وقال ايرواني في كلمته الثلاثاء، في اجتماع مجلس الأمن الدولي بشأن: "الوضع في الشرق الأوسط: (سوريا)" في نيويورك: نشكر الجمهورية العربية السورية، ومجموعة A3+1 (الجزائر، وموزمبيق، وسيراليون، وغيانا) على طلب عقد هذا الاجتماع الطارئ، ونشكر الصين وروسيا على ضمان معالجة مجلس الأمن لهذه القضية الحاسمة. كما أننا ممتنون للسيد بيدرسن، الممثل الخاص، على تقريره.
واضاف: تعرب الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن قلقها العميق إزاء تصعيد الوضع في سوريا. إن التطورات الأخيرة، وخاصة العمليات الإرهابية المنسقة التي تقوم بها هيئة تحرير الشام، فرع تنظيم القاعدة، والمعروفة أيضاً باسم جبهة النصرة، خلقت تهديدات خطيرة لسيادة سوريا واستقرارها.
وتابع : كما ورد في رسالة الممثل الدائم لسوريا المؤرخة في 1 كانون الأول/ديسمبر، نظمت هذه المجموعة الإرهابية هجمات واسعة النطاق ومنسقة ضد محافظتي حلب وإدلب، والتي كانت لها عواقب مدمرة على هذه المنطقة وشعبها.
واوضح انه خلال هذه الهجمات الإرهابية على حلب، تم استهداف مبنى القنصلية الإيرانية عمدا من قبل الجماعات الإرهابية.
واضاف: إن الهجمات على المباني الدبلوماسية والقنصلية تشكل انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي وغير مسموح بها تحت أي ظرف من الظروف. ولا يحق لأي فرد أو مجموعة أو دولة القيام بمثل هذه الأعمال أو تسهيلها، ومسؤولية هذا العدوان والانتهاك الواضح للقوانين تقع على عاتق الدول التي تسلح وتدعم هذه الجماعات الإرهابية وتغذي عدوانها وانتهاكاتها المستمرة للأعراف الدولية.
واكد انه في قلب هذه الأزمة يكمن الدعم والتدخلات الأجنبية التي أدت إلى إدامة الإرهاب في سوريا وإضعاف سيادة هذا البلد وسلامته الإقليمية، واضاف: يشير حجم وتعقيد عمليات هيئة تحرير الشام، بما في ذلك استخدام الأسلحة المتقدمة والطائرات بدون طيار، إلى الدعم الخارجي المتعمد، بقيادة الولايات المتحدة، التي جعلت من الإرهاب أداة في سياستها الخارجية لتحقيق أهداف سياسية.
وشدد على محاسبة الدول المسؤولة عن تصعيد هذا الصراع على أفعالها والعواقب المدمرة التي ألحقتها بالشعب السوري، واضاف: يقوض هذا الهجوم الإرهابي بشكل مباشر الاتفاقات التي تم التوصل إليها في منطقة خفض التصعيد بإدلب بموجب عملية أستانا. وفي اجتماع صيغة أستانا الثاني والعشرين، الذي عقد يومي 11 و12 تشرين الثاني/نوفمبر، أعربت الأطراف المشاركة عن قلقها البالغ إزاء وجود وأنشطة الجماعات الإرهابية التي تعرض حياة المدنيين للخطر داخل منطقة خفض التصعيد بإدلب وخارجها.
وتابع: في الوقت نفسه، تشير زيادة الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت المدنيين السوريين والبنية التحتية السورية في تشرين الأول/أكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر، إلى جانب صلات الكيان بهيئة تحرير الشام، إلى جهد متضافر لزيادة زعزعة استقرار سوريا. وأدت الهجمات الإسرائيلية المتواصلة على المعابر الحدودية بين سوريا ولبنان إلى تعطيل إيصال المساعدات الحيوية وأجبرت مئات الآلاف من الأشخاص على الفرار.
واردف: إن ما حدث في حلب وإدلب يجب أن يكون بمثابة جرس انذار للمنطقة بأكملها بشأن عودة ظهور الإرهاب والتطرف. إن انعدام الأمن وانتشار الإرهاب والتطرف العنيف في سوريا لن يقتصر على حدودها؛ وسوف تهدد عواقبها حتما المنطقة الأوسع وما وراءها.
واضاف ايرواني: لا يمكن ولا ينبغي التمييز بين أنواع الإرهاب، فلا يوجد شيء اسمه "الإرهاب الجيد" و"الإرهاب السيئ". هيئة تحرير الشام، باعتبارها جماعة إرهابية ورد ذكرها صراحة في قرارات مجلس الأمن، تعد تهديداً خطيراً لسلام واستقرار المنطقة. إذا فشل المجتمع الدولي في التعامل بشكل حاسم مع هذه المجموعة الإرهابية، فإن سيطرتها المتزايدة على أجزاء من سوريا يمكن أن تكون لها عواقب وخيمة على المنطقة بأكملها وتشكل تهديدا خطيرا للسلم والأمن العالميين.
واكد قائلا: تظل الجمهورية الإسلامية الإيرانية ثابتة في دعم الحكومة والشعب السوري في حربهما العادلة والحازمة ضد الإرهاب.
وتابع: تعترف إيران وتدعم بشكل كامل حق السيادة السورية في محاربة والقضاء على الجماعات الإرهابية مثل هيئة تحرير الشام، التي تسبب دماراً وفوضى ومعاناة واسعة النطاق.
ونؤكد على أن كافة إجراءات مكافحة الإرهاب يجب أن تتم بالتنسيق وموافقة الحكومة السورية لضمان الاحترام الكامل لسيادة الجمهورية العربية السورية ووحدة أراضيها، وتؤكد الارتباطات الدبلوماسية النشطة الأخيرة لإيران مع شركائها في عملية أستانا، بما في ذلك روسيا وتركيا وسوريا، هذا الالتزام.
واضاف: دعت إيران إلى عقد اجتماع طارئ لوزراء خارجية عملية أستانا لمراجعة التطورات الأخيرة في سوريا والعمل على استراتيجية متكاملة لوقف الأنشطة الإرهابية في البلاد.
وقال سفير ومندوب ايران: كما ذكرنا مرات عديدة، فإن الحل الدائم الوحيد للأزمة السورية هو الحل السياسي الذي يقوده ويملكه الشعب السوري ويحفظ سيادة سوريا واستقلالها، وهذا يتطلب إنهاء الاحتلال والتدخل الأجنبي، ووقف استغلال الموارد السورية، وإنهاء كل دعم للجماعات الإرهابية، وتشجيع الأطراف على الحوار والمشاركة الفعالة في العملية السياسية. وبالإضافة إلى ذلك، يتعين على المجتمع الدولي أن يعطي الأولوية للمساعدات الإنسانية، وإعادة بناء البنية التحتية، والعودة الآمنة للاجئين.
وختم ايرواني كلمته بالقول: يستحق الشعب السوري السلام والكرامة والفرصة لإعادة بناء بلده خاليًا من الإرهاب والتدخل الأجنبي.
تعليقك