسيس إلى أنه استقبل أمير عبد اللهيان في اجتماع ثنائي في مكتبه، ولم يكن يعلم بأنها المرة الأخيرة التي يلتقيان فيها، وكان معجباً للغاية بقدرته وحنكته الدبلوماسيتين.
وحثّ فرنسيس الشعب الإيراني على استدعاء كل الشجاعة وتقبل الخسارة الفادحة، مشيراً إلى أنه على يقين بقدرة الإيرانيين على التعافي وإثبات القوة في هذا الوقت الحزين والصعب.
وذكّر بأن إيران دولة ذات سيادة، وكانت من مؤسسي منظمة الأمم المتحدة، مؤكداً أنها ستتجاوز وفاة رئيسها، وتواصل انخراطها في بلورة العلاقات الدولية المعاصرة.
بدوره، أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الحاجة إلى التعاون، دولياً وإقليمياً، أكثر من أي وقت مضى، مشيراً إلى أن هذا التعاون أساسي للحؤول دون نشوب النزاعات.
وقال غوتيريش إن الأمم المتحدة تقف متضامنة مع الشعب الإيراني في سعيه من أجل السلام والتنمية والحريات، وأنها ستحاول أن تسترشد بميثاقها من أجل المساعدة على تحقيق السلام والأمن والتنمية المستدامة.
ورأى غوتيريش أنّ رئيسي قاد إيران في زمن مليء بالتحديات لدولته وللمنطقة وللعالم، وأنّ ذلك تجلى قبيل رحيله، بحيث افتتح مع رئيس أذربيجان سد "قيز قلعة سي"، أكبر مشروع مشترك بين الدولتين.
وقال ممثل هاييتي لدى الأمم المتحدة، والذي ألقى كلمة مجموعة أميركا اللاتينية والكاريبي، إنّ رحيل الرئيس الإيراني شكل صدمة للأسرة الدولية وتسبب بحزن بالغ، مؤكداً أنّ رئيسي قدّم كل جهوده إلى بلاده، بحماسة وتفانٍ.
وأكدت حركة "عدم الانحياز"، في كلمتها، تضامنها مع إيران، حكومةً وشعباً، في هذه الأوقات العصيبة، مؤكدة مواصلتها العمل على تعزيز التعاون والسلام والتنمية، ومشيرةً إلى أنّ الجمهورية الإسلامية في إيران، تحت قيادة رئيسي وأمير عبد اللهيان، كان لها دور مهام في تعزيز التعاون بين الدول النامية".
وألقت كلمة الدول الأعضاء في مجلس التعاون ، ممثلة قطر، علياء أحمد سيف آل ثاني، التي قدمت العزاء والمواساة إلى الشعب الإيراني وقيادته، مشيدةً بالمسيرة الحافلة لرئيسي في خدمة بلاده، على مدى عقود، من خلال المناصب التي تولاها، وصولاً إلى رئاسة الجمهورية، بحيث ترك بصمات واضحة في مختلف الصعد، بالإضافة إلى تحصيله العلمي البارز في مجالي الفقه والحقوق.
وقال ممثل منظمة التعاون الإسلامي، مندوب باكستان، منير أكرم، إن "ما يعزينا هو مساهمات رئيسي التاريخية في رؤيته المستقبلية التي قدمها إلى المنظمة، ولاسيما بالنسبة إلى القضية المركزية، متمثلةً بإعادة حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، وحماية قدسية المسجد الأقصى في القدس الشريف".
وفي الختام، كانت كلمة لممثل إيران لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيراواني، الذي أكد أنّ الرئيس رئيسي كان قائداً حظي بالاحترام الكبير بسبب حرصه على علاقات حسن الجوار، مشيراً إلى أنه، خلال رئاسته الاستثنائية، أعطى الأولوية لتطوير العلاقات بكل أطراف العالم.
وأكد إيراواني أنّ وزير الخارجية الإيراني، الشهيد حسين أمير عبد اللهيان، كان دبلوماسياً مرموقاً، وأنّ عمله في الساحتين الدولية والإقليمية اتّسمَ بسعي دؤوب للاحترام المتبادل.
وكانت الأمم المتحدة نكَّست علمها في إثْر استشهاد الرئيس الإيراني، السيد إبراهيم رئيسي، ورفاقه، حِداداً على أرواحهم.
تعليقك