- كل التفاصيل باتت جاهزة لتشييع سيد المقاومة، فالاستعدادات على اتم وجه، والجماهير الوفية الزاحفة من كل حدب وصوب باتت تفترش الساحات لتلقي نظرة الوداع الاخيرة ولتجدد العهد والبيعة لنهج مقاومة الاستكبار والاحتلال.

حقا، لقد فعلها اهل المقاومة الذين ناديتهم بأشرف الناس ، وجاؤوك في يوم وداعك وتجديد العهد لنهجك يا من كنت روح الوطن ،وحارس الارض، ومصدر امن وقوة محبيك.نعم ياسيدي جاؤوك مقبلين غير آبهين لكل التهديدات ، حبوا على الثلج وشقوا الظلمات بنور وفائهم واخلاصهم ، جاؤوك مع الفجر وحتى قبل ان يبزغ، يتسابقون الى الساحات لينثروا على جثمانك الطاهر حدائق محبة وليتباركوا من عطر الجنة الذي يفوح من شهادتك المباركة.

جاؤوك من كل بقاع الارض وفاء لعطائك ونهجك

مما لا شك فيه ان كل التهديدات والمساعي باءت بالفشل لإضعاف نسبة المشاركين في تشييع اليوم، فأحرار العالم بمختلف جنسياتهم ومعتقداتهم تتدفق الى لبنان وفودا وفودا، من ايران، العراق، اليمن، الكويت، البحرين، عُمان،تونس، ايرلاندا، ليتوانيا، إسبانيا، البرازيل، فنزويلا ،المانيا ،تركيا وامريكا...وتطول اللائحة.

وما ان تطأ اقدام الاحرار ارض لبنان ،حتى يضج مطار بيروت بصيحات ونداءات المجد للمقاومة وسيدها  بمختلف اللغات، وتزدان صالات الاستقبال بأعلام الدول المشاركة وصور المقاومة وسيدها، وتصدح حناجرهم مواساة لاهل العزاء ، وتنهمر دموعهم حزنا على هذا المصاب الجلل.

وهنا لابد لنا ان نذكر الحصار الذي كُسر صباحا بعزم وارادة حين حطت الطائرة الايرانية في مطار بيروت غير آبهة لغطرسة الاستكبار واملاءاته ، في خطوة منها لنقل الوفد الدبوماسي الايراني ممثلا قائد الثورة الايرانية وشعبها لأداء واجب العزاء والمشاركة في مراسم تشييع وتَكريم أخ عزيز ومَبعَثُ افتِخار الجمهورية الاسلامية الايرانية والشّخصيّةُ المحبوبةُ في العالمِ الإسلامي، واللسانُ البليغُ لشعوبِ المنطقة، ودُرّةُ لُبنانَ السّاطِعَةُ، سَماحَةُ السيّد حَسن نصرالله.

جاؤوك حبوا على الثلج  وتحت انظار مسيرات العدو

واما اهل لبنان المحبين والمخلصين للمقاومة وقادتها،جاؤوك حبوا على الثلج من بقاع الاوفياء وشقوا الطرقات وافترشوها بأجسادهم والتحفوا الصقيع ، ليحجوا الى مكان التشييع ويصلوا مع الفجر لأداء واجبهم ويودعون قادتهم ويجددون العهد مع نهجهم.

وعن اهل الجنوب الصامدين، زحفوا نحو بيروت وفوق رؤوسهم تحلق المسيرات الصهيونية وتنفذ غارات بين منطقة واخرى ، تدفقوا انهارا رغم جراحاتهم التي لم تلتئم ليلقوا تحية الوداع على طائر الجنوب الذي ارتقى شهيدا على طريق الحق وفي سبيل الله.

ومن بيروت ست الدنيا،تهيأت الحشود بمختلف اطيافها واديانها ، واقامت المضايف لاستقبال الوفود المشاركة لعلها تبلسم بذلك ولو جزءا بسيطا من جراحات اخوتهم وتبرهن ان الوطن كله اجتمع لتكريم وتوديع سيد المقاومة الذي فدا بنفسه وطنه واهله.

والضاحية وما ادراك ما حال ضاحية السيد حسن ، ضجت ومنذ ايام باجواء العزاء ونفضت غبار الحرب عن شوارعها وفتحت بيوتها على الرغم من دمارها ، لتستقبل ضيوفها المواسين والمعزين والمشاركين احزانها وتغمرهم بصدق وحسن ضيافة ومحبة تقديرا لهم على سعيهم.

من مخيمات الشتات ، جاؤوك وفاء لتضحياتك

ومنذ ساعات الصباح الأولى تقاطرت مئات الحافلات الفلسطينية من مختلف مخيمات الجنوب، وانطلقت لتقول لسماحة السيد أن اللاجئين الفلسطينين كما عهدتهم هم على العهد باقون؛ إذ كان تحالف القوى الفلسطينية قد حدد نقاط تجمع أولية من مخيم عين الحلوة والمية ومية وصيدا ووادي الزينة وغيرها وغيرها وفاءً للتضحيات التي قدمها الشهداء نصرةً لغزة والمسجد الأقصى وفلسطين كلها، وإيمانًا بنهج المقاومة.

مراسم تشييع ووداع رمزية   

ومن لم يستطع التوجه الى لبنان للمشاركة في مراسم التشييع هذه، فقد أبت شعوب كل من الجمهورية الاسلامية الايرانية والعراق واليمن الا ان تشارك وتعبر عن محبتها وتقديرها لسيد المقاومة فإرتأت الجماهير بان تقام مراسم تشييع ووداع رمزية في كل انحاء بلادهم، تقديرا منها لشخصية عبرت حدود الوطن الواحد والتحمت باوطان عز تسير على طريق الحق والعدل، ولتظهر للعدو قبل الصديق ايضا ان ساحات محور المقاومة مازالت متآزرة ومتلاحمة من جذورها واعماقها.

رمز الخبر 197867

تعليقك

You are replying to: .
6 + 11 =