حسین علایی:
بدأت یوم الاثنین تُشتم رائحة رائحة مأساة دمویة منذ اللحظة التی أُعلن فیها أن القوات العسکریة للنظام الملکی السعودی یممت شطر جزیرة البحرین مدججة بمئات الآلیات المصفحة.
إن زیارة وزیر الدفاع الأمریکی قبل عدة ساعات من تدخل القوات الخاصة السعودیة فی البحرین تعتبر إشارة واضحة و ألیمة بنفس الوقت لأنواع التنسیق مع الحکومة الأمریکیة لقمع ثورة الشیعة فی البحرین. وللأسف یجب القول آن البحرین ولسنوات متمادیة کانت عملیاً تحت تصرف الولایات المتحدة الأمریکیة. و کما هو معروف فإن مقر قیادة الأسطول الأمریکی الخامس یستقر فی میناء سلطان فی البحرین کما أن جمیع المنشآت النفطیة لهذا البلد هی تحت هیمنة الشرکات الأمریکیة.
لقد استطاع أل خلیفة ببیعهم البلد للشیطان الأکبر أن یحافظوا علی تسلطهم علی الشعب البحرینی لسنوات طویلة و عندما قامت الغالبیة الشعبیة بتحریک مسیرات سلمیة لما یقرب الشهر و ذلک لتحدید مصیرها ، تابع الشیخ حمد قمع الشعب بصورة وحشیة و دمویة فی میدان اللؤلؤ و الذی بات اسمه میدان الشهداء لیظل بضعة أیام أخری قابعاً علی العرش تاملکی کما یحلو له أن یتخیل.
و بالطبع فإن مجزرة یوم الأربعاء لم تکن الجریمة الأولی لآل خلیفة فی قبال اعتراضات الشعب، لکنه یبدو أن إعلان حالة الطواریء و لمدة ثلاثة أشهر تشیر إلی تثبیت الأحکام العرفیة إلی مالا نهایة، إن هدف النظام القمعی لآل خلیفة هو إنهاء الإعتراضات الشعبیة فی الساحات. و إراحة نفسه من وطأة الاهتمام بمطالبات الشعب. و کما یبدو فإن الهجوم العنیف علی الشعب بالدبابات برّاً و بالمروحیات جوّاً یعکس بدقة التأثیر العمیق لثورة الشعب فی البحرین.
إن هذه الثورة الممتدة زلزلت بقوة أرکان النظام الملکی لآل خلیفة کما هزت قصور آل سعود. لقد أدرکت بلاد الخلیج الفارسی أن انتصار الثورة الشیعیة فی البحرین یعنی انهیار جمیع السلالات الملکیة لشیوخ جنوب الخلیج الفارسی. کما أن أمریکا باتت تفهم أن إرساء قواعد حاکمیة الشعب فی البحرین تعنی بدایة لطرد الوجود العسکری الأمریکی من الخلیج الفارسی و تحریر آبار النفط من التسلط الأمریکی.
لقد اتحد الجمیع لکی لا تحقق الاعتراضات السلمیة للشعب البحرینی مبتغاها. لکن علینا الانتباه إلی أن التیار التحرری الذی بات یتحرک بسرعة فائقة یستقی حرکته من الفکر الإسلامی ورؤیته کما أن هذا القیام الثائر فی وجه الظلم وهو أحد أرکان مدرسة أهل بیت النبی الأکرم (ص) لن یرتاح إلا حین یقتلع جذور الظلم فی جمیع البلاد الإسلامیة.
الشعب ما عاد یرید أن تحکمه أقلیة صغیرة تدعی السلالة الملکیة و تزج بفتیانه فی غیاهب السجون و تحد من العمل الإعلامی و تحکم البلدان بالحدید و النار . الشعب یرید التحرر من سلطة الاستبداد و أن یحیی فی بیئة حرة کما کانت مطالبات الإمام الحسین (ع) بأن یحیی البشر آحراراً . لا یرید الشعب أن تحدد له شرذمة مصیره، کیف ینفتح علی الإعلام الحر و کیف یحیی حیاته الخاصة. الشعب لا یحبذ أن یدار بلده مثل المعسکرات و أن یکون رئیس البلاد قائدها.
لقد قال الرسول الأکرم (ص) : من اصبح و لم یهتم بأمورالمسلمین فلیس بمسلم. و علیه ینبغی التحرک لأجل الدفاع عن جمیع الأحرار فی العالم و دعمهم و الضغط علی الحکومات حتی یتوقفوا عن قتل المعارضین و ذبحهم ، و یجبروا علی إطلاق سراح السجناء السیاسیین و آن یکونوا أوفیاء لحقوق شعبهم و آن یترک کل من لم ینتخب من قبل الشعب سدة الحکم.