قائد الثورة الإسلامية: التجربة أثبتت أن التفاوض مع أمريكا ليس ذكيا ولا حكيما

قال قائد الثورة الاسلامية "اية الله العظمى السيد علي خامنئي"، اليوم الجمعة، خلال استقباله حشدا من قادة القوة الجوية التابعة لجيش الجمهورية الاسلامية الايرانية إن التجربة أثبتت أن التفاوض مع الولايات المتحدة ليس ذكيا و مشرفاولا حكيما و إن المفاوضات مع الولايات المتحدة لن تحل مشاكل إيران.


 

وأكد الإمام الخامنئي: أن "التفاوض مع أميركا لا تأثير له في حل مشاكل البلاد، وعلينا أن ندرك هذه الحقيقة بشكل صحيح، يجب ألا يوهمونا بأن الجلوس على طاولة المفاوضات مع تلك الحكومة سيؤدي إلى حل هذه المشكلة أو تلك، لا، لن يحل أي مشكلة عبر التفاوض مع أمريكا و التجرية الماضية أثبت هذا الأمر."

وأضاف قائد الثورة، "في السنوات الأخيرة، جلسنا على طاولة المفاوضات مع أمريكا لمدة تقارب عامين، وتم التوصل إلى معاهدة، وطبعا لم تكن أمريكا وحدها، بل شاركت فيها عدة دول، لكن أمريكا كانت المحور الرئيسي في الغالب، وحكومتنا حينها خاضت المفاوضات في جولات مختلفة، وانتهت المفاوضات بإبرام اتفاقية. قدم الجانب الإيراني في هذه المفاوضات تنازلات سخية للطرف الآخر، لكن الطرف الأمريكي لم يلتزم بالاتفاقية، كان الهدف من المعاهدة رفع و إلغاء العقوبات و طبعا لم تلغ هذه العقوبات ،وحتى في الأمم المتحدة حاولوا إبقاء إيران تحت التهديد المستمر و كانت هذه المعاهدة نتاج مفاوضات دامت حوالي عامين .

و تابع سماحته بالقول، هذه تجربتنا معهم، علينا استخلاص العبر و الدورس ، قدمنا تنازلات و خضنا المفاوضات لكننا لم نتوصل إلى النتائج المرجوة ،نقض الطرف الآخر هذه المعاهدة و مزقها.

و أكد قائد الثورة أنه يجب عدم خوض المفاوضات مع مثل هذه الحكومات و إن التفاوض معها ليس ذكيا و مشرفاولا حكيما و لو قاموا بتهديدنا فسنعامل بالمثل و لوقاموا بتنفيذ تهديداتهم فسننفذ تهديدنا .

و أوضح الإمام الخامنئي أن الذي يحكم أمريكا الآن لقد مزق المعاهدة، لقد قال إنه سيمزقها، وفعل ذلك، ولم يلتزموا بالمعاهدة حتى قبل مجيئه، أولئك الذين تم توقيع المعاهدة معهم لم يلتزموا بها.

و قال سماحته إن الأمريكيين يجلسون ويقومون بإعادة رسم خريطة العالم على الورق. لكن هذا مجرد حبر على الورق، ولا أساس له في الواقع. فهم يدلون بآرائهم حولنا، يتحدثون، يهددون. وإذا هددونا، فسوف نهددهم. وإذا نفذوا تهديداتهم، فسننفذ تهديداتنا أيضا. وإذا تعرضوا لأمن شعبنا، فسنستهدف أمنهم بلا شك. هذه التصرفات مستمدة من التعاليم القرآنية والإسلامية، وهذا واجب على عاتقنا. نأمل أن يوفقنا الله في أداء واجباتنا.

و تابع الإمام الخامنئي، بالطبع، لدينا مشاكل داخلية؛ لا أحد ينكر وجود المشاكل. يعاني معظم شرائح الشعب من مصاعب ومشكلات في المعيشة،، لكن ما يحل هذه المشاكل هو العامل الداخلي. العامل الداخلي يتمثل في عزم المسؤولين الملتزمين وتكاتف الشعب المتحد؛ أي ما ستشهدونه في مسيرة 10 فبراير (ذكرى انتصار الثورة الإسلامية) إن هذه المسيرة هي رمز للوحدة الوطنية في بلدنا. إن الشعب الواعي والمسؤولون الذين لا يعرفون الكلل؛ هما اللذان سيحلان مشاكلنا.

وأشار سماحة قائد الثورة الإسلامية إلى مضمون وأحاديث المفاوضات في الصحف والفضاء الإلكتروني وكلام البعض، وقال: محور هذه الكلمات هو مسألة المفاوضات مع الولايات المتحدة، ويشيرون الى المفاوضات على أنها أمر جيد، وكأن هناك من يعارض الطبيعة الطيبة للمفاوضات.

وضمن اشارته الى عمل وزارة الخارجية الايرانية في مجال التفاوض والترددات الدولية وإبرام العقود مع كافة دول العالم،اكد قائد الثورة الاسلامية على أن الاستثناء الوحيد في هذا المجال هو أمريكا، مضيفا انه وبالطبع لا يؤخذ اسم الكيان الصهيوني استثناءً؛ لأن هذا الكيان ليس حكومة في الأساس، بل عصابة إجرامية ومغتصب للأراضي.

سنعامل الامريكيون بالمثل كما يعاملوننا

وبالاشارة الى الجهود الامريكية المبذولة لتغيير خارطة العالم ، رأى سماحته بأن هذا الامر مجرد حبر على ورق ولن يتحقق في الواقع؛ وبطبيعة الحال، هم أيضا يعلقون ويتحدثون عن ايران ويهددونها، مؤكدا على انه "إذا هددنا الأمريكيون سنهددهم نحن أيضا ،وإذا نفذوا تهديدهم سننفذ تهديدنا أيضا،وإذا اعتدوا على أمننا سنعتدي على أمنهم دون أي تردد".

وفي معرض تكريمه لشهداء الجمهورية الاسلامية العظام امثال صياد شيرازي وستاري وبابائي وكلاهدوز وفلاحي، المح سماحته الى ان العامل الاساسي هي تحلي هؤلاء العظام بالشجاعة والتصرف الحذق في الوقت المناسب، مشيرا الى ان هذه السمات ، التي تمتع بها الثوار قبل ثلاثة أيام من انتصار الثورة وفي وسط الخطر، هي من الح احتياجات الامة في وقتنا الحاضر.

كما اعتبر قائد الثورة الاسلامية ان العقلانية والعمل على اساس الحسابات المدروسة، والاستفادة من اهمال واستهتار العدو ومباغتته هي سمة اخرى من سمات انتصار الثورة الاسلامية .

وأشار آية الله خامنئي إلى ما قام به النظام البهلوي من جعل الجيش الايراني تحت ظل النظام العسكري الأمريكي، موضحا بأن تنظيم الجيش وأسلحته وتدريبه كان أميركيا، والتعيينات المهمة وحتى كيفية استخدام السلاح كانت تتم بناء على إذن الأميركيين، وكانت شدة التبعية إلى حد أنه لم يُسمح للإيرانيين حتى بفتح الأجزاء وإصلاحها.

وبالاشارة الى مسألة الموافقة على مشروع قانون الاستسلام في عهد  النظام البهلوي في ايران بتاريخ 13 تشرين الاول/اكتوبر 1964،الذي يجيز عدم محاكمة اي امريكي في ايران على اي جريمة،  ذكر سماحته بأن خطاب الإمام الخميني (رض) في نوفمبر/تشرين الثاني 1964 في المعارضة الشديدة للاستسلام كان بمثابة احتجاج على الهيمنة المهينة لأمريكا على الجيش والبلاد.

كما رأى اية الله العظمى الخامنئي بأن الدفاع الإيراني هو الأولوية القصوى وتعزيز الجيش هو المهمة الأكثر أهمية، مؤكدا على ضرورة  تعزيز الجيش من حيث القوة البشرية والأسلحة والتدريب والاستعدادات القتالية والدفاعية، والقضاء على نقاط الضعف والإصابات المحتملة، واستمرارية الابتكار والمنتجات المبتكرة يوما بعد يوم وإثبات أنه قادرعلى القيام بأشياء أكبر بكثير.

واستقبل سماحة قائد الثورة الاسلامية "اية الله العظمى السيد علي خامنئي"، اليوم الجمعة، حشدا من قادة القوة الجوية التابعة لجيش الجمهورية الاسلامية الايرانية في حسينية الامام الخميني (ره) بطهران.

ویأتي استقبال قائد الثورة الاسلامية لقادة القوة الجوية علی اعتاب ذكرى البيعة التاريخية التي جرت في 8 شباط/ فبراير 1979 من قبل كوادر هذه القوة مع مفجر الثورة الاسلامية الامام الخميني (رض).

رمز الخبر 197780

تعليقك

You are replying to: .
4 + 9 =