جوبه مشروع وزیر الخارجیة الروسی "خطوة بخطوة" حول قضیة برنامج ایران النووی بردود افعال مختلفة. فی الداخل الایرانی رأى بعض المحللین انه نظرا للاجواء السائدة على علاقات ایران ومجموعة 1+5 وتصعید المواجهة فلا یجب تفویت هذه الفرصة الجدیدة، بل یجب دراسة کافة جوانبها للعودة الى الحوار وتسویة المشاکل العالقة عبر السبل الدبلوماسیة.

 داوود احمد زادة

جوبه مشروع وزیر الخارجیة الروسی "خطوة بخطوة" حول قضیة برنامج ایران النووی بردود افعال مختلفة. فی الداخل الایرانی رأى بعض المحللین انه نظرا للاجواء السائدة على علاقات ایران ومجموعة 1+5 وتصعید المواجهة فلا یجب تفویت هذه الفرصة الجدیدة، بل یجب دراسة کافة جوانبها للعودة الى الحوار وتسویة المشاکل العالقة عبر السبل الدبلوماسیة.

ومع هذا یجب القول ان هناک نوع من التشاؤم بین النخبة وبعض المسؤولین الایرانیین ازاء نهج ودور الروس فیما یتعلق بملف ایران النووی ما یتسبب عنه مواجهة ای نوع من التفاؤل حول هذا الموضوع بـ "لا" کبیرة.

ونرى ان تشاؤم الرأی العام للشعب الایرانی ازاء الروس له جذور تاریخیة. حیث کانت روسیا ترمی للاستیلاء على جزء من الاراضی الایرانیة ابان عهد القیاصرة الروس. کما یجب الاشارة هنا الى الدور الذی لعبته روسیا الى جانب بریطانیا باعتبارهما القوتین الکبریین اواخر القرن التاسع عشر واوائل العشرین فی انحدارالشعب الایرانی ونهب ثروات بلاده. وایضا الخیانة التی وجهت لثورة الغابة وعدم تسلیم الذهب لحکومة مصدق خلال فترة تصعید التوتر بین ایران والاستعمار البریطانی هذه السیاسات الاستعماریة التی سلکها القوقاز الحمر لن تمحى من ذاکرة الشعب الایرانی مهما مر الزمن. وعقب انتصار الثورة واصل الروس نهجهم العدائی والحاقد ازاء شعب ایران حیث بلغ اشده ابان الحرب المفروضة على ایران وعلى مدى ثمانیة اعوام.

اما فیما یخص تعامل الروس مع الملف النووی الایرانی فلنرى انهم انتهجوا سیاسة ازدواجیة ترتکز دعائمها على تحصیل المنفعة. حیث یعتقد الروس ان اطالة الازمة النوویة بین ایران والغرب سیفضی عنه ضمان مصالح الکرملین. لذا یقومون باستخدام الورقة الایرانیة لکسب الامتیازات من الغرب مقابل النهج التوسعی لامیرکا فی الشرق الاوسط، آسیا الوسطى والقوقاز. واما فیما یتعلق بعدم وفاءهم بالعهد ازاء ایران یمکن الاستناد فی هذا المضمار الى وعودهم التی اطلقوها حول تشغیل مفاعل بوشهر النووی. المفاعل الذی کان من المقرر وعقب عقد اتفاق باهظ التکلفة مع الجانب الروسی عام 1994 مع شرکة "روس اتم" لتسلیمه وتشغیله فی عام 2000.  ان التاخیر فی تنفیذ هذا الاتفاق وعلى مدى 17 عاما والتنصل منه واختلاق الذرائع من جانب الروس یظهر ان السبب الرئیسی والذی لا ینبغی ان ننساه هو ذاته انعدام الثقة بالروس. حیث اثبت الروس مرارا انهم وعلى مر الزمن انهم یتخلون عن اقرب الحلفاء لهم فی معترک التاریخ الصعب لیواجه الغرب هو لوحده.  

لذا وعبر دراسة المحاور التاریخیة السلبیة والمؤثرة على العلاقات الایرانیة الروسیة لا یمکن التعویل على المشروع الروسی الجدید. لأن روسیا وخلال السنوات الاخیرة وفی تحول واضح تخلت عن مسألة مواجهة الغرب وانتهجت سیاسة التعاون والشراکة معه.

من هنا نرى انها واکبت مجموعة 1+5 فی توسیع نطاق عقوبات مجلس الامن الدولی. ان المشروع الروسی الذی یستند على اساس التعاون خطوة بخطوة من قبل ایران والاجابة على استفسارات الوکالة الدولیة للطاقة الذریة (IAEA) یعتبر بحد ذاته مشروعا بدائیا وغیر ناضج. لأن ایران ومنذ بدء فعالیاتها النوویة السلمیة اجابت على ابهامات واستفسارات الوکالة والمنظمات الدولیة کما ان مفتشی الوکالة وبالرغم من الدعایة والتقاریر الغربیة والاسرائیلیة المناوئة لایران لم یقدموا لحد الان ای ادلة ملموسة تثبت انحراف برنامج ایران النووی عن اغراضه السلمیة بل ان تعاون ایران وحسن نیتها جوبه بتوسیع نطاق العقوبات وتصعید الضغوط السیاسیة الغربیة ضدها.

لذا فان حلحلة القضیة النوویة وتسویتها یستلزم تحدید الحقوق النوویة لایران وفقا للمادة رقم 4 و 6 من معاهدة حظر الانتشار النووی NPT واعادة هذا الملف الى مجراه القانونی ومتابعته فی الوکالة الدولیة للطاقة الذریة.

عضو مرکز البحوث والدراسات الثقافیة فی جامعة آزاد

رمز الخبر 168172