الدکتور حیدر بوذر جمهر:
کیف تصف ما یحدث فی البحرین ولماذا هذا الصمت الدولی؟
الدعایة والاعلام هما اللتان تحجبان ما یحدث فی البحرین عن الرأی العام العالمی.ما یجری فی البحرین باختصار السبب هو تدخل المملکة العربیة السعودیة.وأنا باعتقادی ان السیاسة السعودیة لیست ذکیة اطلاقا وتنم عن قصر نظر ونحن من الناس الذین قالوا انه لم یکن عبور الجسر ودخول القوات السعودیة الى البحرین تدبیرا حکیما اطلاقا لا لمصلحة البحرین ولا لمصلحة السعودیة لان السعودیة بذلک ستخلق کرها کبیرا بینها وبین شعب البحرین الذی یقمع ویمارس الاعتداءات والقتل والارهاب ویقوم بهدم المساجد والحسینیات واخیرا نبش القبور وهذه لا شک ستمتد اثارها الى داخل السعودیة وبدأ التحرک فی المنطقة الشرقیة من المملکة انما الضغط حصل من السعودیة على امیرکا حتى.وکلنا نعرف ان البحرین بعدما حصلت الانتفاضة منذ أکثر من شهرین وأعلن وقتها ان ولی العهد سیتقدم بمبادرة وقال انه موافق على ای استفتاء یقوم به الشعب ولذلک اعلن عن الاعفاء عن البعض وسمح بعودة المنفین الى الخارج وکان ولی العهد مقبولا من کل المعارضة والمحتجین على انه یشکل الحمائم فی هذه العائلة المالکة بینما رئیس الوزراء یشکل الصقور وبالنتیجة انتصر الصقور بضغط من المملکة العربیة السعودیة وروبیرت غیتس جاء خصیصا الى البحرین وفی الیوم نفسه بدأت ما سمیت بدرع الجزیرة تعبر الجسر,والضغط جاء من السعودیین على الامیرکیین ان هذا البحرین هو البوابة للمملکة ونحن لن نتساهل بأی تغییر یحصل فیه لانه یؤذی المملکة ولکن الواقع هو العکس لان هذا الکبت والعنف المستخدم ضد الناس فی البحرین لن یریح أحد.
برایک هل تدرک السلطات البحرانیة مخاطر ما تقوم به بعدما هددت المعارضة وحذرت من تنفیذ احکام الاعدام والاستمرار فی هذا النهج وکأن هذا النظام لم یستوعب نظام التغییر والوضع الجدید الذی بدأته المنطقة العربیة؟
انا اعتقد ان کل هذه المظاهرات السلمیة التی حصلت ولا تزال سلمیة وشعب البحرین لم یحمل سکین ولم یطلق رصاصة واحدة واکثر مظاهرة کانت سلمیة هی المظاهرات التی حصلت فی البحرین وانا اقول ان الملک موجود بین جناحین جناح الصقور الذی یمثله رئیس الحکومة وجناح الحمائم الذی یمثله ابنه ولی العهد ولم یستطع الملک فی هذا الضغط السعودی على امیرکا وامیرکا اصلا لیست بحاجة الى ضغط سعودی لان امیرکا تعتبر ان هناک شراکة مع البحرین وشراکة استراتیجیة لا یمکن العبث بها وکلنا یعرف وجود اکبر قاعدة امیرکیة موجودة فی البحرین وهی موجودة على الارض عدا عن الاسطول الخامس الموجود فی البحر.والبحرین یحمی الاسطول البحری والقاعدة الموجودة على ارضه.وهذا الوجود العسکری اضافة الى الضغط السعودی جعل ما یحصل من احداث وأعاود التأکید انه لم یکن تصرفا حکیما اطلاقا لانه یخلق فجوة بین الناس وبین السلطة الذین یطالبون الیوم بطریقة سلمیة باصلاحات وحقوق مشروعة وحریة تحت سقف النظام وربما تنفلت الامور ویخرج المحتجون عن النظام وعن احتجاجاتهم السلمیة ویحملون السلاح وعندها ربما تتخذ المواجهات أبعاد خطیرة وخطیرة جدا ومنها أبعاد اقلیمیة.
ما قصدک بأبعاد اقلیمیة؟وهل قصدک ما یزعمونه بالتدخل الایرانی؟
هم اتهموا ایران بالتدخل بالبحرین والامیرکییون انفسهم اعترفوا بعدم التدخل الایرانی ولو کان هناک تدخل ایرانی لکنا رأینا سکینا او بندقیة مع الناس.ولکن قول ایران انها تأسف على ما یحصل فی البحرین یعتبر تدخل وهذا غیر مقبول.یعتبر ذلک تدخلا ومن عبر الجسور ودخل الى البحرین بواسطة الدبابات ویقتل الناس ویحرق المصاحف ویهدم المساجد والحسینیات هذا لا یعتبر تدخلا.هنا لا یوجد منطق بالموضوع وانا برأیی انه یجب انقاذ البحرین وهنالک فرصة امام الملک لیسرع بذلک والا فان الامور ستتجه الى الأسوأ وربما تکون هناک کما قلت تداعیات اقلیمیة.وأول عمل یجب ان یقوم به الملک هو اخراج قوات درع الجزیرة من البحرین وحل المشاکل بأنفسهم.
ولکن لماذا هذا الصمت الدولی واین منظمات حقوق الانسان ومجلس الامن.الکل یهتم لما یجری بسوریا فیما البحرین یتم تجاهلها لماذا هذا التعامی عن الحقائق برأیک؟
-التعامی لان منظمة الامم المتحدة ومجلس الامن وحتى منظمات حقوق الانسان تتبع امیرکا وتعمل ضمن أجندتها وأمیرکا تمول هذه المنظمات وامیرکا هی التی تعین الامین العام وهی التی تجدد له ولم یعد هناک رأی عام دولی او امم متحدة.والیوم الذی یقرأ تقریر بان کی مون على اللبنانیین یرى کم هی الافتراءات والانحیاز الدولی لصالح اسرائیل وانا لا أسمح لنفسی ان أقرأ مثل هذه التقاریر.والتعامی على البحرین لان امیرکا متورطة باستدعاء درع الجزیرة بینما الوضع فی سوریا یختلف تماما ولماذا سوریا لان سوریا دعمت وتدعم المقاومة سواء فی فلسطین او لبنان وتقیم علاقات ممیزة مع الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة وسوریا من دول الممانعة اذا کانت هناک دول ممانعة غیر سوریا وایران.
برأیک هل انتهت الازمة فی سوریا وهل استطاعت ان تستوعب هذه الازمة وان الامور اقتربت من نهایتها ام ان الاستهداف ما زال قائما؟
اولا نحن کلبنانیین یجب ان نفهم امرا ان ای حریق فی سوریا سیصل حتما الى لبنان لانه هناک جغرافیا وتاریخ وعلاقة شعبین تربطهما حدود وأواصر تعاون فی شتى المعادلات وهناک معادلة هی سوریا المضطربة من لبنان یعنی لبنان مضطر ونحن سنتضرر فی حال اذا حصل لا سمح الله ای شیء لسوریا وتطورت الامور.
أنا أتمنى ان تکون الامور قد انتهت وهناک فریقین من الاحتجاجات فریق یرید الاستقرار لسوریا ولدیه مطالب محقة واندس معهم فریق واناس یریدون رأس السلطة ورأس النظام وتقسیم سوریا وقلب النظام وهنا على الحکومة السوریة ان تتعامل مع هؤلاء الناس بدقة ان تستطیع ان تفرز الناس الذین یحق للمواطنین ان یعبروا عن مشاعرهم وبین المرتبطین بالخارج والمأجورین الممولین بأموال واسلحة ومتفجرات للعبث بأمن النظام وارهابیین مرتبطین بالغرب.
هناک ایضا دول وانظمة عربیة متورطة بالاحداث فی سوریا برأیک لماذا هذا التحریض ومدى الاستفادة من ذلک؟
هذه الدول العربیة وبدءا من المملکة العربیة السعودیة تعتبر انها خسرت بضربة کبیرة حلیفین استراتیجین سواء فی تونس او مصر وهی خسرت العراق اساسا وخرجت السعودیة من العراق مثلما یقول من (المولد بلا حمص) رغم الاموال التی صرفتها فی العراق وهی خسرت تونس ومصر وستخسر الیمن ایضا والسؤال لماذا ازمة الیمن ما زالت عالقة لان السعودیین لم ولن یتخلوا عن النظام بسهولة الى ان یتأمن البدیل لان السعودیة تخشى ان یأتی حکم فی الیمن یکون معادی لها السعودیة خسرت فی کل المناطق ولذلک هی تحرض مع دول عربیة وغربیة على ما یجری فی سوریا وهذا التحریض غیر بریء وتهریب الاسلحة أظهر ان عمره سنوات واختیار التوقیت المناسب جاء بناءا على تداعیات ما یجری بسوریا.